توسعت ظاهرة التوريث لتطال مجالات عديدة أبعد من فكرة المنصب أو الوظيفة، حيث دخلت بقوة إلى حقل الموهبة، واتسعت قائمة أبناء النجوم الذين دخلوا إلى مجال الفن من باب التوريث، حتى وصلت إلى «هوليوود» ذاتها وأصبحنا نسمع مقولة «هذا الشبل من ذاك الأسد»، حيث أطلق هذا المثل مؤخرًا على بطلة سلسلة أفلام «Fifty Shades»، النجمة «داكوتا جونسون»، بعدما حققت الثلاثية من بطولتها نجاحا باهرا خلال الأربع سنوات الماضية، وكان آخرها فيلم «Fifty Shades freed» الذى عرض فى فبراير الماضى. ورثت «داكوتا جونسون»، موهبة التمثيل عن والديها فى المقام الأول، وهما: النجم «دون جونسون» الذى قام بتمثيل حوالي 37 فيلما، وخمسين مسلسلا، وكان أشهرهما «Miami Vice» الذى حاز فيه على جائزة «جولدن جلوب»، والنجمة «ميلانى جريفث» التى قامت ببطولة خمسين فيلما، وأشهرها فيلم «Working girl» الذى تم ترشيحه لست جوائز، فاز فيها باثنتين.. وعلى الرغم من دخول «داكوتا» عالم السينما عام 2010 فى فيلم «The Social Network» إلا أنها لم تثبت جدارتها إلا فى ثلاثية «fifty shades». يذكر أيضاً أن الأم «جريفث»، وهى ابنة النجمة الشهيرة «تيبى هَيدرِن» بطلة فيلم «Marine»، كانت قد تزوجت من النجم «أنطونيو بانديراس»، بعد أن انفصلت عن زوجها «جونسون» فى 1996، ثم أنجبت منه أيضا الممثلة «ستيلا بانديراس»، لكنها لم تحظ بنفس شهرة أختها «داكوتا»، لأنها أثبتت فشلها فى فيلمها الوحيد، والأول «Crazy in Alabama».. ولم يستطع أى من والديها مساعدتها بهذا الشأن. تعد تلك العائلة مثالا لموهبة التمثيل، التى تورث جيلا بعد جيل، ومثالا أيضاً لمحاولة تزكية الآباء لمن لم يرثوا الموهبة من خلال إدخالهم عنوة فى الوسط الفني.. لكن فى نهاية المطاف أثبت كل فرد نفسه على السينما والجمهور..بخلاف هذه العائلة هناك العديد من الأسر الشهيرة، التى أورثت أبناءها الموهبة، أو التى حاولت الدفع بأبنائها ب «الوسطى». كان أول ظهور للممثلة الجديدة «ليلى روز ديب» ذات ال19 عاماً، ابنه النجم الشهير «جونى ديب» بطل سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبي»، والمغنية الفرنسية الشهيرة «فانيسا بارادي»، فى فيلم «Tusk» عام 2014، بمشاركة والدها، الذى صرح لجريدة «دايلى ميل» البريطانية حينها، بأنه سيكون دائماً موجودا إذا احتاجت ابنته إلى أى نصيحة.. وأنه سيدعمها فى أى قرار تتخذه، حتى وإن قررت أن تتحول تماماً من عارضة أزياء إلى ممثلة بعكس رغبته، مؤكداً أنه لم يكن يحلم بأن تصبح ابنته ممثلة على الإطلاق!!! وبالفعل بدأت تخوض «ليلي» التجربة فى عالم السينما، واشتركت فى أربعة أفلام بما فيها السابق، لكنها لم تثبت كفاءتها التمثيلية حتى آخر فيلم لها، وهو «Planetarium» من بطولة «نتالى بورتمان»، والذى عرض عام 2017. كما أعرب النقاد عن رأيهم، بأنها ليست على المستوى المطلوب، وأعلى نسبة تقدير لها – على موقع rotten tomatoes – وصلت ل44 % فى فيلمها «The Dancer»، الذى عرض عام 2016.. بينما حصلت عن فيلمها الأخيرة على تقدير 14 % فقط. كما لقى «كونر كروز» ابن النجمين «توم كروز، ونيكول كيدمان» الأكثر شهرة فى «هوليوود» والعالم، فشلا ذريعا، عندما حاول أن يدخل نفسه عالم السينما من خلال فيلمين هما: «Seven Pound» عام 2008، و «Red Dawn» عام 2012. ولم يعرض عليه بعدهما أى أفلام أخرى. ومن جانبه، صرح «جيك هوفمان»، ابن «داستن هوفمان» لموقع «توداي»، بأن والده هو القدوة الذى يتمنى أن يصبح مثله، وإنه يبذل جهودا لمحاولة التعلم منه.. وعلى الرغم من ذلك، لم تلق الأضواء على «جيك» الذى لم يثبت جدارته حتى الآن.. ويظهر ذلك من خلال قلة تعليقات النقاد حوله، أو حتى نسب التصويت لأفلامه.. إضافة إلى أن سيرته الذاتية لم تنشر على موقع «IMDB» الشهير!! كما لقيت الممثلة «مامى جامر» ابنة النجمة «ميرل ستريب» مصيرا سيئا فى التمثيل، على الرغم من محاولات أمها مراراً، وتكراراً بسحب ابنتها معها فى بعض أفلامها، منذ أول أفلامهما معاً فى فيلم «قلب محروق» الذى عرض عام 1986، إلى آخرهم فيلم «ريكى وفلاش» عام 2015، من أجل إلقاء الأضواء عليها، إلا أنها لم تنجح حسب رؤية النقاد.. حيث كتبت الناقدة «جيسيكا سالتر» بجريدة «تليجراف»، أنه على الرغم من مدى التشابه بين «جامر» ووالدتها، إلا أن الشكل وحده لا يمكنه مساعدتها، أو مقارنتها ب »ستريب» .. حتى وإن ابتكرت «جامر» كثيراً من تصرفات أمها المميز، مثل نظرتها الحادة الجانبية، أو نظرتها الخاطفة للأرض. ويعانى من الفشل أيضاً الممثل «كولن هانكس» ابن «توم هانكس» الفنان الذى أثبت تاريخه، قوة موهبته التمثيلية، وحقق نجاحا وقاعدة جماهيرية حول العالم.. لكنه ومع الأسف لم يورث هذه الموهبة لابنه الذى لم يثبت أى نجاح أو يلفت الأنظار، على الرغم من اجتهاده منذ بداية الألفية الثانية. وفى تصريح للابن «هانكس» مع شبكة «سى بى إس» عام 2015، قال إن والده حاول تعليمه ما ينقصه من خبرات فى مجال التمثيل خلال الشهور الأخيرة.. موضحاً رأى «هانكس» الأب، بأنه يفضل رؤية إرادة ابنه فى التمثيل، وليس خوض التجربة لمجرد أن والده نجم مشهور، ناصحاً إياه، بأن: «إذا كان التمثيل هو ما تريد حقاً أن تفعله، فهذا أمر رائع، لكن عليك فعلاً أن تثبت قدرتك على ذلك، لأنه إذا لم تفعل، فسوف يدفعك هذا إلى الجنون».. يذكر أن كليهما اجتمعا فى فيلم «The Great Buck Howard» الذى عرض عام 2008. لكن الجدير بالذكر أيضاً، بأنه فى الوقت الذى لم ينجح فيه «كولن» كممثل، نجح نجاحا باهرا كمخرج فى فيلمه الوثائقى «Eagles of Death Metal: Nos Amis» العام الماضي، الذى لقى إشادة كبيرة من قبل النقاد.. أما الممثل «سكوت إيستود»، ابن «كلينت إيستود»، فقد سطع نجمه بعد فيلمه الأخير «The Fate of The Furious» الذى عرض العام الماضي، وأضحى بعده فقط يعد من ضمن قائمة النجوم الساطعين المنتظرين، حسبما أوضح موقع «إينسايدر». وصرح «سكوت» أثناء تصويره الفيلم فى حوار مع «إسكوير» عام 2016،، بأنه تعلم من نصائح والده، التى علقت بذهنه أثناء أداء دوره فى الفيلم الأخير على وجه التحديد. يذكر أن «إيستوود» الأب والابن اشتركا أول مرة فى فيلم «Flags of our Father» عام 2006، لكن الفيلم لم ينجح جماهيريا!! يأتى هذا بعكس النجم الشهير «ويل سميث» الذى أورث ابنه «جايدن سميث» موهبته الفريدة، فقد ظهرا كلاهما سوياً فى بعض الأفلام من بطولتهما، بداية من عام 2006 فى فيلم «السعى وراء السعادة» والذى حاز 8 جوائز، ضمنها ثلاث جوائز ل»جايدن»، إلى عام 2013 فى آخر فيلم جمعهما «بعد الأرض». وفى إحدى المقابلات قال «سميث» الأب، إن ابنه يتمتع ببعض حركات الكاراتيه، التى تعلمها من النجم «جاكى شان»، الذى يرغب بدوره هو الآخر، بأن يقوم بعمل فيلم آخر مع ابنه.. مؤكداً فى أغلب تصريحاته عن ابنه، بأنه سيدعمه فى كل خطوة، ويعلمه الخبرات التى تنقصه. ولم يتوقف الأمر عند هؤلاء الأبناء فحسب.. فقد سبقهم العديد، مثل الممثل «كيفر سَثرلاند»، الذى تفوق على والده «دونالد سَثرلاند».. وفى عام 2015 بعد عرض فيلم «Forskane» الذى اشترك فيه كلاهما، رد فيه «كيفر» فى حوار له مع جريدة «لوس أنجليس تايمز»، على النقاد الذين انتقدوا أن يقوم الاثنان ببطولة الفيلم، باعتبارها فكرة كلاسيكية لطبيعة الفيلم، بأنه قال: «على الرغم من استعدادى للدور بشكل جيد، إلا أننى لم أشعر بالقوة إلا عندما نظرت إلى عين والدى أثناء التصوير». يذكر أن هذا الفيلم ليس الأول من نوعه بين «ساذرلاند» الأب والابن، فقد ظهرا معا فى عدة أفلام منذ 1983، عندما لعب «ساذرلاند» دورا صغيرا فى فيلم «عودة ماكس دوجان»، ولقى الفيلم نجاحا باهرا. والأمر نفسه للنجمة «كيت هادسون» التى تفوقت على والدتها «جولدى هاون» على الرغم من موهبتها القوية... فقد عارضت الأم «هاون»، ابنتها كثيراً بألا تدخل هذا المجال..وتهربت من أغلب أسئلة الصحفيين عندما يتجه الحديث نحو ابنتها، وعلى الرغم من أن «كيت» تبعت خطى والدتها الشهيرة، إلا أنها كشفت أن أمها لم تعطها أبداً أى نصيحة..عدا نصيحة واحدة، وهي: «لا تكونى ممثلة»!! لكن «هاون» أوضحت السبب، بأنها تريد أن يقول الناس إنها «ابنة أمها» فى العلاقة، وليس على مستوى العمل، أى أنها خشيت أن يتهمها البعض بأنها قامت بتزكية ابنتها فى مجال السينما.. وعندما سئلت من قبل جريدة «لوس أنجليس تايمز» إن كانت تنوى بعد نجاح ابنتها بعيداً عنها، بأن تقوم بأى أدوار معها.. ردت الأم، بأن: «هذا لن يحدث أبداً»، الإجابة التى تداولتها أغلب الصحف الأمريكية كعنوان للخبر. وبالفعل كان نجم «كيت هدسون» قد سطع مع فيلم «بالكاد مشهور» عام 2000، والذى فاز بثماني جوائز، وأيضاً فيلم «كيف تخسرين رجلاً خلال عشرة أيام» عام 2003، الذى حاز على إعجاب جماهيرى كبير .. ومن ثم توالت أدوارها الناجحة. إضافة إلى هؤلاء، فقد أثبت عدد من النجوم أيضاً أنهم «الشبل»، مثل الممثل الكوميدى الشهير «بن ستيلر»، ابن «جيرى ستيلر»، واللذان قاما معاً ببطولة أربعة أفلام. والنجمة «آنجلينا جولي» التى دخلت عالم السينما لأول مرة بمشاركتها فى فيلم «Lokkin' to Get Out» عام 1982، عن طريق والدها «جون فويت» الذى أدى دور البطولة، والمعروف باسم «إله هوليوود» كما أكد موقع «دايلى بيست».. أما نجمة فيلم «ملائكة تشارلي» الممثلة «درو باريمور» فقد ورثت الموهبة من سلاسة «باريمور» المستمرة منذ أربعة أجيال. فكانت عمتها، «إثيل» ممثلة مسرحية معروفة فى «بريطانيا، والولايات المتحدة» لمدة 60 عامًا، ويُنسب إليها مصطلح «الفتاة الفاتنة»، وكان عمها الكبير «ليونيل» ممثلًا، ومخرجًا مميزًا ظهر فى أكثر من 200 فيلم، بما فى ذلك «السيد بوتر فى حياة رائعة»، كما كان جدها «جون» من أعظم ممثلى العالم طوال فترة العشرينيات، والثلاثينيات، وكانت جدتها أيضاً «دروريس كوستيلو» إحدى كبار نجوم الشاشة فى أمريكا.. لذلك فهى من الأسماء التى استندت على اسم عائلتها، خاصة فى البداية.