من بين 83 مؤلفًا للأعمال الدرامية الرمضانية قفز اسم د.مدحت العدل مؤلف مسلسل «حارة اليهود» من أول حلقة بعد أن وضعه البعض فى لوحة «تنشين» بحجة وجود أخطاء تاريخية، وأيضًا ترويج لاتهامات من الصعب توجيهها لمؤلف بحجم وقيمة «مدحت العدل» صاحب المواقف الوطنية سواء فى أعماله الدرامية أو فى أشعاره. «روزاليوسف» توجهت إلى مؤلف «حارة اليهود» لتضعه وجهًا لوجه أمام سيل الانتقادات التى وجهت له وكعادته رد على كل الانتقادات وأعلن ترحيبه بالمزيد على خط المواجهة. ∎كيف جاءتك فكرة مسلسل حارة اليهود؟ - لدى تلك الفكرة منذ 6 سنوات، وكان بداخلى رغبة فى تغطية فترات من التاريخ المصرى لم تغط تاريخيًا، ففى مسلسل «محمود المصرى» من 1970 إلى 1974 وتلك الفترة التى ظهرت فيها الجماعات الإسلامية، وفى أثناء كتابتى لهذا المسلسل كان لدى فكرة كتابة مسلسل عن اليهود المصريين فى الفترة من 1948 إلى 1954 ولكن حينما قامت ثورة 25 يناير قررت كتابة مسلسل «الشوارع الخلفية» حتى يصل للمشاهد حقيقة أن مصر مرت بالعديد من التظاهرات ولكن لم يتم تسليط الأضواء عليها تاريخياً، وعند حكم الإخوان المسلمين قررت عمل مسلسل «الداعية». ∎ هل للمسلسل توجه سياسى تريد إيصاله للجمهور؟ - لا يوجد هدف أو توجه سياسى للمسلسل فأنا لست سياسيًا، ولا أكتب سواء الأفكار التى تجذبنى لكتابتها وأقوم بإنتاجها فالهدف من المسلسل توجيه المصريين لكونهم كانوا فى إحدى الفترات يتقبلون الآخر مهما كانت ديانته أو لونه أو جنسه خلاف ما يحدث اليوم بمصر من انقسامات وانشقاقات وعدم تقبل من يختلف معى فى الرأى، ويصدر للعالم كله أن المصريين لم يضطهدوا أحد ويتقبلون الآخر طالما كان مسالمًا حتى ولو كان غير مسلم ولا نتقبله إن لم يكن مسالمًا، فكيف أقبل داعشيًا لكونه مسلمًا ولا أقبل مسيحيا مع كونه مسالمًا، فذلك هو الدافع الذى دفعنى لكتابة المسلسل. ∎ هناك نقد للمسلسل أنه يوجد مبالغة فى تقديم الشخصية اليهودية كأنه طيب أو ملاك؟ - بكل الأديان يوجد من هو حسن السير ومن هو سيئ السير وأنا أردت أن أوضح أن الأخلاق بتلك الفترة كانت لا تستند على ديانة الشخص ولكن كان هناك من هو يتمتع بخلق حسن رغم اعتناقه الديانة اليهودية، فمثلاً ليلى مراد كانت يهودية ومع ذلك كانت تتمتع بشعبية كبيرة، ولكنا تعودنا فى أعمالنا الدرامية على أن نظهر اليهودى بشكل سيئ فهو إما أخنف أو له «قتب» فأنا أردت أن أقدم اليهودى الإنسان بالمسلسل بشكل محايد، وبالحلقات القادمة سوف أظهر العنصرية التى بين اليهود أنفسهم مع بعضهم البعض، فأنا أرصد واقعًا ولا أرسم شكلاً تقليديًا، فالمشكلة هنا مع الناس ولكن ليس مع الجمهور الذى تقبل المسلسل حتى حقق أعلى نسبة مشاهدة، فالحكم على المسلسل قبل استكمال حلقاته خطأ كبير، فبعد انتهاء حلقاته من حقهم أن يعقدوا معى أحاديث ومؤتمرات ويقدم لى الجميع تساؤلاتهم وسوف أجيب على جميع الأسئلة التى توجه لى، فأنا لا ألزم أحدًا بما أقدمه فأنا أقدم وجهة نظرى بداخل عمل درامى. ∎ وما تعليقك على إشادة إسرائيل وسعادتهم به وهذا ما أغضب قطاعًا كبير من الجمهور؟ - هذا أمر لا يزعجنى رغم أنى أفرق بين الإسرائيليين واليهود، فهتلر كان مسيحيًا ولا يستطيع أحد أو يقول إن كل المسيحيين نازيون، فنحن كمسلمين يوجد منا معتدل ومتشدد ومتطرف، فوضع الجميع فى نفس السلة خطأ لا يجب أن يقع فيه أى عاقل، فالفرق بين اليهودى والصهيونى ظهر بالمسلسل حينما علقت منه شلبى على الصهاينة بكونهم يهودًا ولكن ليس مثل اليهود المسالمين الذين لا يريدون أن يعتدوا على أحد فكل الصهاينة يهود ولكن ليست كل اليهود صهاينة. ∎ كيف تفسر هجوم بعض وسائل الإعلام المصرية على المسلسل؟ - وسائل الإعلام المصرية رحبت بالمسلسل بأول حلقتين ولكن بعدهما تلقيت هجومًا عنيفًا رغم أنهم لم يستكملوا العمل الفنى بالكامل حتى يستطيعوا الحكم عليه فقد تم تهديدى برفع قضية دولية على من جانب وسائل الإعلام الإسرائيلية لو هاجم المسلسل إسرائيل وكان ردى أنه يجب مشاهدة المسلسل بالكامل حتى يستطيع أى شخص الحكم عليه، وهناك من هاجمنى لمجرد أن ظهر فلسطينى خائن بالمسلسل، رغم أن الأحداث سوف تظهر أن ذلك الفلسطينى ليس خائنًا وأنه يلعب على إسرائيل وسوف يهرب الضابط المصرى «على» من السجن. ∎ هل قامت المخابرات المصرية بتزويدك بمعلومات؟ - تمت مراجعة المسلسل من جانبهم والقوات المسلحة علقت على بعض الأحداث وقمنا بتعديلها فى العمل درامى، ولكنى راعيت الأمن القومى المصرى أثناء كتابته لأنه هو الأهم. ∎ هل تمت مراجعة العمل من الناحية التاريخية؟ - بالطبع فهناك مراجعة تاريخية وهناك مراجعة يهودية أيضا. ∎ هناك من ينتقد المسلسل لكونه يخفف العداء تجاه إسرائيل بينما يركز على العداء للإخوان؟ - أنا أتحدث عن وقائع هى مثل حدوث تفجيرات بتلك الفترة، وبأحداث المسلسل لم اتهم الإخوان بعمل تلك التفجيرات، ولكنى أوضحت أن تلك التفجيرات صنعتها إسرائيل لتهجير الشباب اليهودى من مصر إليها. ∎ صرحت بأن المسلسل يقدم العنصرية اليهودية ؟ - بالطبع ولكنى أفرق بين اليهودى والصهيونى، فالرئيس السيسى نفسه قال: لا تقل ديانتك ولكن قل أنا مصرى فالعلاقة بين العبد وربه علاقة تخص الشخص بمفرده فما علاقتى كمسلم بكيفية عبادة أى شخص لربه طالما هو شخص مسالم معى ولا يعتدى على سواء بإلقاء مولوتوف أو بالذبح، فطالما الشخص الذى أمامى لا يصنع ذلك فعلاقته بربه علاقة تخصه ولا دخل لى بها، وقد ذكرت بالمسلسل ذلك مرارا، أننى لست ضد اليهودية فهى دين سماوى ولكنى ضد الصهيونية وضد إسرائيل. ∎ بعض المؤرخين انتقدوا المسلسل بأنه مغالطة تاريخية فلم يظهر حارة اليهود بأنها يوجد بها أكثر من 16 حارة بداخلها؟ - أنا أقدم نموذجًا لحارة اليهود، فهل تتخيلين أننى أقوم بإنتاج مسلسل بتكلفة 30 مليون جنيه دون التأكد من جميع الأحداث التاريخية به ودون أن يكون لدى وعى كامل بحياة اليهود بتلك الفترة، وقد شهد لى أحد اليهود الموجودين بحارة اليهود بأننى غطيت جميع الأحداث التى كانت تحدث بتلك الفترة لليهود ووضعت اسمه على تتر المسلسل، فكل التفاصيل عن اليهود حقيقية وأنا لا أقوم بعمل مسلسل تسجيلى عن حارة اليهود، ولكنه مسلسل درامى من تأليفى فلو وجد خيال بالمسلسل فأنا الذى قمت بصناعته، ولا يحق لأحد أن يجبرنى على تغيير أو حذف خيالى فى مسلسل قمت بتأليفه. ∎ من ضمن الهجوم على المسلسل أنه يظهر بيوت الدعارة ؟ - المسلسل يتحدث عن الواقع بتلك الفترة فقد كان يوجد بمصر بيوت دعارة وبلطجية ويجب توضيح تلك الأمور. ∎ المسلسل أثار غضب الشيوعيين بعد أن تم الخلط بين عصابة الصهيونية والشيوعيين المصريين بأحد مشاهد المسلسل؟ - المسلسل تحدث عن بنت تعمل فى شيكوريل، فحينما سألها والدها عن حال أخيها كان ردها أنه يتعامل مع شيوعيين اعتقادا منها أنه لا يوجد عصابات صهيونية بمصر، فما الأمر الذى يؤدى لغضب الشيوعيين المصريين فى ذلك، فأنا أتحدث عن ثقافة أحد اليهود المصريين بمصر فقط. ∎ كيف ترى تقرير الجزيرة الذى شن الهجوم على المسلسل وذكر فيه أنه يتماشى مع سياسة النظام الحالى على حد قولهم بأنه لا يعادى إسرائيل؟ - تعليقى أنه يجب أن يتحدث عن ذلك الأمر أى قناة غير الجزيرة، فالجزيرة هى حضن إسرائيل، فقطر عبارة عن قاعدة أمريكية كبيرة ليس إلا، فأنا كمدحت العدل أكبر من أن أرد على قطر. ∎ تعليقك على عدم إذاعة مسلسل حارة اليهود على أحد القنوات القطرية؟ - هم بعد ما قاموا بشرائه ثم اكتشفوا أنه يهاجم الإخوان المسلمين قرروا عدم إذاعته.∎