استمرارا للحديث عن أغانى موسم رمضان 2020 بعد أن تحدثنا فى العدد السابق بالتفصيل عن سيطرة موسيقى «الفلامنكو» على التوزيعات الموسيقية المصاحبة لأغانى أغلب تترات المسلسلات، سوف نستكمل هنا سيطرة نفس الشكل الموسيقى، وهذه المرة مع «نوال الزغبى» فى مسلسل (سلطانة المعز).
بلغة الأرقام فالفنانة «نوال الزغبى» هى الأكثر نجاحا فى تقديم تترات هذا العام من فئة مغني «البوب»، وهى صاحبة أول تتر يصل إلى أكثر من مليون مشاهدة، وهذا النجاح يعد استكمالا لنجاحها السابق فى تتر مسسل (لأعلى سعر) بأغنية (الناس العزاز).
هناك روابط مشتركة بين الأغنيتين رغم الفارق الزمنى بينهما، فتتر (لأعلى سعر) كان فى 2017، وتتر (سلطانة المعز) هذا العام 2020، ولكن الاثنين اعتمدا فى التوزيع الموسيقى على «الفلامنكو»، أيضا الأغنيتان مختلفتان تماما عن الأغانى العاطفية التى تقدمها «نوال الزغبى» فى ألبوماتها، فالمعروف عن «نوال» أنها مغنية عاطفية من الدرجة الأولى ونجمة إعلانات لشركات إقليمية كبيرة، ودائما ما تتحدث عن الحب بطريقة مبهجة وأشهر أغانيها التى بنت عليها شعبيتها كانت تسيطر عليها أجواء السعادة والمرح، حتى توزيعتها الموسيقية تكون مشجعة على الرقص، ودائما ما كنا نرى جمهورها فى الحفلات يتفاعل مع أغانيها بسعادة بالغة، صحيح لها الكثير من الأغانى «الحزينة» والدرامية ولكنها أغان لا تخرج عن إطار علاقة الحبيب بالحبيبة، ويحسب ل«نوال الزغبى» ذكاؤها الشديد فى موافقتها على غناء تترات المسلسلات واستغلال هذه الفرصة فى تقديم مواضيع مختلفة عن التى اعتادت تقديمها فى ألبوماتها، ولذلك يتفاعل الجمهور معها ويشعر بأن هناك جديدا تقدمه. وأيضا من الأغانى التى حققت تفاعلا جماهيريا هذا الموسم أغنية مسلسل (الفتوة) بصوت «أحمد شيبة»، والتى قاربت على 2 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وهى من نوعية الأغانى التى دائما ما تنجح بصوت «شيبة» بفضل التوزيع الموسيقى ل«أشرف البرنس» صانع الأغنية الأنجح ل«شيبه»، (آه لو لعبت يا زهر)، وفى الوقت ذاته الأغنية تعبر عن تفاصيل الدور الذى يقدمه بطل العمل «ياسر جلال» بالمواصفات الصحيحة لشخصية فتوة الحارة المصرية القديمة.
أما فى مسلسل (عمر ودياب). فسنجد على غير العادة أن أغنية (صحابى دول) ل«محمود الليثى» بمشاركة أبطال العمل، استطاعت أن تحقق نجاحا جماهيرا من واقع مشاهدتها التى تخطت المليون، بخلاف أغنية التتر الرئيسية والتى تذاع يوميا بصوت «محمد عدوية» وأيضا بمشاركة صناع العمل، فمن المفترض أن أغنية «عدوية» كانت تحقق النجاح الأكبر لتكرار عرضها بشكل يومى، عكس أغنية «الليثى» والتى كانت جزءا من حلقة من حلقات المسلسل، ولكنها كانت موظفة دراميا بشكل يخدم العمل، فهى أغنية صنعت بنفس المنهج الذى صنع نجومية «الليثى» وهو «أغانى الأفراح» والتى يصاحبه فيها فرقته الاستعراضية الكبيرة، وأيضا الجزء الذى شارك به «مصطفى خاطر» و«على ربيع» لم يكن به أى مخاطرة وذلك بسبب استعانتهم بجزء من مهرجان (قال ايه بتقولى انسانى) ل«عبده سيطرة» والذى حقق نجاحا كبيرا على السوشيال ميديا بواقع أكثر من 15 مليون مشاهدة بخلاف آلاف الفيديوهات على تطبيق «تيك توك»، ولذلك فغناء «على ربيع» و«مصطفى خاطر» كان مألوفا لدى الجمهور نظرا لاستعانتهم بأجزاء من أغنية استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا فى الشريحة التى تحب هذه النوعية من الأغانى الشعبية والمهرجانات وهى الفئة المستهدفة بأغنية «الليثى» ولذلك استطاعت أن تصل الأغنية إلى مليون مشاهدة.
بشكل عام، موسم أغانى مسلسلات رمضان 2020 كان مخيبا للآمال، خاصة أن الجمهور تفرغ لمشاهدة الأعمال الفنية بسبب إجراءات الحجر الصحى المفروضة علينا للوقاية من انتشار فيروس كورونا، ولكن تعامل صناع التترات كان تقليديا، فوجدنا الكثير من مواضيع الأغانى تتشابه مع نفس الأفكار التى يقدمها المغنون فى ألبوماتهم العاطفية، وكذلك الألحان والتوزيعات الموسيقية، بل إن أغلب التوزيعات الموسيقية لأغانى مسلسلات رمضان هذا العام كانت مبنية على نفس النوع، وهو موسيقى «الفلامنكو» رغم تغيير أسماء صناعها، وربما هذه الأسباب تفسر حالة انخفاض التفاعل الجماهيرى الذى لاحظناه منذ بداية رمضان.