أدانت منظمة العفو الدولية «احذستي» السلطات الإثيوبية باقتراف جرائم حرب ضد أبناء قبائل «الأورومو» ممن يقطنون على تخوم منطقة مشروع سد النهضة، على خلفية احتجاجات الأهالى على تهجيرهم قسريًا من أرضهم. وقالت المنظمة: إن السلطات الإثيوبية تستهدف الأورومو بلا رحمة، وتمارس التعذيب بحقهم، كما يتعرض أفرادها لعمليات توقيف تعسفية، واعتقالات طويلة دون محاكمة، واختفاء قسري، وإعدامات خارج نطاق القضاء، وما بين عامى 2011 إلى 2014 اعتقل ما لا يقل عن 5 آلاف من الأورومو دون جريمة، ويشمل ذلك المتظاهرين المسلمين والطلاب، وأعضاء الأحزاب السياسية المعارضة، والأشخاص العاديين الراغبين فى التعبير عن تراثهم الثقافى الخاص بهم. وروت فتاة كيف وضعت السلطات جمرا مشتعلا على بطنها لاشتباههم أن والدها يدعم جبهة تحرير الأوروموو، وروى معلم كيف طعن بحربة فى عينه، لأنه رفض نشر دعاية للحزب الحاكم بين تلاميذه. وتنفى الحكومة الإثيوبية باستمرار كل تهم التعذيب والاعتقالات التعسفية، التى تتحدث عنها كل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وعلقت كلير بيستون الباحثة بمنظمة العفو الدولية أن عمليات التعذيب يتخلف عنها جروح وحروق وبتر أعضاء أصابع وآذان وأسنان. وتأسست جبهة الدفاع عن شعب الأورومو عام 1973 فى مواجهة الاحتلال الإثيوبى الحبشى وتعتبرها الحكومة منظمة إرهابية، وتنادى بحق الشعب الأورومى فى تقرير مصيره، ولها مكاتب فى برلين وواشنطن ولها محطة إذاعية تبث باللغة الأمهرية وافان، وبالرغم من أن الجبهة لم تلجأ للعنف منذ عام 2002 إلا أنها منذ أن صارت من أبرز الحركات التى تقاتل فى الجبهة الجنوبية ضد النظام القائم وتتمركز فى المناطق القريبة من الحدود الإثيوبية الكينية حيث يكثر أبناء هذه القومية وهم يحملون السلاح منذ عشرين عامًا لتحرير إثيوبيا من حكامها الظالمين وتتهم إثيوبيا إريتريا بدعمهم. وترفض الجبهة إقامة سد النهضة وكان «جمادا سوتي» المتحدث الرسمى باسم الجبهة قد أعلن مؤخرًا أن سد النهضة من الناحية الاقتصادية لن يفيد الشعب الإثيوبى كثيرًا وأنها مؤامرة كبرى أكبر كثيرًا من السد والمياه. ومنذ أربعة أسابيع وإثيوبيا تحتشد بالمظاهرات بسبب سياسة التهجير القسرى التى تنتهجها الحكومة الإثيوبية، ومع اندلاع المظاهرات والحكومة تقطع على المحتجين، من شعب الأورومو الكهرباء، دون أن يؤدى هذا إلى توقف الغضب الذى يزداد يومًا بعد يوم خاصة بعد أن قامت السلطات الإثيوبية بالتعامل معهم بإطلاق الرصاص الحى وقتل حتى الآن ما يقرب من 125 متظاهرًا. والمعروف أن شعب «الأورومو» مسلمون ولهم تاريخ معروف يتضمن ممالك مثل «بالي» و«دراو»، و«سركا» و«هديا» و«ارابيني» وغيرها وقد انتشر الإسلام بينهم منذ زمن طويل عبر العلاقات مع التجار العرب خاصة من جنوب الجزيرة العربية. وتطالب حركة تحرير شعب الأورومو باستعادة إقليم مساحته 600 ألف كم مربع وعاصمته «أدريس أبابا» ويطلقون عليها «فين فينه» بلغتهم الأورومية ويشكل هذا الشعب مركز ثقل بشريًا كبيرًا للمسلمين فى إثيوبيا. ويحترف أبناؤها «الأورومون» الزراعة ورعى الأبقار، ويعتبر النهر الخالد مصدر رزقهم الأول والأخير. الانتفاضة تصاعدت من الهدوء الحذر، لتصبح مؤخرًا انتفاضة مسلحة ضد أديس أبابا، لأن الحكومة المركزية قررت تهجير السكان قسريًا حتى تقيم السد. ويتفاقم الوضع نظرًا لأن قبائل «الأورمو» يمثلون ما نحوه 50 % من إجمالى سكان إثيوبيا، وفقًا لتعداد 2007، ولهم «أولو رحم» فى الصومال وشمال كينيا، وهؤلاء يشكلون ظهيرًا مسلحًا قد يدخل حلبة الصراع إذا اقتضت الضرورة الأمر الذى يعقد موقف الحكومة الإثيوبية.