استيقظت محافظة الجيزة على عدة تفجيرات فى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضى حيث استهدفت الجماعة الإرهابية فروع شركات الاتصالات ومطعم كنتاكى وقسم شرطة الوراق وكان ذلك ردا على احتفال مديرية أمن الجيزة بقدامى الضباط فى يوم الوفاء، حيث استقبل اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة قيادات سابقة فى وزارة الدخلية فى يوم الوفاء. فى السابعة صباحا من ذلك اليوم اكتشف ضباط قسم شرطة الوراق وجود جسم غريب بجوار باب القسم، وعلى الفور تم إخطار اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة وتم استدعاء العقيد إبراهيم حسين مفتش المفرقعات وفرضت أجهزة الأمن بالجيزة كردوناً أمنياً حول القنبلة، وأثناء انتظار قوات الدفاع الدمنى لتفكيك القنبلة قام الإرهابى بتفجيرها ليسقط 3 مصابين من وزارة الداخلية وسط بركة من الدماء. علمت «روزاليوسف» من مصادر أمنية أن التحريات الأمنية أكدت أن الإرهابى الذى فجر القنبلة كان بالقرب منها، وعندما فرضت مباحث قطاع الشمال بالجيزة بإشراف اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة طوقا أمنيا وبدأت فى فحص الأشخاص المتواجدين فى محيط القنبلة اضطر الإرهابى للهروب خوفا من إلقاء القبض عليه، وبالتالى قرر تفجير القنبلة حتى لا يتمكن خبراء المفرقعات من تفكيكها عندما يبتعد عن مكان القنبلة ولا يستطيع تفجيرها. فيما انتقل على الفور ضباط قطاع الأمن الوطنى بالجيزة وصعدوا إلى غرفة التحكم وتحفظوا على كاميرات المراقبة تمهيدا لتفريغها للوصول للإرهابى الذى وضع القنبلة أمام القسم وفحص قطاع الأمن الوطنى محيط قسم شرطة الوراق وتبين وجود ثغرة أمنية، حيث تواجد عدد كبير من السيارات بجوار القسم لمواطنين وضباط شرطة مما أدى إلى وضع قنبلة بجوار القسم، حيث تبين أن هذه السيارات تحجب الرؤية فى محيط القسم. كما استهدفت الجماعة الإرهابية فروع شركات الاتصالات بالمهندسين ووضعت قنابل موقوتة أمامها فى «كراتين» قديمة ولأن ذلك حدث فى الصباح فكان عمال النظافة يستعدون لتنظيف محيط هذه الفروع، وعندما شاهدوا هذه الكراتين اقتربوا منها فانفجرت فيهم وتسببت فى إصابتهم إصابات بالغة. فروع شركة الاتصالات تحطمت تماما وتم فرض كردون أمنى حول الانفجارات للبحث عن قنابل أخرى تستهدف المواطنين، وبالفعل تم اكتشاف قنبلتين فى محيط التفجير، وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أن القنابل التى انفجرت فى شارعى جامعة الدول العربية والسودان كانت موضوعة فى «كراتين قديمة» وعمال النظافة تسرعوا وحاولوا العبث بها، فانفجرت إحداهما وأصابت بعض العمال بإصابات خطيرة. فى نفس توقيت الانفجارات فى الصباح استهدفت الجماعة أيضا مطعم كنتاكى، حيث قام إرهابيان يستقلان دراجة بخارية بإلقاء قنبلة عند المطعم وفرا هاربين، مما أدى إلى تحطيم واجهة المحل وإصابة أكثر من شخص، وانتقلت على الفور قيادات قطاع الشمال إلى مكان الواقعة وقام ضباط المتفجرات بتمشيط محيط المكان الذى انفجرت فيه القنبلة وتم العثور أيضا على قنبلة أخرى وتم تفكيكها. وفحص ضباط أمن الدولة مكان الانفجار واصطحبوا شهود عيان كانوا متواجدين بمحيط انفجار المطعم وأدلوا بأوصاف الإرهابيين الذين ألقوا القنبلة على المطعم مما أدى إلى إصابة 3 واستشهاد شخص، وأكد الشهود لضباط الإدارة العامة للأمن الوطنى بالجيزة أن اثنين كانا يستقلان دراجة بخارية حمراء اللوان ألقيا العبوة الناسفة أثناء سير الدراجة، وأضافوا أن أحدهما يرتدى جاكت «بنى اللون» والآخر ملثم. فيما تكثف مديرية أمن الجيزة من التواجد الشرطى فى الميادين العامة والمنشآت الحكومية. كشفت وزارة الداخلية عن وجود مخطط للجماعة الإرهابية لتفجير أقسام الشرطة فى محافظة الجيزة والأماكن العامة حيث حددت الإرهابية أماكن لضربها فى توقيت واحد وإنهاك الأمن واستغلال انشغاله فى دائرة قسم معينة، ثم التفجير فى مكان آخر حيوى فى هذه الدائرة نفسها وهو ما حدث أمام قسم شرطة الوراق، حيث انفجرت القنبلة وفى نفس التوقيت أخطرت غرفة عمليات النجدة قيادات أمن الجيزة بأن هناك تفجيراً آخر فى محل كنتاكى وهو ما صعب الأمور واستعانت قيادات المديرية بضباط المفرقعات التى تم تقسيمها إلى 5 مجموعات لفحص محيط البلاغات وتعامل اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة بحنكة أمنية مميزة، فأصدر قراراً بضرورة التشديد الأمنى حول أقسام الشرطة وتزويدها بفرق الإرهاب ومكافحة الشغب والأسلحة الثقيلة، وذلك بعد أن تبين أن خطة الإرهابية تفجير أكثر من مكان فى توقيت واحد، حيث نقلت غرفة العمليات أكثر من بلاغ فى توقيت واحد، وكان قصد الجماعة الإرهابية تشتيت الأمن تمهيدا لارتكاب أعمال إرهابية أكثر دموية وحصد أرواح لضباط الشرطة وقياداتها ولكن مع انتشار العربات المدرعة فى شوارع الجيزة وتكثيف التواجد الأمنى والفرق المقاتلة التى تجوب شوارع الجيزة أحبطت انفجارات أخرى كانت الجماعة الإرهابية قد حددتها فى وقت سابق. وعلمت «روزاليوسف» أن اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة اجتمع بقيادات المديرية لوضع خطة أمنية محكمة لإحباط أى مخطط إرهابى وطالب الدالى فى اجتماعه بتوخى الحذر والتركيز الشديد لأن أى تقصير ولو بسيط قد يتسبب فى استشهاد مواطنين وتم وضع خطة أمنية جديدة خاصة لمواجهة تظاهرات الجماعة. فيما رفع قطاع الأمن الوطنى تقريراً مهماً إلى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أكد فيه أن الجماعة الإرهابية تحاول بشتى الطرق إفساد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ بأى وسيلة وأنها تريد إنهاك قوات الشرطة فى عدة انفجارات فى توقيت واحد وهو ما حدث فى محافظة الجيزة بالفعل، وأضاف التقرير الذى أشرف عليه اللواء خالد ثروت مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطنى أن الإرهاب سوف يستهدف الشركات العالمية فى الدولة وسيحاول زرع قنابل حولها، وبالتالى يتم تداول الانفجارات فى الإعلام الغربى مما يعطى انطباعاً سلبياً لرجال الأعمال وشركاتهم العالمية عن الاستثمار فى مصر، مما يهدد المؤتمر الاقتصادى بدعوى عدم مقدرة الدولة على حماية الشركات العالمية. وحذر التقرير أيضا من أن ميليشيات الإرهابية سوف تستغل هذه التفجيرات التى سبق وجندتها مخابرات دول لإسقاط الدولة اقتصاديا وتسويقها عالميا وتحذير المستثمرين من المناخ الاقتصادى لمصر. وقد طالب التقرير بضرورة حماية فروع الشركات العالمية فى جميع المجالات وأن الإرهاب سوف يستهدف جميع الشركات الاقتصادية لمستثمرين عرب وأجانب فى الفترة القادمة لإفشال المؤتمر الاقتصادى أيضا. وكانت آخر فقرة فى تقرير الأمن الوطنى أن الجماعة الإرهابية تريد خنق مصر اقتصاديا بعد وقوف الشعب المصرى ضدها فى التظاهرات ورفضه فكرة المصالحة ولو من بعيد، وأضاف التقرير أن خنق البلاد اقتصاديا مع الوقت سوف يخلق تربة خصبة لجذب فئات من الشعب إليهم مرة أخرى بدعوى أنه لم يحدث تغير فى عهد الرئيس السيسى وأن البلاد فى تدهور مستمر وأن قطاعاً عريضاَ لا يستطيع تدبير قوت يومه، وبالتالى يببدأ الشعب فى الخروج مرة أخرى، مما يعطى للجماعة الإرهابية فرصة ذهبية لإسقاط البلاد مرة أخرى فى حالة من الفوضى بعد استغلال فئات معينة تشتكى من سوء الأحوال الاقتصادية. فيما علمت «روزاليوسف» أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم شدد على جميع مدراء الأمن بضرورة تكثيف التواجد الأمنى وفرض الحراسة المشددة على البنوك والشركات العالمية والتعامل بالذخيرة الحية لإحباط أى مخطط إرهابى.∎