تعلمنا فى الصحافة أن الصورة أبلغ من 1000 كلمة.. والكلمة تتضاعف قيمتها 1000 مرة إذا تم توثيقها بصورة.. وعليه تصبح الصور التى لدينا وننشرها هنا كافية وكاشفة وفاضحة لقضية فساد على النيل تطرح أسئلة بأكثر ما تقدم من إجابات حول هذه السلوكيات التى ضربت مبنى ماسبيرو خصوصا والإعلام عموما! ليس أسوأ من تزاوج المال بالسلطة لينتج عنه جنين فاسد من المصالح والعلاقات المشبوهة.. فكيف تفسر أن تظهر صور لرئيس مجلس إدارة شركة راديو النيل (ماهر عبدالعزيز) التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والمعين فيها منذ أسابيع قليلة فى مطبخ (خالد حلمى) صاحب وكالة إعلان (راديو وان) المحتكرة لإعلانات راديو مصر التى كان يترأسها ماهر عبدالعزيز قبل تصعيده غير المبرر لرئاسة (راديو النيل) والتى تضم تحت جناحها إذاعات (ميجا) و(هيتس) و(نغم)! قبل أن تدقق فى صور الفضيحة، يجب أن تفتح لك طاقة نور تكشف المستور حول خطورة الأمر.. المعروف أن «ماهر عبدالعزيز» كان يعمل مديرا لإذاعة راديو مصر وتولى تلك المهمة فى ظروف ملتبسة عقب 25 يناير، ولم يكن له فضل فى نجاحها أو نشأتها التى تعود للإذاعى «طارق أبو السعود» ثم قبل عام ونصف صدر له قرار برئاسة «راديو مصر» وتوطدت وقتها العلاقة وفتحت المساحات الزمنية للبرامج التى تقدمها وكالة «راديو وان» لصاحبها «خالد حلمى» ! فى هذه الأثناء وقبلها كان «ماهر عبدالعزيز» بالمخالفة للقانون يدير مكتبا للأخبار والعلاقات العامة تابعا لدولة تونس من القاهرة ويشاركه فيه كل من «ألفة السلامى» و«عادل الجوجرى» والصحفى «أمين محمد أمين» دون أن يحصل على إجازة بدون مرتب بل سافر إلى فرنسا ممثلا للدولة التونسية فى أحد المؤتمرات الإعلامية هناك وهو المفترض أنه إذاعى مصرى !! المفاجأة كان فيما تردد حول علاقته الشخصية برئيس الوزراء «إبراهيم محلب» الذى رشحه لترأس الإذاعة المصرية ووقف القانون والروتين الوظيفى أمام هذا الترشح للمنصب الذى يوجب على من يديره أن يكون على درجة وكيل وزارة وهو ما لم يكن حصل عليه ماهر عبدالعزيز، فكانت المبادلة باختياره رئيسا لمجلس إدارة راديو النيل التى ذكرنا سابقا أنها تدير وتشرف على إذاعات ميجا وهيتس ونغم، فضلا عن القانون الذى تم تأسيس تلك الشركة عليه يسمح لها ببيع الترددات الإذاعية !! لم يعرف عن (ماهر عبدالعزيز) كفاءة نادرة ، أو موهبة فارقة، أو إدارة ناجحة وكان توليه للمنصب الأخير يحمل كثيراً من قنابل الدخان حول كيفية تصعيده واختياره! أما أنه لم يحترم وظيفته، والمنصب الذى يديره، وأن يبتعد عن أى شبهة ويتقبل عن طيب خاطر دعوة للإفطار والسحور فى منزل أحد أصحاب الوكالات الإعلانية المتخصصة فى الإذاعة (راديو وان) بل يقوم بارتداء ملابس (طباخ) ويظهر فى منزل ومطبخ (خالد حلمى) يطهو الطعام ويقلى الطعمية ويدق على الرق (يطبل) متجاوزا كل الأعراف المهنية والأخلاقية ولم يعر ذلك اهتماما. وتلتقط له صور بهذه الأوضاع المشينة والمشبوهة مع خالد حلمى ومديرة مكتبة وتتوسطهم أطباق الطعمية الساخنة !! أما (خالد حلمى) المذيع السابق بالإذاعة المصرية - البرنامج الأوروبى - فحصل على إجازة بدون مرتب وهاجر للخارج وتزوج أوروبية، عاد بعدها ليؤسس وكالة (راديو وان) الإعلانية فى منطقة المهندسين والذى راهن على دخول سوق الإعلانات من الإذاعة المصرية مستفيدا من كونه مذيعا سابقا وعلاقاته بمسئولى الإذاعة المصرية وتوسعت أعماله الإعلانية ليكون المحتكر تقريبا لإذاعة راديو مصر وخصوصا فى فترة وجود (ماهر عبدالعزيز) رئيسا لها، ثم يسعى حاليا عن طريق ماهر أيضا لفرض هيمنته الاحتكارية على إذاعات (هيتس) و(ميجا) و(نغم)! بخلاف ذلك تتضاعف أزمة العلاقة المشبوهة والموثقة بالصور إلى ما أشرنا إليه سالفا بخصوص صلاحيات شركة (راديو النيل) فى بيع الترددات الإذاعية والسماح بإطلاق وبيع هذه الترددات للقطاع الخاص بهدف إنشاء إذاعات خاصة وخطورة ذلك الأمر على الأمن القومى المصرى! فبعد الحرب الأهلية فى لبنان كان أن هدات المدافع لتنطلق إذاعات أهلية تعبر عن كل فصيل وتيار سياسى ودينى هناك كانت سببا فى انقسام المجتمع وتفتته فى ظاهرة عرفت عالميا وعربيا ب «لبننة الإعلام» وهو أخشى ما أخشاه أن تقع مصر فى نفس الفخ، والأغرب أن يكون هذا الأمر مر مرور الكرام أمام الجهات السيادية والأمنية وتسمح بحدوث ذلك فى المستقبل القريب! ما بين «ماهر عبدالعزيز» و«خالد حلمى» ميثاق غليظ وحبل سرى ممدود من الشبهات تحتاج تحقيقا رقابيا عاجلا هو تلك العلاقة، فالمفترض أن يكون «ماهر» على مساحة واحدة من كل الوكالات الإعلانية، أما أن يكشف وجهه السافر لهذا الحد فيضع كثيرًا من علامات الاستفهام حول هذا الرجل وطريقة تصعيده غير المبررة وعلاقته بالسفارة التونسية، والأخطر ما يشاع عن علاقته برئيس الوزراء إبراهيم محلب!!∎