من أعمال رمضان الدرامية.. شاهدت أخيرا مسلسلا واحدا من خلال اختراع اليوتيوب هو الجماعة اثنين.. وأنوى مشاهدة واحة الغروب ثم مسلسل نيللى كريم لأعلى سعر.. وفى تقديرى فإن الجماعة اثنين عشرة على عشرة.. مسلسل واعى فاهم.. فضح الإخوان بجلاجل وعراهم بحق وحقيقى.. كشف عن انتهازيتهم ومحاولاتهم ركوب الثورة التى نجحوا فى ركوبها بعد ذلك بستين سنة فى يناير 2011. ولن أشيد بوحيد حامد لأنه صديقى.. لكنى أشيد بطاقم الممثلين، وعلى رأسهم الست الحقودة زينب الغزالى الشهيرة بصابرين.. والممثل الشاب الذى لعب دور سيد قطب باقتدار.. لكنى أتوقف أمام عبدالعزيز مخيون الممثل المعجون بالبساطة والموهبة.. وقد جسد بشكل حقيقى شخصية المرشد الثانى فأجاد.. نقل إلينا مشاعر الغل والغيرة والانتهازية.. والرعب داخل السجن.. والثقة الزائفة خارجه.. مخيون عشرة على عشرة.. وفى تقديرى أن المسلسل كله من الأعمال الناجحة جدا بين باقى الأعمال ولا أعرف لماذا نسميه سباقا رمضانيا والسباق يكون فى ظروف مختلفة.. وأفضل القول أنه كان تنافسا رمضانيا.. ونحتاج إلى طريقة لاختيار الأفضل فى حياتنا الفنية.. أفضل فيلم وأفضل مسلسل وأحسن أغنية.. تماما مثل الأمريكان والفرنسيين والإنجليز يختارون فى كل موسم أفضل الأعمال.. وهى اختيارات لا تخضع لمزاج الناقد الفلانى.. أو المنتج العلانى.. وعند الخواجة نظام صارم للاختيار وفقا لمعايير محكمة ومعلنة.. واختيار المحكمين مسألة حيوية لنزاهة العملية كلها.. لأنه لو دخلت الأهواء الشخصية فى عملية الاختيار لصار البيه رئيس الوزراء هو المطرب الأول.. والباشا الوزير هو الحكيم الروحانى! وأهمية اختيار الأفضل.. أنه نوع من التقدير الذى هو الحافز على الإبداع.. ولو قلت أن المؤلف فلان الفلانى هو الأفضل فسوف يجتهد لتقديم الجديد.. أما الإهمال والتعامل بحيادية مع كل الأعمال فهو بمثابة القتل الرحيم للمبدع والمتفوق. ثم إن اختيار الأفضل هو الرد المثالى لفوضى الألقاب التى يحتكرها النجوم وعندك نجمة الجماهير ومطربة الملايين وأمير القلوب وبإمارة إيه.. لا تعرف! لا شيء كالإهمال يقتل المواهب ويخنقها.. طيب فى زحمة الألقاب كم مرة قلت لمحمد الحلو أنه فنان جميل وأن أداءه لتتر «ليالى الحلمية» عشرة على عشرة.. وكم مرة احتفيت بشكل حقيقى بموهبة على الحجار ومدحت صالح وهما الموهوبان فوق العادة.. لكنك لا تحتفى بهما كما ينبغى.. فى حين أن شركات الدعاية والإعلان تحتفى بالنص كم من المطربين والمطربات.. وتطلق عليهم أوصافا خادعة.. يصدقها الجمهور بعد ذلك!! أو يا ليت نلجأ لاستطلاعات الرأى العلمية والتى لا نعرفها فى بلادنا.. ويعرفها الخواجة الذى يستطيع عبر الاستطلاع الحكم بشكل جيد على ما يدور بالشارع.. وتليفزيون بلاد برة يقوم باستطلاعات رأى دورية لمعرفة رأى جمهور المشاهدين فى البرامج المختلفة.. وهى استطلاعات حقيقية يستفيد منها التليفزيون فى التعاقد مع برامج وتمثيليات جديدة أو التخلص من التى زهق منها الجمهور.. لينقلها من أوقات ذروة المشاهدة.. لأوقات أخرى.. كالفترة الصباحية المخصصة لربات البيوت والعواجيز. واستطلاعات الرأى تنطبق على المذيعين وبرامج التوك شو.. ويا ويله المذيع أو المذيعة التى تشير الاستطلاعات إلى سماجتها فى طريقة التقديم.. وفى العقود التى يوقعها المذيعون والمذيعات.. هناك بند واضح صريح.. يتيح للتليفزيون رفت حضرة المذيع الغلس.. أو استبعاد البرنامج الفلانى. ومن عجائب تليفزيونات بلاد برة.. أنهم لا يتعاقدون مع المذيع والإعلامى للعمل طوال العمر.. وإلا تحول المذيع إلى موظف حكومة مربوط على الدرجة.. وعقود العمل هناك مؤقتة تنتهى بنهاية البرنامج أو التمثيلية.. ولو أن البرنامج أو المذيع امتلك الحضور والقبول والموهبة والكفاءة.. لعمل مرة أخرى انتظارًا لاستطلاع آخر. كل عام وأنتم بخير.. وأتفرج بمزاج عال على حصيلة رمضان.. بفضل خاصية اليوتيوب خالية الإعلانات.. بما يعنى أننا نركز بشكل حقيقى مع الدراما.. وقد انتهينا من وحيد حامد وجماعته.. لنبدأ فى واحة الغروب التى قرأتها من تأليف الصديق بهاء طاهر.. وسوف نشاهدها ونكتب إليكم بعد ذلك.