فى عالم «الفاشون» والموضة، ليس شرطًا أن تسير على درب «كريستيان ديور»!.. فلكل شريحة مجتمعية أزياؤها الخاصة.. ومن هنا اتجهت بعض الفتيات الأزهريات إلى الانخراط فى عالم الأزياء حرصًا منهن على مخاطبة هذه الشرائح، رغم الصعوبات التى واجهنها والانتقادات اللاذعة من المحيطين بهن، قررن أن يتبعن شغفهن ويحققن ما يرغبن فيه بقوة. «روزاليوسف» تحدثت إلى مجموعة من الفتيات الأزهريات اللاتى بدأن مشوارهن باكرًا، لتتعرف على تفاصيل حياتهن العملية والصعوبات التى واجهتهن، وفى السطور التالية تفاصيل حكاياتهن. «ميما» موديل ب «الباروكة» محبة للموضة والماكياج، شغوفة بالوقوف أمام الكاميرا، تحب الظهور بإطلالات مختلفة، تخرجت فى قسم اللغة العربية، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر، وبدأت حياتها بصفتها مُعلمة لغة عربية لكنها لم تجد ذاتها هناك، خاضت تجارب عملية عديدة لعلها تهتدى إلى ما تريده، إلى أن جاءتها فرصة للمشاركة فى عرض أزياء، لم تكن تنوى الانخراط فى المجال وإنما وافقت بدافع التجربة، حظيت بردود أفعال قوية حول أدائها شجعتها على الاستمرار لتصبح من أشهر عارضات الأزياء فى الإسكندرية. كانت بداية «ميما عمر» صاحبة ال 36 عاما، فى مجال «الموديلز» هادئة ولم تكن تنوى تكرارها، لكنها شعرت برغبة ملحة داخلها تدفعها للوقوف مرة أخرى أمام الكاميرا: مؤكدة أنها واجهت انتقادات كثيرة من المحيطين بها، فكيف تكون أزهرية وتعمل عارضة أزياء فى آن واحد. استكملت «ميما» مشوارها وعاهدت نفسها على أن تحافظ على التقاليد التى نشأت عليها مما جعلها تحظى بثقة ودعم من أسرتها: «لو مشيت ورا كلام الناس هتخلى عن أحلامى علشان أرضيهم وأنا عمرى ما هعمل كده»، موضحة أنها بدأت العمل فى 2009، ثم تراجعت فترة وعادت بقوة فى بداية 2016. حتم العديد من جلسات التصوير على «ميما» أن تظهر بشعرها، لكنها لجأت إلى ارتداء «الباروكة» بدلًا من الحجاب. حققت الفتاة الثلاثينية نجاحات عديدة فى مجالها، حيث حصلت على جائزة الأوسكار فى مهرجان «أوسكار إيجيبت»، ولقب الفتاة المثالية، وحصلت على لقب أميرة السجادة الحمراء فى مهرجان الإسماعيلية للإعلان والمبدعات العرب، كما حظيت بفرصة المشاركة فى فيلم «زى ما قال الكتاب». «رقية»: مقدرتش أسيب شغفى اكتشفت موهبتها منذ 3 أعوام، من خلال تعليقات أصدقائها على إطلالاتها التى تظهر بها، لا تؤمن «رقية العشرى» بنت ال 21 عاما، ب «الموضة» لكنها تحرص على ارتداء الزى الذى تحبه ويناسب طبيعة جسدها، حظيت بخبرات وتجارب عديدة من خلال إعادة تدوير الملابس القديمة فى البداية وملابس والدتها أيضًا، ترى أنها تستطيع ارتداء أى زى بطرق متباينة وتجعله يظهر بشكل مختلف فى كل مرة، مما ساعدها على ارتداء كل ما تحبه بأقل تكلفة وهذا ما تطمح إليه كل فتاة. تدرس «رقية» فى قسم اللغة الإسبانية بكلية الدراسات الإنسانية، جامعة الأزهر، وتقطن فى حى شبرا، اختارت أن تكون مصصمة أزياء لتؤكد أن الحجاب لا يتعارض مع العمل بجميع أنماطه وأيضًا ممارسة الهوايات المختلفة: «أقدر مع الحجاب أكون شيك ولبسى محتشم ومُنمق، خصوصا فى العمل اللى بيحدد استايل لبس فورمال، وكل فهم البنات عن الفورمال بدله وكرڤات على بنطلون وده مش صح، لإنى بنزل فى شركات تدريب كمترجمة خاصه بكليتى وبقدر أوظف البليزر بكذا شكل وطريقة». واجهت الفتاة العشرينية صعوبة فى البداية، حيث كان تمتلك الموهبة لكنها لم تعرف كيف توظفها، حصلت على كورس فى إحدى الأكاديميات لكنها توصلت فى النهاية إلى أن اليوتيوب غنى بكل شىء ويمكنها التعلم من خلاله، وقالت برغم صعوبة كليتى مقدرتش أتجاهل شغفى تجاه الفاشون وقررت تكون هوايتى المفضلة اللى أهرب لها من زخم الحياة وصعوباتها، وأتجاهل أرآء الناس اللى بيقولوا عملك كمترجمة يديكى مكانة أكبر فى المجتمع عن لما تبقى خياطة».. وتحلم بأن تكون صاحبة أتيليه كبير ذات يوم، وأن تنفذ وتصمم جميع الأفكار التى تتوصل إليها. «ماجدة»: نفسى فى براند عالمى باسمى بدأت حياتها العملية بصفتها معلمة لغة إنجليزية، لتجنى أموالًا تساعدها على تطوير ذاتها فى تصميم الأزياء، فمنذ نعومة أظفارها كانت تحب الألوان وارتداء الملابس المُنمقة، تخرجت «ماجدة يوسف» 26 عاما، فى قسم أصول الدين، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر، تقطن فى محافظة الإسكندرية، نشأت على حب الأزياء وقررت أن تسير على درب خالتها التى كانت تعمل خياطة: «خالتو الله يرحمها كانت خياطة. اكتشفت «ماجدة» موهبتها فى تصميم الأزياء فى المرحلة الإعدادية، حينما وصفت لها إحدى صديقاتها فستان شاهدته فى التلفاز، وحينما رسمته من مخيلتها كان مطابقًا له: «بدأت أفكر فى الموضوع بشكل جدى،ورسمت تصيمات لحاجات فى دماغى واتشجعت بعدها، دورت على أماكن اتعلم فيها الخياطة، ولقيت خياطة بس اعتذرت لإنها تعبت وبعدها ماما منعتنى أكمل عشان الدراسة». التحقت الفتاة العشرينية بالجامعة وفى ذلك الوقت تعلمت أساسيات الخياطة فى إحدى الجمعيات الخيرية: «صممت أول فستان لي وروحت به الكلية وكنت فرحانة أوى،بعدها اتعلمت قص وتفصيل وخياطة الفساتين السواريه فى معهد مسيو مصطفى الطيرى كنت وقتها فى آخر سنة فى الكلية، ودخلت عشان أقدم البنت المحجبة بطريقة أنيقة وإنها مش لازم تبقى مبهدلة، وإننا سهل نجمع بين الشياكة والأناقة ونلتزم بشروط الحجاب، خصوصًا إن الإسلام مجاش بزى معين لكن وضع شروطا ومعايير للحجاب الصح». واجهت «ماجدة» صعوبات فى البداية، منها عدم قدرتها على التسويق لأعمالها، كما أنها كانت تستقبل عملائها فى المنزل لعدم امتلاكها مكان خاص، مشيرة أنها حققت نجاحات فى مجالها حيث تم تكريمها فى معرض7000 لتصميم ملابس العرض الافتتاحى للمعرض، وكنت ضيفة فى برنامج ابرة وفتلة على القناة التالتة، طموحاتى أكون أشهر مصممة أزياء للمحجبات فى الوطن العربى وأوصل للعالمية وأفتح أتيليه فى دبى وأعمل براند باسمي».