أصبحت ثروة كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من المشكلات الحديثة التى طفحت على السطح الكنسي فى عهد البابا تواضروس الثاني، ففى السابق كان هؤلاء الكهنة يخفون ثرواتهم، ولا تظهر أمام العيان، لكن الآن حدث ولا حرج فهم صفوة الكنيسة ونخبتها وهم أصحاب الحل والعقد، وأصبح كل منهم يتباهي بثرائه الفاحش ولسنا فى حاجة بعد لنعدد مظاهر ثراء الكهنة الفاحش فهو يظهر أمام الجميع دون مواربة وهو ما جعل البعض يتساءل: (من أين لكم هذا؟) مرتب الكاهن يتراوح بين 3 و5 آلاف جنيه ويتم صرف مرتب شهر كمنحة في عيدي القيامة والميلاد وبداية العام الدراسي والشيء اللافت للنظر أن هؤلاء الكهنة كانوا يشغلون وظائف مرموقة تدر عليهم دخلاً أكبر مما يتحصلون عليه فى الكهنوت، فلماذا ترك هؤلاء الميري (واتمرمغوا فى تراب الكهنوت). وليت الأمر توقف على الأموال التى تأتى إلى الكنيسة كتبرعات، ولكن آباء الكنيسة ابتدعوا لهم أبوابا خلفية لجمع الأموال والادعاء بأن تلك الأموال هى من البركات التى يغدقها عليهم الرب دون غيرهم من شعب الكنيسة. ■ العمولات عمولات الكهنة من التبرعات هى نظام متبع داخل الكنيسة تم تأسيسه فى عهد البابا شنودة الثالث لتحفيز الكهنة فى جمع التبرعات للكنيسة وليست هناك نسبة محددة بعينها كعمولة على تلك التبرعات، فالنسبة يحددها كل أسقف داخل إيبارشيته وتختلف تلك النسبة أيضا داخل الإيبارشية الواحدة بين كهنة الإيبارشية فالكهنة مقامات ولا يستوى الكاهن الذى يجمع المئات من الجنيهات مع قرينه الذى يجمع الآلاف وعشرات ومئات الآلاف فالنسبة يتفق عليها مع الأسقف وهو ما يفسر تباين ثروات الكهنة داخل الكنيسة والنسبة المتعارف عليها هى من 10 إلى 20 % ومن أجل الحصول على نسبة أعلى من التبرعات يلجأ الكهنة لتكوين علاقات مع أثرياء الأقباط خارج إيبارشياتهم وهو ما يتيح لهم تعظيم كوتة التبرعات الخاصة بهم، وهو ما يسهل لهم مفاوضة الأسقف على نسب أعلى من العمولة، وعلى الرغم من أن الكنيسة تحذر الكهنة من جمع تبرعات دون إعطاء «إيصال» بتلك التبرعات فإن هذا الأمر لا يتم إلا فى تبرعات العامة، والتى تتمثل فى عشر أموالهم وهى مبالغ صغيرة، أما الصفوة الذين يتمتعون بعلاقات خاصة مع الكهنة فيتحرجون من طلب تلك الإيصالات وهو ما يسمح لبعض الكهنة بالتلاعب فى حقيقة مبالغ التبرعات، ويلجأ الكثير من الكهنة إلى طباعة إيصالات خاصة بهم لا تعرف الكنيسة عنها شيئًا ويجمعون من خلالها الكثير من التبرعات وبالطبع لا تورد تلك التبرعات للكنيسة وبين الحين والآخر يتم اكتشاف بعض من تلك الحالات وتتخذ مواقف صارمة مع الكاهن المتورط فى ذلك وتكون (وقعته سودة) مع الأسقف. ■ برنسات المهجر هو اللقب الذى يطلقه الأقباط على بعض الكهنة فى المهجر، فهؤلاء الكهنة يرتبطون بعلاقات قوية مع بعض أساقفة الداخل، ويتم الاتفاق بين الأسقف والكاهن على أن يجمع الأخير التبرعات من أقباط المهجر بحجة مساعدة الفقراء فى مصر وعمل مشروعات تنمية صغيرة لهم ويقوم هذا الكاهن بتجميع تلك التبرعات وتوريدها إلى الأسقف بعد خصم العمولة المتفق عليها على أن يقوم الأسقف بزيارات دورية الى الدول التى له فيها كهنة (مندوبي تحصيل تبرعات) ويقوم بزيارة الأسر الكبيرة التى تغدق من أموالها على الأسقف لمنح البركات وبعض الهدايا التذكارية وتعتبر زيارات الأساقفة إلى تلك العائلات من قبيل الوجاهة الاجتماعية التى يتباهى بها أقباط المهجر فيما بينهم. ■ بيزنس الزواج من الظواهر الغريبة داخل الكنيسة انتشار العنوسة بين شباب وفتيات الأقباط وتأخر سن الزواج على الرغم من أن هناك الكثير من هؤلاء (العوانس) يتمتعن بكل المميزات التى تؤهلهم لزيجات رفيعة المستوى، فالفتيات على قدر من الجمال وعلى قدر كبير من التعليم وأبناء عائلات محترمة وكذلك الشباب ولكن الزواج فى الكنيسة هو «سبوبة» كبيرة للكهنة والسبب فى ذلك أنه يتم استطلاع آرائهم من المقبلين على الزواج فى الارتباط بشريك العمر فأي عائلة تتورط فى مشكلات أو خلافات أيًا كانت مع أحد الكهنة حكم على شبابها بالعنوسة، فما إن يسأل الكاهن عن رأيه في أي من شباب أو بنات تلك العائلة ألصق بهم كل الموبقات والعبر فيبتعد الجميع عن مصاهرة تلك العائلات ومن يرد الفكاك من العنوسة داخل الكنيسة عليه أن يتودد لأحد هؤلاء الكهنة وغالباً ما ينصح الشباب بعضهم البعض بدفع بعض التبرعات للكهنة. ■ بيزنس الكهنة لا تتوقف مصادر ثروات الكهنة على التبرعات المشروعة أو غير المشروعة، ولكن هناك مجالات من «البيزنس» يدخل فيها الكهنة وتتعدد أشكال هذا البيزنس من «هايبر ماركت» داخل الكنائس ومعارض داخل الكنائس تعرض منتجات مشروعات خاصة بهؤلاء من ملابس ومواد غذائية وأدوات تجميل وكافتريات وكوفي شوب وإمبراطوريات لتصنيع «الأكل الصيامي» وفنادق 5 نجوم ملحقة بالكنائس ومنتجعات سياحية، أما أخطر بيزنس يمارسه الكهنة فهو استيراد البضائع من الخارج باسم الكنيسة، وهو ما يعفي تلك البضائع من الرسوم الجمركية ثم يتم ترويج تلك البضائع فى الأسواق.■