كل عيد فطر وأنتم بخير.. أكتب هذا المقال فى ثانى أيام عيد الفطر المبارك والابتسامة مازالت تعلو وجهى من ناحيتين.. الأولى عندما حدث التردد فى تحديد يوم العيد فلكيًا وفعليًا برؤية هلال شهر شوال.. فمنذ سنوات أصبحنا نحدد قدوم شهر رمضان وانتهاءه فلكيًا بعدما تقدم علم الفلك وحساب ميلاد أهلة الشهور العربية، وكان الغرض الأكبر من تحديد موعد ميلاد هلال شهر رمضان هو توحيد موعد صيام المسلمين فى المنطقة.. وكان هناك شبه اتفاق ضمنى على الالتزام بهذا التحديد الفلكى لبداية شهر الصوم.. لكن بالرغم من تقدم علم الفلك فإن المسلمين مازالوا ملتزمين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».. فالصيام والفطر نحن مطالبون به شرعًا بثبوت رؤية هلال الشهر بدايةً وانتهاءً.. وأتذكر من سنوات ليست بالقليلة عندما كنا ننتظر بشوق الإعلان عن رؤية هلال رمضان أوهلال شهر شوال ونتابع بيان دار الإفتاء المصرية لتحديد الصيام أو العيد بفرحة كبيرة تضج لها الشوارع المصرية فى الحالتين وتشعرك بوجود شىء جديد فى الحياة كان غائبًا عنك ثم بدا لك.. لكن ابن آدم يسعى دائمًا ليثبت قدرته على أشياء فى الكون بالعلم ونسى أن الله فوق كل ذى علم عليم.. فالأهلة والصوم والفطر آيات من عند الله.. لا مانع من الاستعانة بالعلم لكن بدون التأكيد على الناس بأن العيد أو رمضان سيبدأ يوم كذا وكذا بل نؤكد لهم أن رؤية الهلال هى الفيصل فى ذلك.. وكل عام أنت بخير. والابتسامة الثانية حول أحلى كلمة نسمعها عند قدوم العيد وهى «العيد فرحة».. هذه الفرحة بالأساس تعنى هل استطعت إدخال الفرحة على قلوب الآخرين قبل وصول يوم العيد حتى تستطيع أن تشعر بأن العيد فرحة.. هذه هى الفرحة الحقيقية فكم من البسطاء والأطفال الصغار المحرومين الذين ينتظرون قدوم العيد ليتواصل معهم أهل الخير ويدخلون البهجة على قلوبهم الصغيرة المحرومة فيتغير طعم الحياة فى أفواههم ويشعرون بقيمة هذا العيد المبارك وانتظاره من العام إلى العام ويرتبط العيد فى أذهانهم بالود والرحمة والتعاطف بين الناس.. وهذا هو الهدف من إخراج زكاة الفطر قبل قدوم فجر يوم العيد.. وكل عيد أنتم بخير.