كتب: قسم التحقيقات ليس الأمر مجرد قناة جديدة، لكنها ملحمة متكاملة، بطلها الأول ليس القيادة السياسية ممثلة فى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنه الشعب المصرى، الذى آمن بالفكرة، فالتف حول القيادة، وبادر إلى شراء الأسهم، رافضًا إلا أن يكون المشروع مصريًا خالصًا من ألفه إلى يائه. يحق لمصر إذن أن تفرح، فهى تحيا بالفرح، وهى صانعة البهجة، ولأعدائها ممن راهنوا على فشلها أن يتواروا خلف جدران الفشل والخيبة والندم، فأعمال الحفر انتهت، والمسافة إلى الافتتاح الرسمى تُحسب بالساعات، لتنطلق مرحلة جديدة من الإنجاز، وحصد الثمار. لكن بعيدًا عن الحاقدين والمتربصين، فإن القناة الجديدة تحقق مكتسبات كبرى، على رأسها إعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى، بل فى القدرة المصرية على صناعة المعجزات، خاصة أن خبراء عالميين كانوا قدروا أن استكمال أعمال الحفر يحتاج إلى خمس سنوات على الأقل، لكن وكما يقول الرئيس السيسى: «لقد أثبت المصريون الذين قاموا بثورتين قدرتهم على استكمال الثورة بالعمل والعطاء والإخلاص والتفانى من أجل رفعة وطنهم». والحقيقة أن ملحمة الإنجاز المصرية انطلقت منذ طرح أسهم القناة، فقد بلغت حصيلة بيع شهادات الاستثمار 64 مليار جنيه، ووفقًا لما أعلنه هشام رامز محافظ البنك المركزى وقتها، فإن 82 بالمائة من نسبة عمليات الشراء كانت من قبل مواطنين، بينما بلغت نسبة الشراء من قبل الشركات والمؤسسات 12 بالمائة فقط. وكانت الحكومة وضعت جمع 60 مليار جنيه هدفًا لها، فإذا بالحصيلة تفوق المستهدف، فى ملحمة عطاء مصرية خالصة، أبطالها ملح الأرض، المجهولون البعيدون عن الأضواء، ممن لا يترددون عن تلبية نداء الوطن. وبهذه الروح الوثابة الطموح، أصبحت قناة السويس الجديدة بعد عام من أعمال الحفر والتجريف والإكساء جاهزة لاستقبال السفن التجارية. وطبيعى فى ظل هذا النجاح، أن يسعى كارهو مصر إلى تشويه الإنجاز، وليس غريبًا بالطبع أن تشن فضائيات التدليس فى قطر وتركيا هجومًا على المشروع الذى سيغير خارطة العالم. نعم.. يغير خارطة العالم بلا أدنى مبالغة، فيكفى أن إسرائيل اعترفت بهذه الحقيقة، حيث نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقريرا حول افتتاح القناة، قالت فيه إن القناة الجديدة تمنح الأمل لمصر، وقال المحلل الإسرائيلى روعى كياس إن الرئيس السيسى يطمح فى أن يسمح هذا المشروع بتوسيع نطاق التجارة وحركة السفن بين أوروبا وآسيا وخفض معدل البطالة، قائلا: جاءت قناة السويس لتكون شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد. كما اهتم موقع «المصدر» الإسرائيلى، بافتتاح القناة، مؤكدًا أن السفن الكبيرة ستبحر من القناة الجديدة بمسار ذى اتجاهين. وقال الموقع الإسرائيلى عن القناة الجديدة: يفتخر المصريون بمشروع قناة السويس الجديدة ويعلقون آمالا اقتصادية عليها، تم حفر القناة الجديدة، الموازية للقناة الأصلية التى أقيمت عام 1869 والتى تشكل حتى يومنا هذا مسارا مائيا دوليا ومركزيا، من قبل الجيش المصرى وشركات مصرية خاصة. ويتوقع الدكتور فخرى الفقى، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمسئول السابق بصندوق النقد الدولى، وصول إجمالى إيرادات قناة السويس بعد تشغيل التفريعة الجديدة منها إلى 5,13 مليار دولار بحلول ال8 سنوات المقبلة وتحديدًا عام .2023 ويوضح الفقى أنه بموجب دراسات الجدوى الخاصة بالقناة، فإنه من المنتظر وصول عدد السفن العابرة عبر القناة من 47 سفينة حالية إلى 98 سفينة عابرة، مشيرًا إلى معدل نمو الإيرادات بعد عام من تشغيلها، اعتبارًا من أغسطس المقبل لتصل إلى 3,5 مليار دولار وتتزايد تدريجيًّا بمعدلات 65,2 مليار دولار سنويًّا بنسبة زيادة تصل ل265% مضيفًا أن الهدف الأساسى للدولة المصرية تشغيل مشروعات محور تنمية قناة السويس. وتقول الدكتورة يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد والضرائب بجامعة عين شمس: إن الحكومة مطالبة بتغيير فكرة اعتبار قناة السويس الجديدة، بأنها مجرد مجرى مائى أو بوابة عبور للسفن فقط، والتفكير فى مشروعات تحقق التنمية المستدامة للبلاد، مؤكدة أن مشروع القناة الجديدة يساهم فى ارتفاع حجم التجارة الدولية بين مصر والعالم الخارجى، مما يرفع من نسبة حصيلة القناة بمعدل الضعف والذى يتراوح ما بين 10 حتى 11 مليار دولار؛ لتقليل توقيت انتظار السفن وزمن العبور أيضًا، بجانب تعميق غاطس السفن مما يسمح بدخول ناقلات أكبر. ويتوقع صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، زيادة إيراد مصر من قناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة من 3,5 مليار دولار سنويًّا إلى 5,13 مليار دولار خلال ال 8 سنوات المقبلة تدريجيًّا، وذلك وفقًا لدراسات الجدوى