جاء بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة حول الوقفات الاحتجاجية التى يقوم بها البعض واضحا ومحددا الآثار السلبية التى ستنتج عن هذه الوقفات. فبعد تحقيق مطالب الثورة شاهدنا عديداً من الاعتصامات والإضرابات الفئوية المتعددة لموظفين وإداريين وعاملين، بل إن بعض المعتصمين تجاوزوا الاعتصام وحاولوا الاعتداء على رؤسائهم فى مكاتبهم. إننى أسأل هؤلاء المعتصمين هل الثورة التى قادها الشباب وضحوا بأرواحهم من أجلها كان هدفها زيادة المرتبات لمؤسسة أو مصنع أو شركة أو إقصاء بعض المسئولين فيها عن مناصبهم إن الثورة التى أشعلها الشباب وأذهلت العالم ثورة ناضجة هدفها مصلحة الوطن وإرساء القواعد لمستقبل أفضل وليس مجرد طلب علاوة أو زيادة فى المرتبات. لا أحد منا ينكر أن معظمنا وقع عليه الظلم، بل عانينا من غياب العدالة - ولكن ليس هذا الوقت الذى نطالب فيه بطلبات شخصية حتى لو كان لدينا الحق فى هذه الطلبات - فالوقت غير مناسب لذلك، لا نريد أن تتحول الثورة العظيمة التى قام بها شبابنا وانضم إليها الشعب بأكمله إلى مجرد اعتصامات لطلبات شخصية أو فئوية وإذا حدث ذلك سيضيع معنى الثورة الحقيقى وسيضيع الهدف الذى قامت من أجله، لا أريد أن أقول إنه ربما اعتقد هؤلاء المعتصمون بطلباتهم الفئوية أن الدولة حاليا فى حالة ضعف، وأنها مضطرة أن تلبى طلباتهم. بالتأكيد إن تحقيق كل الطلبات يصبح شيئاً مستحيلاً، فالدولة حاليا لا تستطيع أن تحل فى ساعات أو أيام مشاكل تراكمت على مدار 30 سنة. إن ما يفعله هؤلاء المعتصمون هو إلقاء أعباء جسيمة على المجلس الأعلى للقوات المسلحة. الذى وقف منذ أول لحظة مع الشعب وحمى الشباب وحمى مصر أيضا. نحن فى هذه الأوقات العصيبة يجب أن يركز الجميع على بناء مصر الحديثة وليس لمصالح شخصية أو فئوية. إن العالم ينظر إلى مصر الآن نظرة محترمة ومشرفة تمنيناها من قبل، لا نريد أن تتغير هذه النظرة، بل نريدها أن تعلو وتزيد. لا مانع من إبراز الظلم وحساب الظالم، لا مانع من المطالبة بالحقوق، ولكن بما لا يتعارض مع وقف دولاب العمل. نحن فى احتياج لكل دقيقة من هؤلاء المتظاهرين والمعتصمين لدوران حركة الإنتاج. نحن لا نريد أن تتحول ثورة الشباب والشعب إلى ثورة جياع بسبب توقف العمل وتوقف الإنتاج. إننا نحتاج أن يعود الجميع إلى عمله، ولكن بروح وقلب وعقل مختلف، نحتاج أن نعمل بروح شباب ثورة 25 يناير الذين أعطونا الأمل فى أن مستقبل أفضل نستطيع أن نصنعه بوقوفنا يداً واحدة وقلباً واحداً وعقلاً واعياً.