تمكن مراهق بريطانى من غرفة نومه فى مدينة «ليسترشاير» البريطانية من اختراق أجهزة الكمبيوتر لأقوى قادة التجسس فى الولاياتالمتحدة، بمن فى ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) ونائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي(FBI) فى فترة ولاية الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما». اعترف «كين جامبل» ذو ال18 عامًا، أمام القضاء الأمريكى، أنه تمكن منذ ثلاث سنوات من اختراق أجهزة كبار القادة الأمريكيين، والوصول إلى أخطر التقارير السرية، التابعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، عن طريق استخدام مهاراته فى «الهندسة الاجتماعية». برر المراهق، الذى رفع القضاء الأمريكى الحظر عن اسمه منذ أسابيع قليلة، السر وراء استهدافه لمسئولى الاستخبارات، بأنه يرى المسئولين الأمريكيين «فاسدين، وأصحاب دم بارد»، إزاء العنف الإسرائيلى الذى تدعمه «الولاياتالمتحدة» ضد الشعب الفلسطينى، وإطلاق الشرطة الأمريكية النار على أصحاب البشرة السمراء، مؤكدًا أنه شعر بارتياح شديد لفضحهم. وكشفت صحيفة «ديلى ميرور» البريطانية عن أسماء المستهدفين، فى الفترة ما بين 1 يونيو 2015 حتى 4 فبراير 2017، هم: مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق «جون برينان»، والمدير السابق للاستخبارات الوطنية الأمريكية «جيمس كلابر»، ووزير الأمن الداخلى السابق «جيه جونسون»، إضافة إلى كبار الشخصيات فى مكتب التحقيقات الفيدرالى، التى قدرتهم جريدة «تيليجراف» بأنهم قرابة ألفى مسئول، مضيفة : إن القائمة تشمل نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى «مارك جوليانو»، الوكيل الخاص المسئولة عن مكتب «لويزفيل» الميدانى، التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالى «ايمى هيس»، إضافة إلى نائبة مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض «افريل هاينز»، ومدير مكتب العلوم والتكنولوجيا، الذى كان المستشار الأول للرئيس «أوباما» لنفس المجال «جون هولدرن»، ورئيس وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية الأمريكية «فونا واير هيتون». قائمة الاتهامات تتضمن قائمة الاتهامات الموجهة للمراهق البريطانى استخدام الكمبيوتر من أجل الوصول (غير المصرح به)، إلى برنامج أو بيانات محفوظة بأجهزة الكمبيوتر التى تنتمى إلى «برينان»، وسيطرته على جهاز «أي-باد» ينتمى إلى زوجة ««برينان»، مجريًا مكالمات هاتفية مخيفة إلى منزل عائلته، وكذلك الوصول غير المصرح به إلى جهاز الكمبيوتر لوزير الأمن الداخلى الأمريكى «جونسون»، وإجرائه مكالمات متعددة إلى زوجة «جونسون»، السيدة «ديماركو»، التى أكدت أنها تلقت بريدًا صوتيًا عبر هاتفها المحمول، قيل فيها: «مرحبا، أنا أخيفك فقط!!». حاول المراهق الوصول إلى جهاز الكمبيوتر ل«جوليانو»، واستهدف زوجته فى منتجعها الصحى بولاية «جورجيا»، كما استخدم جهاز «ايمى هِايس»، وحاول استهداف جهاز نائب مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض «هينز»، إضافة لمحاولته اختراق بوابة مكتب التحقيقات الفيدرالى. واستهدف «جامبل» حساب «كومكاست»، الذى يديره «جيمس كلابر» مدير الاستخبارات الوطنية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق، بداية من 4 يناير إلى 12 يناير 2016، كما حاول الوصول فى الفترة ما بين 5 يناير و 18 يناير 2016، إلى جهاز الكمبيوتر التابع ل«فونا واير هيتون».. واستهدف بعدها بين 17 يناير و 20 يناير 2016، حساب «كومكاست» الذى يديره «هولدرن»، وشملت التهم محاولة للوصول إلى شبكة وزارة العدل الأمريكية بين 26 يناير و 4 فبراير 2017، مما أدى للفت انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالى له، وتعقبه. وقالت صحيفة «تيليجراف» إن المتهم الذى كان يبلغ 15 عاماً حينها، وصل إلى قاعدة بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالى، وحصل على أسماء قرابة ألفى موظف، وهو ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالى حينها، إلى تغيير كلمة المرور، ولكن «جامبل» تمكن مرة أخرى من تغييرها، واستطاع الوصول من خلال التظاهر بأنه «جوليانو» فى مكالمة إلى مكتب المساعدة. وأكدت أن المراهق البريطانى نشر نحو 3500 اسم، وعناوين البريد الإلكترونى، وأرقام الهواتف لمسئولى إنفاذ القانون، والعسكريين الأمريكيين، الذين حصل عليهم من البريد الإلكترونى الشخصى ل«مارك جوليانو». وثائق العار حاولت «روزاليوسف» التحرى عن الوثائق السرية التى نشرها «جامبل»، وكانت المفاجأة بحذف حسابه على موقع التواصل «تويتر» بما احتوى من وثائق، لكن موقع «ويكيليكس» نشر 11 وثيقة متنوعة من بريد «جون برينان» الإلكترونى المُخترَق، والذى استخدمه لعدة مشاريع متعلقة بالاستخبارات الأمريكية. وتشمل الوثيقة الأولى (جماعة برينان مجهولة الهوية)، بداخلها 22 شخصاً فى مجموعة غير معروفة حالياً، وتشمل القائمة عملاء سابقين، وتفاصيل الاتصال بهم، وإثبات هويتهم، ووفقًا للوثيقة، كان «برينان» يعمل سابقاً فى «مؤسسة التحليل» التابعة للأمن القومى الأمريكى. وكانت الوثيقة الثانية توصيات لاستراتيجية الحكومة الأمريكية الشاملة فى مناطق «أفغانستان-باكستان» فى نوفمبر 2008، والتى كتبت فى 13 صحفة، منها: التأكيد أن تكون الاستراتيجية الإقليمية فى اتساع، ومصممة محليًا، وطبقا لمبادئ مكافحة التمرد الأساسية، وتلتزم بها جميع عناصر حكومة الولاياتالمتحدة فى مسرح العمليات، وأن يكون الهدف الأساسى للولايات المتحدة، القضاء على التهديد الإرهابى، الذى تتعرض له البلاد، والمنبثقة عن ملاذات الإرهابيين فى المنطقة، والاستعاضة عن تلك الملاذات ببيئات أخرى يتم الحفاظ عليها، بجانب ضرورة معالجة المصالح الإقليمية الأخرى، مثل: عدم الانتشار النووى، والشواغل الاقتصادية. وذكرت الوثيقة عددًا من التوصيات منها إنه من أجل تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية الشاملة، ينبغى للرئيس المقبل، أن يعين منسقًا خاصًا فى «واشنطن» لجهود الحكومة الأمريكية فى دولتى أفغانستان، وباكستان، كما ينبغى للرئيس أن يقاوم إغراء محاولة تكرار النجاح فى «العراق» من خلال جهود قائد عسكرى كبير فى مسرح العمليات. وأوضحت الوثيقة ماهية عمل المنسق، فكُتب: «ستكون مهمة المنسق الخاص، التواصل مع شركائنا الأوروبيين، وأصحاب المصلحة الإقليميين، لحشد الدعم لتمويل القوات، والتسويات الدبلوماسية المحتملة، بحيث يحافظ الجيش على علاقة عالية مع نظرائهم فى المسرح هناك (أى فى أفغانستانوباكستان)، كما يجب أن يكون للمنسق الخاص سلطة أكثر من «نائب مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض»، ويجب أن يتجاوز هياكل وزارة الدفاع، والهياكل المدنية، وكوسيلة لدمج جهود وزارة الدفاع، والجهود المدنية على نحو أفضل فى إطار المنسق الخاص. وأضافت الوثيقة أنه كجزء من التواصل مع المنسق الخاص لباكستان، ينبغى أن تلتزم حكومة الولاياتالمتحدة باستخدام الإجراءات أحادية الجانب فى المناطق القبلية، الخاضعة للإدارة الاتحادية، وتستخدمها عند حدوث تهديدات ذات أولوية قصوى بالنسبة لأمريكا. وفى المقابل، ينبغى للمنسق أن يلتمس الاعتراف من باكستان بسيادتها على المناطق القبلية. تكشف الوثيقة مدى اضطلاع الاستخبارات الأمريكية على الشأن العسكرى الباكستانى، والعراقى، عندما أوضحت أن عدد قوات الأمن المحلية المدربة فى «العراق» حينها، بلغت نحو 545 ألف شخص، فى حين أن «أفغانستان»، التى تساوى أربعة أضعاف حجم العراق، لا تحتوى إلا على 200 ألف فرد من قوات الأمن الأفغانية. وشددت الوثيقة على ضرورة حصول الإدارة الأمريكية على دعم عام طويل الأجل، كما ينبغى على الرئيس القادم أن يشرع فى حملة إعلامية لتوصيل رؤيته لجهود حكومة «الولاياتالمتحدة» فى المنطقة، لأن النجاح فى «أفغانستان، وباكستان» قابل للتحقيق، مسفرًا عن تغييرات سوف تتحقق تدريجيًا فى جميع أنحاء المنطقة. ونشر موقع «ويكيليكس» وثيقة أخرى أرسلت من مدير شئون الأقليات «لويس تاكر»، إلى نائب رئيس مجلس الإدارة بلجنة مجلس الشيوخ المختارة للاستخبارات «كريستوفر بوند»، يوجز فيها توصيات الوثيقة السابقة. أما الوثيقة الرابعة فشملت خريطة طريق للإدارة الأمريكية «للتوصل إلى اتفاق» مع دولة «إيران»، لكن لم ينشر منها سوى ثلاث صفحات فقط، ويبدو من نهاية السطر الأخير أنه مازالت هناك بقية، لكنها لم تنشر، موضحة أن إيران ستكون لاعبًا رئيسيًا على الساحة العالمية فى العقود القادمة، لأن أعمالها وسلوكها سيكون لهما تأثير كبير، ودائم على المصالح الأمريكية طويلة الأجل على مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والعالمية. لذلك حثت الإدارة الأمريكية على «تهدئة الخطاب»، وإقامة حوار مع «طهران». الوثائق الشخصية كما نشرت وثيقة أخرى، عبارة عن ملف شخصى حول «دونوفان جى. ليتون»، وهو وكيل خاص مشرف بمكتب مدير برنامج التحقيقات الفيدرالى لشبه الجزيرة العربية، وأهم ما ذكر فيها أنه تم تعيين ليتون فى قسم مكافحة الإرهاب فى عام 2007، وأشرف على أربعة من المحللين الاستخباراتيين لوضع استراتيجية شاملة لمهاجمة الأنشطة الإرهابية فى منطقة القرن الأفريقى الكبرى بدول (السودان، وإثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتى، وبونتلاند، والصومال، واليمن). ونظم «ليتون» وممثلو مكتب التحقيقات الفيدرالى نشاطًا سريًا فى دولة «العراق» لتعزيز العمليات المشتركة بين أجهزة «الولاياتالمتحدة» الحكومية هناك. ويعد أكثر ما أزعج المجتمع الاستخباراتى والإدارة الأمريكية، نشر استبيان من 47 صفحة، يحتوى على تفاصيل تخص «جون برينان» داخل مجتمع الاستخبارات، وعلى مستوى حياته الشخصية، وكشفت الوثيقة السربة وضع «برينان» نفسه قبل أن يتولى منصبه الأخير، والرسم البيانى الاجتماعى الشامل له، بأدق التفاصيل، وشملت معلوماته الشخصية منذ ميلاده، ومعلومات شخصية عن مجتمعه الذى عرفه منذ طفولته حتى آخر يوم فى منصبه الأخير، قبل أن يصبح مديراً لCIA،وتقديمه وثيقة فى عام 2008، بطلب الحصول على وظيفة مستشار مكافحة الإرهاب فى البيت الأبيض. مشاجرة الاستخبارات وتعرض وثيقة أخرى حدوث مشاجرة قانونية بين وكالة الاستخبارات المركزية، و«مؤسسة التحليل»، من خلال فاكس أرسل من المستشار العام لوكالة الاستخبارات المركزية إلى مكتب المحاسبة الحكومية، كما تعرض الوثيقة الأخيرة حالة مجتمع الاستخبارات الأمريكى فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر؛ ودعوته إلى التعاون بين الوكالات الاستخبارتية. فى النهاية اعترف «جامبل» أنه مذنب، ومازالت التحقيقات جارية معه، ولم يصدر بحقه أى قرار قضائى بعد.