مازال المطرب حمادة هلال يراهن على السينما.. مازال أيضا مصرا على كتابة تاريخ فيها، فهو واحد من المطربين القلائل الذين حققوا نجاحا كبيرا على شاشتها وكان ينتظر موسم عيد الأضحى لاستمرار بريقه السينمائى مع فيلم «شنطة حمزة»، لكن الإيرادات فى الأيام الماضية لم تكن على مستوى طموحاته. وفى حواره ل«روز اليوسف» يكشف حمادة رأيه فى الانتقادات الموجهة ل«شنطة حمزة»، ورؤيته للمنافسة مع عز وسعد ورمضان، وتأثير عمله التليفزيونى على تواجده فى السينما والغناء. سألته: هناك نقد وجه لفيلمك الجديد «شنطة حمزة» بأنه لا يحمل أى رسالة أو مضمون؟ - عندما وافقت على بطولة الفيلم لم أفكر فى تقديم رسالة لأنه ليس بالضرورة أن يحمل العمل الفنى رسالة معينة، وكل هدفى كان تقديم فيلم خفيف لا توجد به أى تعقيدات، ويتناسب مع عيد الأضحى، ويرسم البسمة على وجه الجمهور، خاصة فى الظروف الصعبة التى تمر بها الأسر المصرية. وما الذى شجعك على خوض هذه التجربة التى من الممكن أن يوجه لها العديد من الانتقادات؟ - لم أحسب الأمور بهذا الشكل، فالفيلم تجربة جديدة بالنسبة لى، فهو يعتمد على الإثارة والمواقف التى تحمل خفة دم من خلال الصراع الذى يدور بين أفراد العصابة التى أتزعمها. ف«حمزة» بطل الفيلم وأفراد العصابة أشخاص موجودون فى الحقيقة، وقد بدأ الموضوع عندما حكى لى أحمد عبدالله الفيلم فى سطر واحد، وأعجبتنى الفكرة وشعرت أننى سأقدم فيها نفسى بشكل جديد كنصاب وشرير، ولكن بشكل كوميدى لايت دون ألغاز أو «فذلكة»، إلى جانب ثقتى فى أحمد عبدالله. لكن إيرادات الفيلم الضعيفة لا تعكس هذا الكلام؟ - هذه الإيرادات والتى نشرت فى بعض الصحف لا تنقل الواقع الحقيقى، فهى لا تعبر إلا عن يوم وقفة العيد وحتى الآن الفيلم تعدت إيراداته 3 ملايين جنيه، وأنا سعيد جدا بهذه النتيجة، لأن الرقم ما زال فى تزايد، وما زالت أمامنا فرصة، وأعتبر أننا نجحنا لأننا تخطينا مرحلة الخطر، خاصة أن الشركة المنتجة شركة جديدة تعمل لأول مرة وسط حيتان إنتاج وتوزيع. لماذا تكرر نفسك فى الشخصية الكوميدية رغم نجاحك فى الشخصية الجادة فى فيلم «حلم العمر» ؟ - بالفعل كان نفسى أقدم مثل هذه الشخصية والتجربة الفنية عدة مرات، ولكنى لم أجد المنتج المتحمس لتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام، لذلك كنت أسعى لتقديمها وتعويضها فى المسلسلات التى قدمتها مثل «ولى العهد» و«طاقة القدر»، ولآخر وقت كنت حائرا فى أن أقدم فيلم «شنطة حمزة» ولكن لأننى كنت قد اتفقت مع الشركة المنتجة لم أستطع الرجوع فى الاتفاق، إلى جانب تشجيع أحمد عبدالله فهو الذى جرأنى لتقديم شخصية النصاب أو زعيم العصابة والتى أعتبرها خطوة لتقديمها داخل عمل جاد. إذن هل المنتج له تاثير فى اختياراتك؟ - طبعا المنتج له تأثير على العمل الذى يقدم، وأصعب شيء أن يعمل الفنان مع منتج «من غير نفس»، بمعنى أنه يكون مجبراً على تقديم الفنان بشكل معين، وقتها من الممكن أن يجعله يشعر بأنه غلطان عن طريق تعطيل العمل، وللأسف هناك بعض المنتجين ينظرون للمطرب على أنه لا يستطيع التمثيل أو تحمل أدوار من العيار الثقيل، ويظل المطرب محاصراً فى أدوار معينة، لذلك فأنا أحترم محمد السبكى عندما قدمنى فى «حلم العمر» وأخرجنى من التيمة المحفوظة، لذلك حاولت كسرها فى «ولى العهد» و«طاقة القدر» . ولماذا لم تكرر التجربة مع المنتج محمد السبكى؟ - لا توجد أسباب سوى أننا لم نوفق فى عمل حتى الآن، وشعرت أننا «بنضيع وقت» فى تجارب غير مناسبة، وعلاقتى جيدة جدا بالسبكية وكل منتجى مصر. ألم تخش من تواجدك داخل موسم صعب فى ظل وجود نجوم شباك مثل أحمد عز ومحمد سعد ومحمد رمضان؟ - بالفعل كنت مدركاً صعوبة الموسم والمنافسة، ونصحت كل القائمين على العمل أن يأجلوا عرض الفيلم ولكنهم اتخذوا قرار النزول فى موسم العيد، خاصة أن كل الأفلام الموجودة أصحابها يملكون دور عرض، وهو ما كان يقلقنى من ناحية توفير قاعات مناسبة للفيلم، لأننا كشركة إنتاج جديدة لا نملك قوة أو سطوة على دور العرض، وكنت مدركاً تماما أن المنافسين أقوياء من الناحية الفنية أو الإنتاجية، ولكن فى النهاية الله هو الموفق وسمعة الفيلم هى التى تساعده على الإستمرار . وكيف تعاملت مع شركة الإنتاج الجديدة خاصة أن لك اسمك فى السوق؟ - لم أستغل اسمى وتعاونت معهم بكل حب، وتقاضيت أجرا عن فيلمى الجديد كما كنت أتقاضى منذ 3 سنوات، لأن المنتج شخص محترم ويتمنى العمل والنجاح، وأنا كفنان أتمنى أن تزدهر السينما ويتواجد بها كل أشكال المنافسة الفنية والإنتاجية. ألم تخش من أن يؤثر تواجدك فى الدراما الرمضانية على شعبيتك لدى جمهور السينما ؟ - لا أتواجد فى الدراما الرمضانية كل عام، ولا أحسبها بهذا الشكل، لأن الدراما التليفزيونية مختلفة عن السينما، وأنا أسعى للتنوع فى الأدوار، فقماشة «طاقة القدر» مختلفة تماما عن «شنطة حمزة». هل تدخلت فى اختيارات النجوم الذين شاركوا معك فى «شنطة حمزة»؟ - الموضوع ليس تدخلا ولكنه وجهات نظر بينى وبين المخرج والمؤلف والمنتج، وفى النهاية الشخصية المناسبة للدور هى التى تفرض نفسها، وبالنسبة ليسرا اللوزى وتقديمها معى عملين متتالين هما «طاقة القدر» و«شنطة حمزة» كان الاختيار فى الفيلم قبل المسلسل، لأننا صورنا 3 أيام قبل اكتمال السيناريو، ثم جاء التحضير لمسلسل وجاءت يسرا فى الترشيحات وتمت الموافقة عليها، وفى النهاية عندما أعمل مع مخرج شاطر وأثق به أترك له الحكم النهائى. هل وصلتك ردود أفعال عن الفيلم ؟ - كنت خائفا من ردود الأفعال تجاه الفيلم، لأنى أعلم أنه فيلم خفيف وسط أفلام ثقيلة، ولكنى علمت أن إدارة النادى الأهلى تريد تكريمى بعد أن شاهدوا الفيلم مع أحفادهم وأشادوا به، وأنا أمتلك القدرة على انتقاد نفسى و«لما بعمل حاجه وحشة بأقول»، لكن الحمد لله الفيلم جيد ويجمع بين الأطفال والكبار دون الخوف من وجود ألفاظ خارجة أو مشاهد خادشة للحياء. هل وصلت لما كنت تسعى إليه كمطرب وممثل؟ - من الممكن أن يسير الإنسان فى حياته بالورقة والقلم، ولكن ليس فى هذا الزمن الصعب الذى تتغير به مقاييس النجاح والفشل بشكل سريع وغريب، فما هو ناجح اليوم فاشل أو منسى بعده، لذلك مقياس النجاح حاليا هو الاستمرارية، وأن يستكمل الفنان مشواره رغم اختلاف الظروف، وأنا راض عن نفسى، وأهم شيء أن أكون بسيطاً و«معقدش الدنيا حتى لو فى الشغل»، لكن لابد ألا يقف الإنسان أمام القطار ويقول قدر، فأنت تزرع البذرة وترعاها على قدر المستطاع وتترك الباقى على الله. أين أنت من الغناء ؟ - أعتبر الكليبات التى أقدمها فى أفلامى استمراراً للغناء، فسمة العصر الآن هى استمرار الكليب داخل الفيلم أكثر منه لو أغنية بمفردها، وفى أحيان كثيرة الأغنية تعيش أكثر من الفيلم، حتى لو كان الفيلم سيئاً، وهو ما كان يحدث مع كبار المطربين أمثال عبدالحليم حافظ ومحمد فوزى الذين كانوا يقدمون الأغانى فى أفلامهم قبل الحفلات. ما الجديد لديك فى الفترة المقبلة؟ - آخر أعمالى هو كليب «استكتروك عليا» من ألبوم «عيش باشا»، وكليب «عيش طريق» التى تم تصويرها فى فيينا، وحاليا سأنتهى من تصوير أوديو ثانٍ جديد به أغان سنجل. هل شعرت بالأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر وما رأيك فى الأوضاع الحالية ؟ - طبعا، فأنا مواطن مصرى عادى قبل أن أكون فنانا، ولو حال البلد حلو ومستقر أكيد سينعكس عليّ، والعكس صحيح، وأحسن حاجة فى الأوضاع إن الناس صابرة وراضية وفاهمة إن الوضع الاقتصادى الصعب ليس على مصر وحدها، بل على الوطن العربى بأكمله، وأنا لا أحب الحديث فى السياسة لأن ما يحدث لدينا «مش سياسة» فالكل بيتكلم وبيفتى بعلم ودون علم.