المشروعات الخاصة حلم كثير من الشباب، لأن بعضهم يصيبه الملل من الروتين الوظيفى، ولذلك يبحثون عن أفكارٍ جذابة تصلح أن تكون مشروعًا، وهناك من يلجأ إليها فى إطار زيادة الدخل. عبقرية هذه المشروعات تجدها فى شارع 306 بمنطقة ألماظة «مصر الجديدة»، والمخصص للمشروعات الصغيرة للشباب، لإعطائهم فرصة لتنفيذ أفكارهم. الشارع يشبه «الفود كورت»، أى المكان المخصص للطعام، ويضم الشارع أكثر من 28 مشروعًا، كل منها له فكرته الخاصة فى إعداد الطعام وتقديمه. الشارع تتوافر به المقاعد ومنطقة ترفيهية للأطفال، وعربات المشاريع كلها مليئة بالإبداع، ومعظمها من صنع أصحابها، ويختلف نظام الدفع فى الشارع، حيث يتم التعامل المادى بين الزبون وبين «كاشير» من خلال رقم المحمول والدفع عنده والإيصال يكون «كود» يرسل عن طريق الهاتف المحمول. «Mr.Puffz» هو اسم عربة إسعاف تقدم الطعام فى «306»، تملكها سلوى وابنتها رشا 32 عامًا، وتقول «سلوى» إنها فكرت فى المشروع لمساعدة ابنتها رشا من ذوى الاحتياجات الخاصة ولتوفير فرصة عمل لها، خاصة أننى علّمتها طهى وتصنيع ووزن الأطعمة لتساعد أمها. «سلوى» أكدت أن العربة مجهزة للأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، صنعها أخوها من 3 سنوات، والمشروع ليس فقط لدعم ابنتها، لكن لدعم جميع ذوى الاحتياجات الخاصة ونشر ثقافة وفكرة عملهم فى مجتمعنا ومشروعها «Mr.Puffz» مستعد لاستقبال أفراد من ذوى الاحتياجات الخاصة للعمل معهم بمشروعهم. وتتراوح أسعار الأطعمة المقدمة من 15 إلى 55 جنيهًا، وينفرد مشروعهم بتقديم «الباف» وهو من أنواع الحلوى، وهو يقدم بسعر أقل من باقى المحلات. أشارت «سلوى» إلى أنها قدمت للالتحاق بالشارع منذ شهرين واستطاعت الانتهاء من جميع الأوراق الرسمية بطريقة سريعة نظرًا للتسهيلات التى يقدمها صندوق «تحيا مصر» المسئول عن المشروعات. «رشا» قالت إن جميع الأطعمة المقدمة فى مشروعهم مصنوعة بالكامل بالمنزل، ويقدمون قائمة طعام تحتوى على «برجر، فاهيتا، كرسبى،أسماك فيليه، الباف، بالإضافة إلى صنع المايونيز والكاتشب وصوصات الجبن والشيدر». تبدأ رشا مع والدتها يوميًا من الساعة 6 صباحًا بتجهيز الأطعمة قبل البدء فى بيع أطعمتها، وهى المسئولة عن صناعة البرجر ووضع بهاراته ثم وزن كل قطعة وتغليفها استعدادًا لنقل جميع الأطعمة، وجميع المأكولات حتى «المايونيز والكاتشب» طازجة وتصنع يوميًا. شارع 306 جاهز لاستقبال الزائرين من العاشرة إلى الثانية صباحا، إلا أن رشا ووالدتها تبدآن من 12 ظهرًا نظرًا لنوع الأطعمة التى يقدمونها وتعتبر أطعمة مناسبة للغداء وليس للإفطار. «Oops Cafe» ألفونس يوسف 31 عامًا، متخصص فى الديكور، لكن حبه للقهوة وللعمل «باريستا» كان يسيطر على عقله دائمًا، سافر للعمل بدبى بعد تخرجه، إلا أنه ترك كل هذا وحصل على دورات تدريبية فى مجال «الباريستا» وإدارة المطاعم لكى يحقق حلمه، وعندما عاد من السفر قرر أن يفتح مشروعه الخاص، وبالفعل بدأ يبحث عن أماكن لافتتاح مشروعه وتقدم بأوراقه للمشروع، وعند افتتاح شارع مصر اتصلوا به ليقدم أوراقه ويبدأ مشروعه، وفى منتصف شهر أكتوبر بدأ هو وصديقه بصنع عربة القهوة خاصته، وبالفعل استطاع عمل عربة المشروع بالكامل بمساعدة صديقه إلى أن انتهى من صنعها ومن طلائها بعد شهر. الكثير أعجب بعربته وشكلها المميز ومن بينهم وزيرة الاستثمار، التى أشادت بها ومنحته لقب «أفضل عربة بالشارع». أشار ألفونس إلى أن سبب تسمية عربته بOops، هو أنه عندما كان يرى شيئًا ينال إعجابه كانت كلمة Oops أول كلمة ينطقها، لذا قرر تسمية عربته بهذا الاسم، مضيفًا أنه يعمل على عربته منذ ال10 صباحًا وحتى الثانية مساءً. وعن المشكلات التى واجهته، قال: «من الأزمات عدم التجهيز فى الشارع لوجود أمطار، وعن خططه المستقبلية أشار إلى لوحة معدنية علقها على عربته بالشارع مكتوب عليها (Egypt، Paris، London، Italy، Dubai) مشيرًا إلى أن حلمه بأن يفتتح كافيه أو مجرد عربة فى هذه البلدان. «Asian Grill» وسط الأطعمة التقليدية انفردت عربة أحمد إبراهيم وابنته بافتتاح عربة للأكل الآسيوى خروجًا عن المألوف ولإرضاء جميع الأذواق، وقال أحمد إبراهيم إنه افتتح هذا المشروع لابنته التى تخرجت فى كلية آداب قسم إعلام وفضلت فتح مشروع خاص بها، وبدأوا بالتقديم فى مشروعات المحافظة منذ عام إلى أن بدأ شارع 306، فقدموا الأوراق الرسمية. وأشار إلى أن شارع 306 يعتبر من أهم المشاريع للشباب، حيث إن من شروط الالتحاق بالشارع أن يكون حاصلاً على مؤهل تعليمى، وبذلك ينتقى المتقدمين للالتحاق به، موضحًا أنه يعمل بالمشروع ابنته وفتاة صينية هى المسئولة عن إعداد الطعام حتى تكون جودته عالية ويتم تقديم الأطعمة الصينية والآسيوية دون تحريف، وطموحاته أن ينجح مشروعه مع ابنته ويستطيع افتتاح أكثر من فرع آخر. «Books Bike» «محمد أبوالسعود» صاحب مشروع وفكرة عجلة كتب، بدأ كلامه قائلًا: «زى ما فى تغذية بطون لازم يبقى فيه تغذية عقول» موضحًا سبب وجوده فى شارع 306، بأن مشروعه بدأه هو وصديقته منذ عام 2016، إلى أن استطاع توفير 4 عجلات للكتب فى مناطق مختلفة وأصبح فريقه يشمل 8 أفراد، وهم أول فريق يقود دراجته لبيع الكتب ففكرتهم أقرب أن تكون لمكتبة متنقلة لبيع الكتب، ولا توجد مقارنة بين نسبة بيع الكتب ونسبة بيع المأكولات والمشروبات. أوضح أبوالسعود أنه بدأ بالتقديم قبل شهرين عبر الإنترنت للالتحاق بطرح مشروعه بالشارع ووافقوا على تواجد الفكرة بالشارع، والإيجار يتراوح بين 2500 و 8000 جنيه على حسب المساحة التى يستغلها كل مشروع، والشارع يقدم خدمات مثل المياه والكهرباء والصرف. وأضاف: يوم الافتتاح اشترت وزيرة الاستثمار وحفيدتها أجندة وكراسة للتلوين من عنده وسألته الوزيرة عن أكثر من كتاب، كما كانت ردود أفعال الزائرين على وجود عجلة للكتب هى الصدمة، نظرًا لأول مرة وجود عجلة للكتب متنقلة فى مكان ترفيهى أو بالأخص منطقة ترفيهية للأكل فقط. وأوضح أبوالسعود، صاحب ال28 عامًا، أنه تم اختيار فريقه بشروط معينة، لأنه يجب أن يكون من يعمل فى المكتبة قارئًا جيدًا وليس مجرد موظف.