جعل تعالى للمسكين حقه فى ضرورات الحياة، ومنها أن يأخذ ما يحتاجه من الطعام من القادرين على العطاء، والمسكين هو الإنسان الفقير المحتاج لضرورات الحياة من الطعام والملابس والمسكن، فالفقير قد يرتدى أى ملابس، وقد يجد مكاناً يبيت فيه لكن الأمر يختلف بالنسبة للطعام، فالفقير المحتاج للطعام هو المسكين لأنه يحتاجه أكثر من مرة فى اليوم الواحد، ولذلك ارتبطت حاجة المسكين للطعام فى القرآن بالدعوة إلى إطعامه: (وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) «الفجر- 18». والقرآن جعل إطعام المسكين من ضمن الفدية والكفارات، فالذى يفطر فى رمضان بسبب عجزه عن الصوم عليه إطعام مسكين: (..وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..) «البقرة - 184» وعلى من أخلف فى يمينه إطعام عشرة مساكين: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِى أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ..) «المائدة - 89» وعلى من يقول لزوجته أنت على كظهر أمى، بمعنى أنه يحرمها على نفسه ويجعلها مثل أمه، وكفارة ذلك أن يطعم 60 مسكيناً: (..فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا..) المجادلة -4» ويضرب تعالى المثل على النية الحسنة فى العمل الصالح بإطعام المسكين: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) «الإنسان 8 - 9» وقوله تعالى (عَلَى حُبِّهِ) يعنى أن يكون الطعام من أحب الأشياء إلى نفس من يعطيه وليس فقط مما يزيد عن حاجته أو مما لا يحبه، فهم يطعمون الطعام لوجه الله رغم احتياجهم إليه أو حبهم له يرجون رحمته تعالى، وهم لا يريدون جزاءً ولا شكراً من أحد غير الله. إن الله تعالى سيحاسبنا على ما فى نفوسنا من نوايا: (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء..) «البقرة - 284» فيغفر إن شاء الله تعالى لأصحاب النوايا الحسنة، ويعذب إن شاء أصحاب النوايا السيئة إن لم يتوبوا، فعلينا أن نغير ما بأنفسنا وأن نتقى الله فى قولنا وعملنا وخاصة فى طعامنا وإطعامنا للمسكين.