بعد تجربتها الشخصية القاسية فى الطلاق قررت أن تساعد كل امرأة مثلها.. فبدأت من داخل بيتها فى نقل تجربتها فى الطلاق عبر الأثير.. تحاول حل مشاكل الزوجات والتوفيق بينهن وبين أزواجهن وتغيير نظرة المجتمع للمطلقات، والتوعية بشأن الإجراءات القانونية للطلاق ونشر الوعى بشأن حقوق المطلقات والخدمات المحتملة التى تقدمها الدولة لهن. فأنشأت محطة إذاعية للمطلقات على الإنترنت بعد مدونة بعنوان «أنا عاوزة أطلق» ووصل عدد المتابعين لصفحة الراديو 10 آلاف، أما المتابعون على بث القناة بالإنترنت تخطوا ال20 ألفًا. محاسن صابر، مؤسسة «راديو المطلقات»، تؤكد أن «راديو مطلقات» هو الأول من نوعه على مستوى العالم، ويهدف لطرح مشاكل الأسرة المصرية، من خلال تغيير الصور النمطية للمجتمع تجاه «المرأة المطلقة»، وإثبات أنهن لسن «خرابات البيوت» كما يُشاع عنهن، ولذلك من خلال برنامج «يامفهومين بالغلط»، نوضح الصورة الحقيقية للمرأة المطلقة. وتتابع: للأسف المطلقات عرضة للتحرش والطمع الجنسى بشكل خاص، لأن الكثير من الرجال يحسبون أنه يسهل الإيقاع بهن واستغلالهن، وهدف الراديو لم يكن تذكير المرأة المطلقة بخيبتها فى الحياة، إنما بث الأمل فيها ومنحها القوة حتى تستطيع استئناف حياتها من جديد، كما يعمل الراديو على حل المشاكل بين المطلقين حتى لا يتضرر الأطفال، ومن خلال برنامج «طليقك على ما تعوديه»، نهدف لجعل العلاقة بينهما مبنية على الاحترام والثقة، بحيث هو يلتزم بدفع النفقة وفى المقابل هى تلتزم بالرؤية. وتواصل: نعمل على تقديم النصائح للزوجات حتى تجنب المرأة الوصول لمرحلة الطلاق عبر برنامج «قبل ما تقولى يا طلاق»، وبعرض المشاكل الزوجية بالبرنامج، وتقديم الحلول لها ولدينا بروموهات ثابتة أطلقنا عليها «جرس إنذار» عبارة عن نصائح سريعة للأزواج والزوجات، عن كيفية الحفاظ على البيت بالإضافة إلى أننا نستقبل الرسائل الخاصة بالأزواج، وأيضًا لن ينسى الراديو الفتيات المقبلات على الزواج، بعمل التوعية اللازمة لهن قبل الزواج، كما يوجد برنامج يسمى «دليل الأسرة» وبه نقدم جميع الخدمات التى تفيد الأسرة المصرية على سبيل المثال حلقات عن الدعم الإسكانى، بطاقة التموين، نقدم الأفلام التسجيلية للتحدث عن قضية بعينها على سبيل المثال العنف ضد المرأة، وهناك فواصل تعريفية عن المجلس القومى للمرأة، والأزهر. وأوضحت أن فريق عمل الراديو يتكون من 33 منهم رجال وسيدات وشباب، هذا الفريق يمثل طوائف المجتمع من موظف وأخصائى والطالب، وهذا يؤكد أن الراديو لا يقتصر على السيدات المطلقات. وتضيف: أنا توقفت عن الراديو من أجل تقنين أوضاعه القانونية ومن ثم عدت مرة أخرى بعد حصولى على الموافقات اللازمة، من أجل الاستمرار فى الفكرة المؤمنة بها، مشيرة إلى أنها لم تتلق أى تمويل من شخص أو جهة، وأن الراديو يقوم على التمويل الذاتى فقط، وفريق عمل المتطوعين. وعن الانتقادات الموجهة لها بأن تدافع عن مطلقة لها تجربة شخصية سيئة، قالت محاسن هذا لا يعيبها بل يزيدها قوة، ولو عن تجربتى فأنا مطلقة ولكن لست نموذجا سيئا للمرأة المطلقة، فتربطنى علاقة جيدة مع زوجى السابق، وكذلك مع حماتى. وأوضحت أيضًا: نحن لدينا العديد من الأفكار والبرامج التى تقدم نصائح للرجل والمرأة حتى يتجنبا فكرة الطلاق ويتجاوزا خلافاتهما بهدوء، وأكدت أن أغلب الأسباب التى قد تودى إلى مشاكل زوجية ممكن تصل إلى الطلاق منها تدخل الحموات فى حياة أبنائهم. والبخل والضرب، كما أننا نقدم من خلال متخصصين فى علم النفس والاجتماع النصائح التى تضمن الاستمرار والاستقرار مثل الحفاظ على الكلمة الطيبة وتبادل الهدايا البسيطة والتعاون فى تربية الأولاد وتحمل مسئولية الأسرة، فكل هذه الأشياء من شأنها أن تمنح الطرفين شعورا بالأمان ورغبة فى الحفاظ على الحياة الزوجية. بينما أكدت دكتورة أشجان نبيل، استشارى العلاقات الإنسانية والتطوير المجتمعى، أن فكرة راديو للمطلقات تساعد على تزايد الفجوة بالمجتمع بالتحديد داخل الأسرة، وهى فكرة عنصرية بامتياز، لأنه عندما نقول فى راديو للمطلقات، فغدًا سيكون فى راديو للأرامل وللعوانس والرجال والنساء وهكذا. وأضافت: إن فكرة عرض تجارب المطلقين من الطرفين ما هى إلا دعوة «للطلاق» لأنهم بعد نهاية عرضهم تجربة يحدثون كيف أصبحت حياتهم أكثر هدوءًا وراحة وهذه هى نية صاحبة فكرة راديو السيدة محاسن وهى الدعوة للطلاق، لأنها مطلقة ترغب أن تصبح كل السيدات مطلقات، فكان عليها أن تقدم توعية وتأهيلًا للمرأة المعيلة، من التأهيل النفسى والاجتماعى، وتعليمها حرفًا يدوية حتى تستطيع العيش منها. وأشارت أن راديو المطلقات لا يرغب فى فصل «المطلقة» عن المجتمع، بل أطفال المطلقات من خلال تقديم برنامج «ابنك ما تعوديه»، الذى يوجه الحديث لأطفال المطلقات، كيفية التعايش دون الآباء، مؤكدة أن بعض البرامج الاجتماعية التى تقدم بالراديو ماهى إلا «دس السم بالعسل»، حتى توضح للآخرين أن هدف الراديو اجتماعى وليس تحريضًا على الطلاق. بينما أضاف وليد عبدالمقصود، مؤسس مبادرة معا لإنقاد الأسرة المصرية، أن فكرة الراديو تفقد الحيادية لعلاج مشاكل الأحوال الشخصية، موضحًا أن عرض التجارب السلبية فى العلاقات الأسرية، والتى أدت للطلاق، كما يفعل راديو المطلقات هو تشجيع للطلاق. وأوضح أن عدم الحيادية لا ينحصر فقط، على راديو المطلقات، بل البرامج التى تقدم بالقنوات الخاصة كمثال «الستات لا يعرفن الكذب»، «كلام ستات»، إضافة لبرامج التوك شوك، التى تقدم فقرات عن الأحوال الشخصية، وللأسف حولت موضوعات الأحوال الشخصية إلى «أهلى وزمالك»، أحضر الطرفين وتبدأ خناقات الأزواج على الهواء، فهناك مذيعات يدعين السيدات للطلاق بشكل معلن، فهؤلاء يساعدن على انهيار المجتمع، ولابد من منعهن من الظهور بالبرامج والإذاعات أيضا.