يرتبط الشهر الكريم لدَى غالبية المصريين بالعزومات والتواصل والتراحم، ولعل موائد الرحمن المنتشرة فى شوارع وميادين مصر، خير مثال على التكافل بين المصريين، لذا جاءت فكرة حافلة «عزومة» لتكون أول مائدة رحمن متنقلة للصائمين تتجول فى شوارع العاصمة. حافلة الإفطار تجوب شوارع القاهرة الكبرى كل يوم لتوزيع شنط رمضان، ومع اقتراب موعد أذان المغرب تستقر فى أحد الأماكن بناءً على خريطة مُعَدّة مسبقة بالاتفاق مع شباب المتطوعين لإقامة مائدة عزومة، لتصبح أول «مائدة رحمن متنقلة». وحافلة «عزومة» ليست فقط مجرد مكان لتناول الطعام أو توزيع الشنط الرمضانية، لكن حالة مميزة وتعبير صادق عن أجواء رمضان، حيث زُينت الحافلة بالزينة الرمضانية وصور الشخصيات الكارتونية المرتبطة برمضان، وهى تتكون من طابقين مفتوحة من الأعلى، مخصصة للصائمين، حيث تم فى الطابق الأعلى وضع عدد من المقاعد والترابيزات لتناول وجبة الإفطار، ونتيجة تزايد إقبال الصائمين على الحافلة، تم وضع عدد من المقاعد والترابيزات بجوار الحافلة، التى تضم بداخلها مطعمًا متنقلًا لطهى الطعام للصائمين. نور حسن- صاحبة فكرة حافلة «عزومة»- تقول إن فكرة المائدة المتنقلة جديدة وتختلف عن باقى الموائد الرمضانية، فنحن نذهب للصائمين وليس العكس، والمائدة ساعدتنا فى الذهاب لأكبر عدد من المناطق الشعبية، حيث استطعنا الإفطار فى أكثر من 50 منطقة مختلفة على مستوى محافظة القاهرة الكبرى. وأضافت: يصل عدد المتطوعين فى مائدة عزومة ل 40 شابّا وفتاة، تختلف أدوارهم ما بين مجموعة لتوزيع الشنط الرمضانية، ووجبات الطعام، وآخرين فى مطبخ إعداد الطعام، والباقى فى تقديم الطعام للصائمين. مشيرة إلى نجاح الفكرة للعام الثالث على التوالى، ما دفعهم لنقلها خارج القاهرة، إلى محافظاتالفيوم والإسكندرية، ولم يقتصر دورها فقط على المناطق الأكثر احتياجًا داخل العاصمة. وأوضحت مؤسسة حافلة عزومة، أن هناك فرقًا بين مائدة الرحمن التى اعتاد عليها المصريون، وبين الحافلة، فنحن نسعى إلى ما يشبه الجو الأسَرى من خلال عمل «عزومة» للصائمين، ودعوتهم للإفطار على مائدة الحافلة: بنأكل الناس من الأكل اللى بناكله»، لهذا يتم إعداد وجبات الطعام داخل «أوتوبيس العزومة» المتنقل بعد تزويده بمطبخ داخلى يشرف عليه فريق من المتطوعين. وأكدت أنهم يحرصون على إعداد الوجبات بشكل جيد، داخل مطبخ العزومة الذى يشبه إلى حد كبير أى مطبخ داخل أى بيت مصرى فى رمضان، من حيث التنوع فى الوجبات التى يقدمها لضيوفه الصائمين، حيث هناك كل يوم نوع مختلف «ومنيو» جديد فيه يوم رز ودجاج ومرّة سمك أو محشى ويوم آخر بط وفيه يوم للمأكولات من خارج المطبخ «بيتزا ووجبات سريعة»، وفى مرّات أخرى فنادق تعطينى وجبات الأكل للصائمين، ونهدف تقدير الصائمين. عن توزيع الشنط الرمضانية على المحتاجين، أوضحت نور: نبدأ جولتنا كل يوم ابتداءً من الساعة 11:00 صباحًا حتى الساعة 3:00 عصرًا، فى توزيع شنط رمضان بناءً على خطة للأماكن الأكثر احتياجًا، التى تتم إعدادها بمعرفة بنك الطعام، حيث يقومون بتوزيع ما يزيد على 150 شنطة يوميّا، ثم نعود بالأوتوبيسات فى الرابعة عصرًا حتى نهاية الإفطارإحدى المناطق ويتم التمركز فيها بناءً على خطة أماكن الإفطار، وغالبًا ما تكون فى ميدانًا عامّا، لقد نظمنا إفطار عزومة فى عدة ميادين بالقاهرة، ومن بينها المريلاند فى مصر الجديدة، وميدان السيدة زينب والمطرية ورمسيس والعباسية وعرابى وغيرها، ونجحنا فى إفطار 250 صائمًا كل يوم، ونأمل أن يصل العدد إلى 350 صائمًا يوميّا بنهاية شهر رمضان. يحرص شباب العزومة على تنظيف الشوارع فى المناطق الشعبية؛ وهو ما تقول عنه نور: «مبادرة تستهدف نشر الفكر الإيجابى بين الناس والتوعية بضرورة الحفاظ على نظافة الشوارع، فبعد توزيع الشنط نقوم بتوزيع أنفسنا على المنطقة لتنظيف الشوارع الرئيسية بها، ونترك لهم صناديق للقمامة بهدف نشر التوعية بالنظافة بين المواطنين، وهو ما دفع الكثير من المواطنين؛ خصوصًا الشباب إلى مشاركتنا فى تنظيف الشوارع.