نصح الأدميرال جيمس ستافريديس القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسى سابقاً، وعميد كلية «فليتشر»، للقانون والدبلوماسية فى جامعة «تافتس»، فى تقرير كتبه إلى مجلة «تايم»، بزيادة عمليات التعاون الأمريكي-الإسرائيلى، التى رآها تهتز الفترة الأخيرة. اعترض «ستافريديس» على أن الولاياتالمتحدة تهدر قدراً كبيراً من الوقت فى التركيز على القدرات العسكرية لدول الشرق الأوسط، خاصة التهديدات القادمة من «إيران، وسوريا». وأضاف: إنهم ينفقون أيضاً بشكل واضح الكثير من المال على العمل السياسى، والعسكرى مع الحلفاء، والشركاء العرب، بما فى ذلك: «مصر، والمملكة العربية السعودية، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين». لكنه اعترض على تلك السياسة، ناصحاً بأن يراجعوا حساباتهم، ويركزوا على شريكهم العسكرى الأفضل فى المنطقة، وهو الكيان الصهيونى. وأوضح أنهم المستقرون حتى الآن، آسفاً على أن العلاقات كانت على وشك الضياع، وسط الغضب العارم من الجانب الإسرائيلى، من موقف إدانة الرئيس السابق «باراك أوباما» بشأن قضية المستوطنات، مؤكداً أن إعلان «دونالد ترامب» بشأن نقل السفارة من «تل أبيب»، إلى «القدس» هدأ من روع الموقف. كما نصح الأدميرال بضرورة اتخاذ عدة خطوات، لتطوير شراكتهم مع الجيش الإسرائيلى بشكل أكبر من الموجود بالفعل، فى عدة مجالات حيوية، من شأنها أن تحقق تحالفًا أقوى، لمواجهتهم معاً تحديات الشرق الأوسط. فأكد قائلاً: «نحن نتعاون بالفعل بشكل كبير على المستوى العسكرى. وأن خلال فترة عملى كقائد للقيادة الأمريكية الأوروبية، كانت مسئوليتى تطوير استراتيجيات دفاعية، وتكتيكات مشتركة، والاهتمام عن كثب على قوة، ونوعية أسلحة القوات الإسرائيلية. وتوهم أن الثقافة العسكرية، والروح الشعبية الإسرائيلية التى وصفها بالعالمية، مدعياً أن تلك الصفات، ما هى إلا نتيجة المعارك التى خاضوها للحفاظ على وطنهم، ضد العديد من الهجمات التى تعرضوا لها منذ إنشاء الكيان الصهيونى منذ عام 1948! لذلك هم مخصصون للدفاع عن عائلاتهم، و(وطنهم) من خلال مزيج من المكر والتكنولوجيا، لأنهم مازالوا يواجهون أعداء عربية، وفارسية تهديدهم أكبر أضعاف المرات من حجمهم الطبيعى، لذلك سيبقون فى بيئة معادية، لأنهم أقوياء مبتكرون، ويحظون بقوى رأس مال كبيرة، إضافة إلى تجنيدهم الشامل للشباب والشابات، ما يقرب خدمة 120 ألف جندى سنوياً. كما أوضح آسفاً أنه فى الوقت الحالى تصل الميزانية العسكرية الإسرائيلية، أكثر من 5 % من الناتج المحلى الإجمالى الإسرائيلى، وهى نسبة أقل قليلاً من ضعف الميزانية العسكرية للولايات المتحدة، إلا أن النسبة العسكرية الإسرائيلية لاتزال أقل من 20 مليار دولار، إضافة إلى عدة مليارات إضافية سنوياً فى شكل مساعدات عسكرية من الجانب الأمريكى فقط. وعليه شرح أهم مجالات تطوير التعاون معهم، وأولها عالم الأمن الإلكترونى، موضحاً أن التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية رائع، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية، دمجت عمل الجيش الإسرائيلى مع الشركات الأمنية الخاصة. أما المجال الثانى، فهو تعزيز التعاون، فى مجال التكنولوجيا، مشيراً إلى أنه أحد أهم المجالات التى يستطيع فيه كلاهما، تعزيز جهود بعضهما البعض إلى حد كبير، قائلاً: «عملنا معاً على مجموعة متنوعة من المشاريع الدفاعية خلال سنوات عملى، مثل تطوير تقنيات لمكافحة الصواريخ الباليستية، وتطوير عمليات الدفاع الصاروخى، إضافة إلي بذل الجهد معاً فى تطوير إلكترونيات الطيران المتقدمة، مثلما فعلنا مع طائرة (F-15)، مؤكداً أن التعاون فى هذا المجال على وجه الخصوص من شأنه أن يسفر عن نتائج قوية.وعن المجال الثالث، أكد ضرورة تطويرهما معاً، طريقة مكرهما فى التعاون الاستخباراتى، موضحاً أن الجيش الإسرائيلى، وارتباط أجهزة استخباراته، مثل: «الموساد، أمان، وبيت شين»، يعدون الأفضل فى الشرق الأوسط. مؤكداً أن العمل معهم فى هذا المجال سيجعل انتشارهم فى قطاعات كثيرة منفصلة، على مجموعة واسعة من الاتجاهات أسهل وأفضل، بما فى ذلك التجسس على تفكك سوريا، والأحداث فى مصر، والقدرة العسكرية والنووية لإيران.ثم قال: «فى هذا المجال نحن نحتاج بعضنا البعض لتبادل المعلومات التجسسية بوفرة، لا سيما الاستخبارات البشرية من إسرائيل، وبيانات الاستشعار العامة من الولاياتالمتحدة، وأن التواصل بين القيادات العسكرية، والاستخباراتية، للبلدين سوف تساعد». كما أضاف: إن فى هذا العالم المبهم من القوات الخاصة، لديهم الكثير والكثير، الذى يمكنهم أن يتشاركوا فيه مع بعضهم البعض. قائلاً: «نحظى بعمل مشترك باستمرار بين قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، مع القوات الخاصة الإسرائيلية، هى فائدة كبيرة لقواتنا». ثم أوضح أن كليهما خبير فى المعارك الاستخباراتية، واستخدام المركبات التكنولوجية الموجهة دون قيادة بشرية، إضافة إلى تمكنهم من تطوير تكنولوجيا القناصة، ومجموعة من المهارات المتخصصة الأخرى. وأكد أن الكيان الصهيونى سيكون الأقوى، خلال تكثيف التدريبات المشتركة للقوات الخاصة، وإنشاء مراكز الابتكار للعمليات الخاصة فى إسرائيل. كما أوضح أن الشرق الأوسط فى غاية التعقيد، قائلاً: «ونحن على استعداد تام بأن نخدم، ونتبع، وننفذ نصيحة الجيش الإسرائيلى فى مجموعة من القضايا الرئيسية، وبالمثل، فإنها سوف تستفيد من مزيد من الاستخبارات، والتكنولوجيا، والشراكة مع الجانب الأمريكى». وأنهى تقريره إنهما حقاً اثنان من الدول بلا شك سيكونان أقوى معاً.