فى توقيت واحد تحالف العرى والابتذال فى كليبين غنائيين وطرحا بمناسبة أعياد الربيع للراقصة «برديس» والمغنية «هيفاء وهبى» فى مباراة استعرضتا بطريقتهما الخاصة مفاتنهما تحت شعار: «التدنى والخلاعة» مذهبى. الأولى ارتكبت «جناية» فنية بسوء استخدام أغنية يا واد يا تقيل التى قدمها عمالقة الغناء والتمثيل سعاد حسنى وكمال الطويل وصلاح جاهين فى منتصف السبعينيات، أما الثانية للمغنية «هيفاء» التى أدمنت الابتزاز البصرى بأغنية تدعى فيها دخول بوابة العالمية بدون ملابس داخلية. «هيفاء» قدمت أغنية تحمل عنوان «Breathing you in» (أنت فى النفس) بفريق عمل مستورد تبدو فيها وهى تغزو الفضاء بفتوحات جنسية تستعرض فيها وبإلحاح مفاتنها وبملابس مبتذلة وخارجة ليس لها مكان سوى فى غرف النوم المغلقة وهى الرسالة والملخص من الأغنية التى أهدرت مضمونها الخيالى والفلسفى بالإغراق فى تحريك الغرائز والشهوات أكثر من زلزلة المشاعر ودغدغة الأحاسيس وهما ميزان الغناء وبوصلته كما تعلمنا من فطاحل وعمالقة الغناء فى تاريخنا العربى العريق.. المغنية التى أدمنت «سكة» الغرائز والجاذبية الخليعة رغم كلمات الأغنية التى تتحدث عن الحب فى قواميس المشاعر. «هيفاء» اللبنانية الجنسية والمصرية فى دفتر أحوال الشهرة يبدو أنها قد اختارت طريقها بعناية بعد دراما طلاقها من رجل الأعمال المصرى «أحمد أبوهشيمة» ومن وقتها تقدم نفسها كآلة للإغراء، تمارس الحرية وفقا لوجهة نظرها بعد تمردها على قيود الزوجية، حيث سبق لها قبل تقديم هذا الكليب الفضائى «العالمى» أن أثارت الجدل فى إحدى حلقات برنامج ستار أكاديمى وبملابس لا تختلف كثيرا عما ظهرت به فى الكليب، سبقه «الديكالتيك» الذى أحدثته بعد فيلم حلاوة روح ويبدو أن ما سبق ما هو إلا بروفات للكليب الغريب الذى قدمته تحت شعار العالمية الوهمية، وبالتوازى مع كليب هيفاء أطلقت الراقصة برديس كليب أغنية «يا واد يا تقيل» وهى إحدى روائع الثلاثى العملاق جاهين والطويل وسعاد فى غفلة الجمعيات المسئولة عن حقوق الأداء العلنى ونقابة الموسيقيين، لكن على طريقتها الخاصة.. والكارثة أن الراقصة المغمورة استعانت بموزعين للأغنية يدعيان «شيبسى» و«مزيكا» ويبدو أنهما متخصصان فى الواجبات الغنائية السريعة لتقدم الأغنية بأداء خليع وبأطقم «غيارات» داخلية شوهت المعنى الدرامى للأغنية التى كانت أيقونة الغناء الخفيف واللغة الراقية والتعبير الناعم لسندريللا الشاشة الراحلة. برديس انهالت على الأغنية بفاصل من الابتذال والرخص وبحركات مسفة ورقيعة لا تخلو من الإيحاءات الخارجة وبأوضاع «مخجلة» تفوقت فيها على أداء عوالم شارع محمد على فى خدش الحياء العام لتطعن الحرية والإبداع فى مقتل. الكارثة الأعظم بعد وصلات الخلاعة والإيماءات المتدنية هو قيام الراقصة المغمورة التى اقتحمت الغناء فى غيبوبة نقابة الموسيقين بالتباهى بأنها هى منتجة الكليب وإنه ومن «شقا جبينها» بكتابة اسم مدير أعمالها وأرقام تليفونه فى نهاية الفضحية لمن يرغب للتواصل معها واستغلال مواهبها الغنائية الاستعراضية فى واقعة ربما تكون الأولى فى تاريخ الأغنيات المصورة والهدف ليس فقط فى «بطن» الأغنية إنما فى مشهد النهاية لمن يفهم.. أما التعليقات التى خرجت فى إحدى صفحاتها «بفيس بوك» فى أبلغ رد على لغة التدنى، حيث انهالت عليها اللعنات والسباب من المترددين على حسابها الشخصى، لكن لا حياء لمن تنادى. «هيفا» و«برديس» قدمتا وصلة رخيصة فى أعياد الربيع التى طالما انتظرها عشاق الغناء العربى للارتقاء بلغة المشاعر والأحاسيس من خلال عمالقة الغناء عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة ووردة وشادية أصحاب التاريخ الذى يشوهه عبدة الغرائز.∎