بعد ثورة 30 يونيو، اتخذت عدة دول ومنظمات مواقف عدائية ضد مصر، بل إن بعض الدول وصفت الثورة الشعبية ب«الانقلاب»، وعلق الاتحاد الإفريقى عضوية مصر، وكان المخطط الإخوانى يهدف إلى عزل القاهرة دوليًا. فى ظل هذه التحديات كانت مهمة الدبلوماسية المصرية شاقة للغاية، لكنها نجحت فيها نجاحًا منقطع النظير، وكانت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى ولقاءاته بنظرائه الرؤساء فى إعادة رسم العلاقات الخارجية بما يحقق المصلحة المصرية، وصححت المفاهيم المغلوطة فى الخارج عن مصر وأن ما حدث فى ال30 من يونيو كان ثورة شعبية مكتملة الأركان. 36 زيارة وجولة خارجية رسمية، ركز خلالها الرئيس السيسى خلال السنوات الأربع الماضية على التعاون الاقتصادى، ودعا خلالها رجال الأعمال الأجانب للاستثمار فى مصر، كما كان حريصًا على أن يُعرف العالم أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم. ومن الإنجازات، حصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن فى 2016 كما اختيرت لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب فى المجلس بإجماع آراء الدول الأعضاء، دون أى اعتراض سواء من الأعضاء الدائمين، أو غير الدائمين. العلاقة مع الأشقاء أعاد الرئيس السيسى العلاقات مع المملكة العربية السعودية لمسارها الطبيعى، حيث زار الرئيس المملكة، 9 مرات خلال 4 سنوات، بينما حضر الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» خادم الحرمين الشريفين إلى «القاهرة» ثلاث مرات. وزار الرئيس «السيسي»، دولة الإمارات 5 مرات خلال الأعوام الأربعة، وشهدت الشراكة بين البلدين تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر 6.2 مليار دولار، كما بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين العام الماضى فقط 3.3 مليار دولار، منها 2.4 مليار دولار صادرات مصرية، و900 مليون دولار صادرات إماراتية. كما زار الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» ملك البحرين، مصر خمس مرات فى السنوات الأربع الماضية، بينما زار الرئيس «السيسي» دولة البحرين مرتين، وكانت أول زيارة فى أكتوبر 2015 للمشاركة فى الدورة ال11 لمنتدى «حوار المنامة»، حيث التقى به الملك «حمد بن عيسي». فلسطين وسوريا وليبيا.. وقضايا الأمة اهتم الرئيس بقضايا «فلسطين، سوريا، ليبيا»، وكانت مصر القلب النابض لأزماتها، وتولت القاهرة ملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بين حركتى «فتح، وحماس»، وفى أكتوبر الماضى وقعت الحركتان بحضور اللواء «خالد فوزي» رئيس المخابرات المصرية اتفاق المصالحة. ومازالت مصر تبذل جهوداً لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، فى ظل تحركات خفية لإفشال المصالحة، بعدما أربك هذا الحدث الكيان الصهيونى. أمن ليبيا جزء من الأمن القومى المصرى وأكد الرئيس السيسى على أن مصر تدعم الجيش الوطنى الليبى، كما دعمته عبر تدريب كوادره، إضافة إلى سعيها لفك حظر تسليحه دوليًا، حتى ينجح فى محاربته للإرهاب، كما تعمل مصر أيضًا على تقريب وجهات النظر بين رئيس المجلس الرئاسى «فايز السراج»، والقائد العام للجيش الليبى «خليفة حفتر»، لدعم جهود الأمم المتحدة فى إتمام المصالحة الليبية. العمق الإفريقي شاركت مصر بالقمة الإفريقية ال23 التى عقدت فى «مالابو»، عاصمة «غينيا الاستوائية»، يونيو 2014. وخلال الأربع سنوات السابقة، كان أكثر من 30 % من زيارات الرئيس المصرى الخارجية لدول إفريقيا، وأثبتت «مصر» مساندتها لقضايا القارة السمراء، سواء على المستوى الدولى، وتوجه مصر لتعزيز علاقات التعاون، وخاصة فى المجال الاقتصادى، كما كان مؤتمر «إفريقيا 2017» الذى عقد فى مدينة «شرم الشيخ» تحت عنوان «التجارة والاستثمار لإفريقيا ومصر والعالم»، ديسمبر الماضى، أكبر دليل على عودة العلاقات. زار الرئيس السيسى أوغندا ثلاث مرات، كما تعَد كينيا الشريك التجارى الأول لمصر فى تجمع الكوميسا، كما تتطور العلاقة بينهما فى هذا المجال لاشتراك كليهما بنفس التجمع. وجاءت زيارة رئيس رواندا لمصر فى 14 نوفمبر 2017 على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزيرة الخارجية الرواندية «روزمارى موسيمينالي»، تلبية لدعوة مصر، وتعد تلك الزيارة الرئاسية الرواندية إلى مصر هى الأولى على المستوى الثنائى، منذ 15 عاماً. التقارب الآسيوي دخلت مصر وشركاؤها الآسيويون فى علاقات جديدة، بعدما رأى الرئيس السيسى أن القارة تعد ميداناً رحباً للتواصل الحضارى، والثقافى، والاقتصادى أيضاً.. فتعد تلك القارة هى الشريك التجارى الثالث لمصر، بعد كل من أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية. وكانت الزيارة الرسمية الأولى للصين فى ديسمبر 2014 التى قاد الرئيس خلالها وفداً يحمل خريطة استثمارية، للتعاون مع الصين فى قطاعات الكهرباء، والطاقة، والنقل، وغيرها.. ودعا إلى تشجيع السياحة من المدينة إلى مصر، وشهدت الزيارة توقيع 26 مذكرة تفاهم بين الحكومة المصرية وعدد من الشركات الصينية. اهتم الرئيس فى زياراته للقارة بضرورة دفء العلاقات مع ثلاث دول، وهي: «سنغافورة، إندونيسيا، وفيتنام»، وكانت زيارة الرئيس فى أغسطس 2015 لدولة «سنغافورة» أول زيارة يقوم بها رئيس مصرى منذ عام 1966 وكانت انطلاقة قوية من أجل علاقات كبيرة بين البلدين. العلاقات المصرية الأوروبية كانت علاقة مصر بالاتحاد الأوروبى متداخلة أثناء ثورة 30 يونيو، وبعدها بفترة قليلة، نتيجة لحملة وسائل الإعلام الغربية ضد ثورة 30 يونيو واعتبارها انقلاباً، لكن الصورة تغيرت بعد تحرك دبلوماسى مصرى سريع قاده الرئيس السيسى فور توليه الحكم بهدف توضيح الصورة الحقيقية لأوروبا. فى أغسطس استقبلت الصحف العالمية زيارة الرئيس لموسكو بحفاوة، وزاد التقارب بعد زيارة بوتن لمصر بعد ستة أشهر فقط. كما احتفظت مصر بعلاقات دافئة مع الفاتيكان وجاءت زيارة الرئيس فى 24 نوفمبر 2014 والتى تعد الأولى لرئيس مصرى للمقر البابوى بالفاتيكان منذ 8 سنوات وجاءت بناء على دعوة من البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان. ورد البابا فرانسيس الزيارة لمصر فى ذكرى مرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان فى 28 أبريل 2017 واستقبله خلال الزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حدث نقلته، وأشادت به جميع الصحف العالمية. شهدت العلاقات المصرية- الفرنسية تقارباً شديداً، منذ تولى الرئيس «السيسي» السلطة، سواء فى عهد الرئيس السابق «فرانسوا أولاند» الذى زاره الرئيس مرتين، بينما زار السيسى فرنسا مرة ثالثة فى عهد الرئيس الحالى «إيمانويل ماكرون». أما على المستوى العسكرى فقد وردت فرنسا إلى مصر 24 طائرة مقاتلة من طراز «رافال»، وتسلمت مصر حاملتى المروحيات «جمال عبدالناصر»، و«أنور السادات» من طراز «ميسترال» فى 2016 والتى تعتبر من أحدث السفن تطوراً على مستوى العالم. وزار الرئيس السيسى ألمانيا فى 3 يونيو 2015 التقى خلالها الرئيس الألمانى «يواكيم جاوك» ثم استقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس السيسى، وبحثا مواجهة التحديات، والتعاون بين البلدين من أجل التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى التصدى للإرهاب، الذى يمثل تهديداً مشتركاً. قام الرئيس «السيسي» بزيارته الأولى لإنجلترا فى نوفمبر 2015 التقى به رئيس الوزراء البريطانى حينها «ديفيد كاميرون» بمقر رئاسة الوزراء، بحثا خلالها تدعيم العلاقات فى جميع المجالات والاستثمارات البريطانية فى مصر، إلى جانب التعاون فى مكافحة الإرهاب. كانت إسبانيا من الدول التى دعمت موقف مصر امام الاتحاد الأوروبى، نتجية لعمق العلاقات بين البلدين، لذلك أبدى الرئيس المصرى اهتماماً خاصاً بها، حيث استقبل الجانبان العديد من الزيارات لكبار المسؤلين بين البلدين. العلاقات المصرية الأمريكية رفضت «واشنطن» استخدام كلمة «انقلاب» لوصف ثورة 30 يونيو منذ البداية، لكنها قررت التضييق على مصر من خلال تعليق المساعدات العسكرية. وفى الوقت نفسه تتابعت تقارير عالمية توضح الدعم الأمريكى السرى لجماعة الإخوان. لكن مع تصاعد خطر تنظيم «داعش» والإرهاب فى الشرق الأوسط، إضافة إلى التقارب الملحوظ بين «القاهرة، وموسكو»، اضطرت الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما»، إلى استئناف المساعدات لمصر. ومع وصول الرئيس «دونالد ترامب» للحكم، زار السيسى، الولايات المتحدة فى أبريل 2017 واستقبله ترامب فى البيت الأبيض، وكانت تلك الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى إلى «واشنطن» منذ 2009.