مع بداية هذا العام، احتفل القائمون على لعبة slotomania وهى واحدة من أشهر ألعاب البوكر على موقع «فيس بوك» بمرور 8 أعوام على إطلاقها، فى الوقت الذى تثير اللعبة التى يتجاوز عدد المشاركين فيها مليونى شخص حول العالم الكثير من الجدل حولها بسبب بعض الممارسات الغامضة. فكرة اللعبة تقوم على تحفيز المشاركين للحصول على مكاسب نقدية قد تتخطى حاجز التريليون دولار فى بعض الأحيان، وذلك إما عن طريق المكافآت اليومية أو تجميع بطاقات الألبومات الخاصة بها، وتقوم بعملية التحفيز دمية جميلة تدعى لوسى وذلك عن طريق شرح اللعبة المتجددة بشكل مستمر أو إبهار المشاركين بشكلها لدفعهم لشراء مبالغ مالية يفقدونها فى الأغلب خلال اللعب. كل هذه الأمور مألوفة وقد تكون مكررة مع ألعاب أخرى، إلا أن مكتب محاماة موكلا من قبل بعض اللاعبين أقام دعوى قضائية أمام محكمة غرب الولاياتالمتحدة ضد الشركة صاحبة اللعبة؛ مؤكدا أنه فى الوقت الذى من المفترض أن اللعبة مجانية إلا أنها تدفع روادها لشراء بعض النقود حتى يتمكنوا من الاستمرار فيها، مطالبين بتعويض عما وصفوه ب«الخديعة». المفاجأة الحقيقة كشفتها أوراق الدعوى التى أكدت أن اللعبة إسرائيلية قامت على إصدارها شركة مقرها الرئيسى فى دولة الاحتلال والآخر فى الولاياتالمتحدة، والمثير فى أمر هذه اللعبة أنها استطاعت أن تجمع أغلب لاعبيها عبر حساباتهم على موقع «فيس بوك» بخلاف صفحتها الرئيسية؛ هناك صفحة السوبر لمناقشة أى تفاصيل أو استفسارات وكذلك هناك صفحات لتبادل الكروت بالإضافة لصفحات خاصة بمن يلعبونها فى أستراليا وأخرى لهونج كونج وروسيا وغيرها من الدول التى تختلف توقيتاتها عن أمريكا. الأهم من كل هذا أن هناك عددًا قليلاً جدًا من الإسرائيليين يشتركون فى هذا اللعبة التى أثارت استياء الكثير من محبيها مؤخرا وذلك بعد استيلائها على نقودهم بعد أن تتعمد أن يخسروا ليشتروا أكثر، بل إنها لا تلتزم بسياسة الربح التى تضعها للاعبيها وتمنحهم مبالغ قليلة جدا عن ما هو متفق عليه فى بعض الأحيان. كل هذا قد يبدو للبعض أنه طبيعى خاصة أن اللعبة تندرج تحت تصنيف لعب القمار ولكن ما يثير الشك هو قدرتها على جمع أكثر من مليونى شخص من جميع أنحاء العالم على صفحة واحدة؛ وعلى الرغم من ندرة المصريين فيها، فإنه يوجد عرب كثيرون فيها خاصة من الجزائر والمغرب. أبرز جنسيات لاعبيها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والهند وكذلك هناك بعض اللاعبين من إيران، وقطعًا كل هؤلاء تكون حساباتهم متاحة للقائمين على اللعبة هم وكل من يدخل فى دائرة معارفهم وبالتالى تكون لدى الإسرائيليين أكبر قاعدة بيانات خاصة أن أغلبهم من العرب الحاصلين على الجنسيات الأخرى. ما يثير الشك بشكل أكبر أنه فى خلال العام الماضى فوجئ بعض اللاعبين بوصول أجهزة تابلت هدية من لعبة slotomania لهم دون سابق إنذار مما يدق ناقوس خطر حول ما تحتويه هذا الأجهزة التى دخلت بيوت كثيرين بمنتهى السهولة. الأمر الآخر أن القائمين على اللعبة فى خطوة غير مبررة وليست تقليدية قاموا بإعداد رحلة حقيقية لبعض الأعضاء ليشاركوا فى جولة سياحية عبر أتوبيس خاص باللعبة على مدار يوم كامل فى إحدى مدن أمريكا، وهو أمر تدور حوله علامات استفهام كثيرة، خاصة أن لا يوجد شىء عشوائى فى تلك اللعبة التى تتحكم حتى فى مدى المكسب الذى يحصل عليه اللاعب حتى تضمن حصولها على نقوده بشكل دائم. فى النهاية نجد أننا أمام آلية جديدة لصنع جواسيس جدد دون دفع مليم واحد، حيث إن هؤلاء المختارين يدفع لهم عن طريق آخرين يتم استنزافهم بشكل غير مباشر، أى أنه فى النهاية يكون المستفيد الأوحد من كم المعلومات المجانية المتاحة هم الإسرائيليون فقط.
