كشف تقرير المخدرات العالمى الذى صدر عن مكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة عن اعتماد بعض الجماعات الإرهابية، على أرباح المخدِّرات، مشيرا إلى أنها تشكل نحو نصف الدخل السنوى لحركة طالبان، حيث يقع ما نسبته 85 % من زراعة خشخاش الأفيون فى أفغانستان فى الإقليم الواقع ضمن نفوذ حركة طالبان. وأوضح التقرير أنه يتعاطى المخدرات نحو ربع مليار شخص؛ ومن بينهم، انخرط نحو 29.5 مليون شخص أو 0.6 فى المائة من السكان البالغين فى العالم فى تعاطى المخدرات وعانوا من اضطرابات تعاطى المخدرات، بما فى ذلك الارتهان بالمخدرات. وكشف التقرير إن المواد الأفيونية هى أكثر أنواع المخدرات ضررا، إذ يُعزى إليها 70 % من الآثار الصحية السلبية المرتبطة باضطرابات تعاطى المخدرات فى جميع أنحاء العالم. ويخلُص التقرير إلى أنّ التهاب الكبد C يسبب أكبر ضرر فى صفوف متعاطى المخدرات بالحقن فى جميع أنحاء العالم والمقدّر عددهم بنحو 12 مليون شخص. ومن بين هذا العدد، يتعايش واحد من كلّ ثمانية (1.6 مليون) مع فيروس نقص المناعة البشرية، ويعانى أكثر من نصفهم (6.1 مليون) من التهاب الكبد الوبائي C، بينما يعانى حوالى 1.3 مليون شخص من التهاب الكبد الوبائى C وفيروس نقص المناعة البشرية. وفى العموم، يفوق عدد الوفيات الذى يعزى إلى التهاب الكبدى «سى» (222000) بثلاثة أضعاف مثيله الذى يعزى إلى فيروس نقص المناعة البشرية (60000) بين متعاطى المخدرات. وقال أن التقرير يؤكد أنه على الرغم من التقدم المحرز مؤخرا فى علاج التهاب الكبد الوبائى (c) لاتزال سبل الوصول إليه قليلة، نظرا لأن العلاج لايزال باهظ التكلفة فى معظم البلدان. وذكر التقرير إن طائفة المواد المتاحة فى سوق المخدِّرات شهدت اتساعاً كبيراً. وأضحت سوق المواد الأفيونية على وجه الخصوص أكثر تنوعاً، تضم مزيجاً من المواد الخاضعة للمراقبة الدولية، مثل الهيروين، والأدوية المصروفة بوصفة طبية التى تكون إما مسرَّبة من السوق القانونية أو منتَجة كأدوية مزيَّفة، واستمرت المؤثرات النفسانية الجديدة فى التطور والنمو بحيث تضاعف عدد المواد المبلَّغ عنها تقريبا بحلول عام 2015 ليصل إلى 483 مؤثراً مقارنة ب 260 مؤثرا نفسانيا جديدا فى عام 2012. ويزداد إنتاج الأفيون وتزدهر سوق الكوكايين، ففى عام 2016 زاد الإنتاج العالمى من الأفيون بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك أساسا إلى ارتفاع غلّة خشخاش الأفيون فى أفغانستان. ويشير التقرير أيضا إلى التوسع فى سوق الكوكايين، حيث زادت زراعة شجيرة الكوكا فى الفترة 2013-2015 بنسبة 30 فى المائة، وهو ما يعزى أساسا إلى زيادة المساحة المزروعة فى كولومبيا، وبعد فترة من انخفاض تعاطى الكوكايين، توجد دلائل على زيادته فى أكبر سوقيْن، وهما أمريكا الشمالية وأوروبا.