ظهرت خلال الأيام الماضية حركة جديدة بين الشباب المسلم عبر الإنترنت باسم «فطرة.. المسلمون الكويريون» تدعم حقوق المثليين جنسيّا، وتزعم أن الإسلام لم يحرم المثلية الجنسية، يقود الحركة مسلمون مثليون جنسيّا، يحاولون الترويج للمثلية بين المسلمين، بدعوى أنها ليست محرمة شرعًا وتختلف اختلافًا تامّا عن ما كان يفعله قوم لوط، الذين كانوا يشتهون الرجال من دون النساء. الحركة الجديدة حاولت إثبات وجهة نظرها بأن المثلية الجنسية تختلف عمَّا كان يفعله قوم لوط، وسردت أدلة قرآنية للتأكيد على صحة موقفها، وقالت فى رسالتها التعريفية عبر «فيس بوك»: «الكثير من الناس يعتقدون أن المثلية هى عمل قوم لوط، وأن الشخص المثلى ملعون ومعاقب مثل قوم لوط، لكن هذا غير صحيح». وأضافت الحركة: «إذًا فما هو عمل قوم لوط! ولماذا أهلكهم الله !! وهل كان قوم لوط مثليين أصلًا أَمْ لا.. فالقرآن ذكرَ عن أعمال قوم لوط، أنهم كانوا يأتون الفاحشة، وكانوا يفعلون الخبائث، ثالثًا ووصفهم بالأوصاف الآتية: «إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ»، «إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ»، «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ»، « بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُون»، «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ»، «رَبِّ انْصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ»، «إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ». وزعمت الحركة أن قوم لوط لم يكونوا مثليين، على العكس كانوا مغايرين ومتزوجين ولديهم أولاد، لكنهم كانوا يأتون الفاحشة، ويتعدون على الرجال ويتركون نساءهم شهوةً فقط لا غير، وكانوا يفعلون هذا الأمر بالإكراه وبالأخص مع الغرباء والمارين على بلادهم كنوع من أنواع قطع السَّبيل، وذُكر عن ابن عباس أنهم قالوا: اجعلوا سنتكم أن تنكحوا من وجدتم فى بلادكم غريبًا وتغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك ففعلوه واستحكم فيهم». الحملة فى محاولتها الترويج للمثلية أشارت إلى أن قوم لوط استحقوا العذاب لكفرهم وعدم تصديقهم لنبى الله لوط ورسالته وطردهم نبيّا من أنبياء الله وإيذاؤه هو وأهله، وإرادتهم اغتصاب ضيوف نبى الله، وعزوفهم عن زوجاتهم رغم علاقتهم بهم وإتيان الرجال بالغصب على سبيل قضاء شهواتهم البهيمية فقط، وقطع الطريق واغتصاب الضيوف بالإكراه وترصدهم للغرباء وإتيان المنكر والمجاهرة به وفعلهم الخبائث، لهذا استحقوا أشد العذاب. الحركة الجديدة لم تكتف بادعاء أن المثلية حلال وليست حرامًا، لكنها أوضحت أن الأحاديث النبوية الصادرة عن عقوبة ما يفعل مثل قوم لوط والتى هى الإعدام، أحاديث مغلوطة أو فاقدة للسند الصحيح، ولم تتوقف عند هذه الادعاءات بل زعمت أن هناك كثيرًا من المسلمين المشاهير أثناء الخلافة الإسلامية مثليون جنسيّا، أبرزهم محمد الأمين نجل الخليفة هارون الرشيدى والذى حكم المسلمين 5 سنوات وعُرف عنه أنه لم يعاشر النساء، بل الرجال فقط وخاصة أحد العبيد المدعو «كوثر»، وكذلك كان شاعر الدولة العباسية عبدالله بن المعتز بالله. مصطفى الأزهرى الداعية الأزهرى الشاب رد على حملة دعم المثلية، قائلًا: كلام الحركة التى تدعو إلى «الشذوذ الجنسى» إن مثليتهم تختلف عن فعل «قوم لوط»، كلام واهى، وفعلهم أشد انحلالًا من مجتمع قوم لوط؛ فالقرآن حين ذكر حال «قوم لوط» أكد أن شذوذهم كان ذكوريّا فقط، فالرجال يريدون الرجال شهوةً من دون النساء، ولايزالون على ذلك حتى عمَّهم الله عز وجل بعذاب أهلكهم به، أمّا «الحركة المعاصرة» فإن الفحش فيها أكبر والشذوذ لديها أفظع من «قوم لوط»، حيث إن شذوذها ذكورى وأنثوى. وأضاف فى تصريحات ل«روزاليوسف»: إن أفعال هؤلاء «الشواذ» تنتفى مع أصل الخلقة والفطرة الطيبة الطاهرة، كل شىء فى جسم الإنسان له وظيفة معينة وإمكانات محددة، وكل عضو من الأعضاء يعمل فى توافق تام ومتكامل، ولا يخفى على كل ذى عقل أن استخدام أى أداة فى غير وظيفتها يؤدى إلى «فسادها وتلفها». وتابع: العجب كل العجب من شخص انطمست فطرته حتى يولج «فرجه» فى محل النجاسة والقذارة، ولذلك فإن الدعوة التى يروج لها المتفلتون عن القيم الدينية، والأخلاق المجتمعية، جزء لا يتجزأ عن «الفوضى الخلَّاقة» التى تهدف إلى القضاء على مفهوم «الأسرة»، وظاهرة«الشذوذ الجنسى» من أخطر معاول الهدم والتدمير لذلك المفهوم، من هنا يكمن الخطر حيث إن ضياع مفهوم الأسرة، يترتب عليه ضياع «الهوية». ويتفق معه فى الرأى الداعية السلفى حسين مطاوع، قائلًا: كل شيء فى جسم الإنسان له وظيفة معينة وإمكانات محددة، وأن ما يروج له هؤلاء الشباب ينافى الفطرة السليمة، والتى ترفض هذا السلوك القذر والذى يتسبب فى أضرار كثيرة. وأضاف مطاوع: «ليت الأمر يقتصر على الفاعل والمفعول به ولكن للأسف الشديد يتخطى أذاهم لغيرهم من الأبرياء والمظلومين والضعفاء من تحتهم بل على المجتمع والبشرية كلها ولذلك جاءت الأديان بالأمر بقتل الفاعل والمفعول به وجعلهم عبرة، ويقول رسولنا الكريم: «ولم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يُعلنوا بها -علامة قبول المجتمع رسميّا لها فتنتشر بلا نكير- إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن فى أسلافهم الذين مضوا».