انتهت دراسة اجتماعية، أجرتها منظمة المرأة العربية، إلى أن النساء العرب يفضلن زواج المصلحة على زواج الحب، وأن 65 بالمئة اخترن زواج المصلحة على زواج الحب، مقابل 31 بالمئة أيدن زواج الحب، فيما اختار 4 بالمئة فقط الزواج عن طريق الإنترنت. وأكدت الدراسة أنه فى 52 بالمئة من حالات زواج المصلحة، كان الأولياء هم من اختاروا الزوجة، فى حين أنه فى 22 بالمئة من الحالات كان الأهل هم الذين يقترحون الزوجة. وكشفت الدراسة أيضًا عن أن 52 بالمئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة التقوا شريك حياتهم فى المحيط العائلى. وترى الكثير من العائلات أن الزواج لا تبنيه العلاقات العاطفية والمشاعر الرومانسية، خاصة بالنسبة لبعض العائلات الفقيرة التى ترى أن مصلحة أبنائهم فى الزواج الذى يضمن لهم مستقبلهم فى ظل ظروف المعيشة القاسية، على الرغم من أن زواج المصلحة كثيرا ما ينعكس سلبا على الاستقرار الأسرى، إذ لا يستمر طويلا. وعلى الرغم من ذلك فإن زواج المصلحة هو الأكثر انتشارا، حيث أفاد قرابة 5 آلاف امرأة من جنسيات مختلفة بالوطن العربى، بأن غالبية النساء والرجال بنسبة بلغت 65 بالمئة يعتقدون أن هذا النوع من الزواج بدأ يتحول إلى سمة تميز القرن الحادى والعشرين. وتتعدد أسباب زواج المصلحة، هناك من تتزوج رجلا غنيا من أجل توفير احتياجاتها، وهناك من تهرب من العنوسة ،حيث إن الفتاة العانس توافق على أى رجل يجعلها تهرب من لقب عانس، أو من تتزوج من أجل الهروب من كابوس تأخر سن الزواج. يُذكر أن مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة، سجلت ارتفاع نسبة زواج المصلحة، والتى غالبًا ما تنتهى بكوارث بنسبة تخطت نسبتها ال44 %. سيدات يروين قصصهن مع زواج المصلحة. «رحاب. م»، تخرجت فى كلية الهندسة، والتحقت بالعمل بإحدى شركات البرمجة، لا ترغب فى زواج عن طريق الحب، لانتظار زوج يجعلها تعيش حياة مادية أفضل، وتقول: «كنت أرفض الدخول فى قصص الحب منذ كنت بالجامعة، لأنى أعلم أن الحب لا يستمر أمام كم الأعباء ومتطلبات الحياة الزوجية، المشاركة الزوجية كذبة كبيرة، لذلك قررت منذ اللحظات الأولى أننى لن أتزوج عن طريق القلب والمشاعر، وعندما تقدم لى عريس يعمل بالإمارات وطلب منى السفر معه، وجدتها فرصة كبيرة فتزوجت بعد شهرين فقط وسافرت معه، وبعد أقل من شهرين بدأت المشاكل بيننا واكتشفت أنه بخيل،واعتدى علّى فهربت إلى منزل صديقة سورية، أعطتنى ثمن تذكرة العودة لمصر، وطلبت الطلاق، وبالفعل طلقت بعد ما طلب منى التنازل عن كل شىء. ورغم كل هذا لم أغير موقفى فى زواج الحب. أما «فتحية. ح» من صعيد مصر، فتزوجت بهدف الهروب من الحياة الصعبة بالصعيد، حلم العيش بالقاهرة، بعيدًا عن القيود والعادات والتقاليد، حيث كانت ترفض الزواج من أحد أبناء القرية لتحقق حلمها وتتزوج من شخص يعيش بالقاهرة، لكن بعد 4 أشهر من الزواج تتحول الحياة بمدينة القاهرة إلى الجحيم، حيث يمارس الزوج عليها كل أشكال العنف والإهانة لتنتهى الحياة الزوجية بقضية طلاق أمام محكمة الأسرة، بعدما قام بالاعتداء عليها بالضرب، حتى فقدت الوعى لمدة أسبوع بالمستشفى. الأمر لم يختلف كثيرًا عند «سامية.ع» التى فضلت الزواج من شخص غنى، ويكبرها ب17 عاما، ولديه 3 أبناء، وساعدها على ذلك الأهل الذين لم يهتموا سوى بالمال لتفاجأ الزوجة بعد أسابيع من الزواج بأنه متزوج من اثنتين أخريين، لم تستطع الزوجة فعل شيء بسبب ضغوط أهلها لا بدَّ أن تستمر مع زوجها، لتعيش الزوجة فى حياة مهينة، ليصل الأمر إلى اعتداء أحد أبناء الزوج وينتهى بها الحال إلى العودة لمنزل أهلها دون أى أموال كما كانت تحلم، وترفع دعوى طلاق بعد رفض الزوج طلاقها حتى تتنازل عن كل حقوقها ماديا. من جانبها أكدت دكتورة سوسن فايد، إخصائية علم النفس، أن المرأة لن تتزوج لتحقق مصالح فى أشياء أخرى، تتنازل بذلك عن الكثير من المعايير الأساسية فى الزواج الناجح، مثل السن أو التعليم أو البيئة، ونفس الأمر بالنسبة للرجل، وبالتالى نجد أن هذا الزواج فى أحيانٍ كثيرة ينجح، لأنه «وسيلة»، وأضافت :أن زواج المصلحة لا يقوم على الإحساس الداخلى، ويمكن أن يحدث كثير من السلوكيات الخاطئة غير المعلنة، مثل الخيانة أو الزواج فى السر، أو أن يحدث استغلال ونصب، لكن من ناحية الاستمرارية ففى الغالب يستمر هذا الزواج؛ لأن هناك مصالح تجعلهما يتمسكان بالزيجة إلا إذا اختلفا على المصالح، لذلك بنسبة 90 % ينتهى زواج المصلحة بالطلاق. فيما أوضحت دكتورة سامية خضر، إخصائية علم الاجتماع، أن المرأة تلجأ لزواج المصلحة بعد أن تفقد الأمل فى الزواج عن طريق الحب، فهناك نساء يهربن من العنوسة، وهناك من يفضلن زواج المصلحة بعد الفشل فى قصة حب، خاصة لو كانت تسعى للمال. وأكدت أن المجتمعات العربية تفضل زواج المصلحة للطرفين، لأنها مجتمعات تعتمد على التقاليد والعادات، كما فى مجتمع الخليج يعتمد على زواج العائلات الثرية من بعضها البعض، وفى المجتمعات الفقيرة كما فى سوريا ولبنان ومصر يتم تفضيل الزواج بهدف المال أو حلم السفر للخارج، مشيرة إلى أنه فى ظل الأعباء المادية داخل بعض المجتمعات العربية، أصبحت المرأة العربية أقل عاطفية، بل أصبحت المرأة الأجنبية أكثر عاطفية عن المرأة العربية، فالمرأة الأجنبية تتنازل عن كل تكاليف الزواج، وتذهب مع الرجل لمجتمع أقل اقتصاديا وثقافيا وعلميا بهدف الزواج ممن تحب، فى المقابل ما زالت المجتمعات العربية تفرض شروط الزواج، فلذلك رغم العنوسة الضخمة فى المجتمعات العربية ما زال زواج المصلحة منتشرا بشكل كبير.