نشر موقع «ويكيليكس» وثيقة سرية بين الخارجية الأمريكية وسفارتها فى العاصمة الفنزويلية كاراكاس بعنوان «الأهداف الأمريكية وإدارة الموارد فى فنزويلا»، وسلط فيها الضوء على أهمية احتياطيات النفط الفنزويلية. الوثيقة التى تعود لعام 1978 أرسلتها السفارة الأمريكية فى كاراكاس إلى وزارة خارجيتها تضمنت شرحًا للمصالح الأمريكية الرئيسية فى فنزويلا وأولها مواصلة فنزويلا توريد جزء كبير من الواردات البترولية لأمريكا ووضع سعر مناسب للبترول فى الأوبك، ثانيًا التأكيد على أن فنزويلا إحدى دول أمريكا اللاتينية التى لديها قابلية للنمو الاقتصادى وثالثًا تظل فنزويلا إحدى أهم الأسواق التى تستقبل الصادرات الأمريكية بما يخدم مصالح واشنطن. لم يكتف «جوليان أسانج» مؤسس موقع «ويكيليكس» بهذه التسريبات، التى تشير إلى المطامع الأمريكية فى نفط فنزويلا، لكنه أكد أن واشنطن وجدت فى فنزويلا «عراق جديد». كانت «ويكيليكس» قد سربت هذه الوثيقة، فى 2 أغسطس الجارى، بعد يوم واحد فقط من تحذير وزير الخارجية الأمريكى «ريكس تيلرسون» من تغيير النظام فى فنزويلا مصرحًا لوسائل الإعلام: مازلنا نقيم جميع خياراتنا السياسية حول ما يمكننا القيام به لخلق مناخ أفضل فى حالة إذا ما قرر «نيكولاس مادورو» ترك منصبه والرحيل من تلقاء نفسه. تصريحات «تيلرسون» جاءت بعد تصريحات «مايك بومبيو» مدير المخابرات الأمريكية CIA فى يوليو الماضى، والتى أقر فيها أن أمريكا تعمل على تغيير حكومة فنزويلا قائلا: «كنت فى العاصمة المكسيكية «مكسيكو سيتى» ونظيرتها الكولومبية «بوغوتا» فى محاولة لمساعدتهم على فهم ما قد يفعلون للحصول على نتائج أفضل لنا ولهم أيضًا، «وأضاف أنه كان يأمل أن يكون هناك انتقال للسلطة فى فنزويلا وأن تبذل الولاياتالمتحدة قصارى جهدها لفهم الديناميكية هناك وتتمكن من التواصل مع خارجيتنا مثل كولومبيا». وأثار بيان «بومبيو» احتجاجًا كبيرًا فى فنزويلا خاصة من نيكولاس مادورو الذى طلب من مدير المخابرات الأمريكية أن يكون واضحًا بقدر كبير، وطلب من حكومة «ترامب»، التى تعتبر نفسها حكومة عالمية شرح «التصريحات «التى قالها «بومبيو» وذلك على خلفية تصريحات «بومبيو» الذى قال إن CIA والحكومة الأمريكية تعملان بشكل مباشر مع الحكومة المكسيكية والكولومبية للإطاحة بالحكومة الفنزويلية والتدخل فى شئونها وطلب منهما توضيح موقفهما لأنه سيتخذ القرارات السياسية والدبلوماسية وفق ذلك. ومن جانبه رفض وزير الخارجية الفنزويلى «صامويل مونكادا» التدخل الأمريكى بواسطة «CIA»، مؤكدًا أن المخابرات الأمريكية هى التى أطاحت بحكومة «سلفادور أليندى» فى تشيلى، «جاكوبو أربينز» فى جواتيمالا وهى أيضًا نفس المخابرات المتخصصة فى إسقاط جميع الحكومات فى العالم. وفى نفس الوقت تواجه الحكومة فى فنزويلا تحديات كبيرة فى الوقت الحالى حيث تعانى من نقص الغذاء وارتفاع التضخم نتيجة الحرب الاقتصادية التى شنتها الولاياتالمتحدة وما يزيد من تفاقمها هو موجة جديدة من العقوبات الأمريكية.
