فى سابقة هى الأولى من نوعها يدرس الجيش البريطانى تجنيد المزيد من الجنود من الأقليات العرقية فى البلاد، ومن بينها المسلمون، خاصة بعد أن كشفت آخر إحصائيات عن أنهم يمثلون أقل من 1٪ من إجمالى عدد الجيش. وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الجيش البريطانى يبحث طرق تجنيد عدد من المسلمين، لأن نسبتهم بالجيش تبلغ نحو نصف بالمائة بينما نسبتهم من إجمالى السكان نحو 4,5٪. وأوضحت الصحيفة أن الجيش يشعر بالقلق أيضا بأن المجموعات العرقية الأخرى فى البلاد ليست ممثلة بشكل كاف، مشيرة إلى أنه سيتم زيادة عمليات التجنيد بين كل مجموعة، ويبلغ عدد المسلمين فى الجيش 480 جنديا من بين القوة الإجمالية التى تبلغ 88 ألفًا. وترجع الصحيفة سبب الإحجام عن الانضمام للجيش بين المسلمين جزئيا إلى تورط بريطانيا فى النزاعات فى العراقوأفغانستان، والتى أدت إلى تصورات سلبية عن الجيش البريطانى باعتباره يعادى المجتمعات الإسلامية. ويرى التقرير أن الجيش قلق من أن السود والآسيويين والإثنيات الأخرى ليس لها تمثيل كافٍ فى الجيش. ويوضح التقرير أن الجيش حاول التفاعل مع المجتمعات «المسلمة» فى برادفورد وبيرنلى، حيث تصل نسبة المسلمين فيهما إلى 25٪ و10٪ من عدد السكان. ويضيف أن هناك نحو 9119 عنصرا فى الجيش أصولهم من السود والآسيويين والأقليات الإثنية، مع أن هذا العدد يشكل 10٪ من الجيش، إلا أن معظم هؤلاء انضموا من بلدان الكومونولث وليس من المملكة المتحدة. وأضاف التقرير أن «جميع الأقليات العرقية، بما فى ذلك السود والمنحدرين من آسيا والسيخ والهندوس وشعب فيجى، يشكلون أقل من 10٪ من قوة الجيش البريطانى». ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال السير نيكولاس كارتر قوله: «تجنيدنا للسود والآسيويين والأقليات الإثنية تحسن خلال السنوات، ولكن لم يصل إلى المستوى الذى يجب أن يكون، وعلينا فعل المزيد». وتشير الصحيفة إلى رأى أكبر مسئول مسلم فى الجيش، وهو المستشار الدينى للجيش البريطانى الإمام عاصم حافظ، المستشار الإسلامى لرئيس الأركان، حيث يقول: إن التنوع هو أحد عناصر قوة المملكة المتحدة، وهذا يدل على حسن تفهم الجيش للثقافات المختلفة، مما يساعدهم فى حالات الانتشار. وأضاف: «فى نظرى أن قيم القوات المسلحة منسجمة مع الإسلام والأديان الأخرى». مؤكدًا أن «الجنود المسلمين فى الجيش البريطانى يلعبون دورا مهما فى حماية المملكة المتحدة». وأطلقت وزارة الدفاع البريطانية منذ أشهر منتدى المسلمين فى القوات المسلحة هو الأول من نوعه فى البلاد لتعزيز الشراكة بين مسلمى بريطانيا والقوات المسلحة. وكانت الصحف البريطانية أشارت إلى أن الخدمة فى الجيش البريطانى من قبل المسلمين ليست جديدة، وأن عشرات الآلاف منهم قاتلوا وقتلوا منذ أيام امبراطورية الراج فى الهند. ويذكر أن بريطانيا تعد أول بلد غير مسلم شارك فى مسابقة الأمير «سلطان» الدولية السابعة لحفظ القرآن للعسكريين عام 2013 بجنديين من وحدات الجيش. وأبرزت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية تقريرًا حول آخر الإحصاءات يفيد أنه بين كل عشرة أطفال دون سن الرابعة يوجد طفل مسلم فى إنجلترا وويلز؛ وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن هذه الأرقام تنبئ بتغيير فى أعداد ممارسى العبادة بالبلاد فى الجيل القادم، حيث إن عدد ممارسى الشعائر الإسلامية سيتجاوز قريبا نظيره المسيحى من الممارسين الفعليين فى البلاد. ورصدت الصحيفة ما أظهرته الإحصائيات من أنه فى عام 2011 كان عدد الأطفال دون الرابعة 5,3 مليون طفل بينهم 320 ألف مسلم، وأن تعداد المسلمين فى العام نفسه بكل من إنجلترا وويلز بلغ 6,1 مليون مسلم أى نسبة 3٪ من السكان، ليبلغ تعداد المسلمين فى بريطانيا كلها 7,2 مليون نسبة 8,4٪ من السكان. ونقلت الديلى ميل عن ديفيد كولمان، أستاذ علم السكان بجامعة أكسفورد قوله: «هذا الرقم مذهل بالتأكيد؛ فقد شهدنا موجات كبرى من هجرة المسلمين لمدة طويلة». ونوهت الصحيفة إلى استمرار هجرة المسلمين من باكستان وبنجلاديش والهند بالإضافة إلى القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن معدلات مواليد المسلمين من أصول باكستانية وبنجالية لا تزال مرتفعة إلى حد ما رغم انخفاضها العام. وأشارت إلى أن عدد مدارس المسلمين فى بريطانيا بلغ 136 مدرسة منها 125 فى القطاع الخاص، كما أن البلاد تحتوى على 1600 مسجد، وأن أول مهرجان للطعام الحلال أقيم فى سبتمبر الماضى، مشيرة إلى امتلاك المسلمين للمحال التجارية، فى الوقت الذى اختفت فيه الحانات والنوادى. ونقلت عن الشيخ إبراهيم موجرا، الأمين العام المساعد لمجلس مسلمى بريطانيا، القول: «إن تنامى عدد صغار الأطفال المسلمين فى بريطانيا إنما يعكس ثقة آبائهم فى البلاد التى شجعتهم على تكوين عائلات»، ودعا البريطانيين إلى عدم القلق من هذه الزيادة العددية. وبالرغم من المطلب البريطانى الذى يعد غريبا اليوم من تجنيد المزيد من المسلمين فى الجيش البريطانى تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية: إن المسلمين فى المملكة المتحدة يعانون من تمييز وعنصرية، واعتبرت أن المسلمين يواجهون أسوأ موجة تمييز فى العمل من بين جميع الأقليات فى بريطانيا، وذلك وفقا لدراسة حديثة كشفت أن فرصهم فى الحصول على العمل أو وظيفة إدارية قد انخفضت. وأضافت أن نسبة التحاق الرجال المسلمين بأى نوع من الوظائف تنخفض إلى 76 ٪ بالمقارنة مع المسيحيين البريطانيين البيض الذكور من نفس الفئة العمرية وبنفس المؤهلات. بينما تنخفض نسبة النساء المسلمات إلى ما يصل إلى 65٪ من نظرائهن المسيحيات البيض، وإن المسلمين هم الأكثر حرمانا من حيث فرص العمل من أصل 14 من التجمعات العرقية والدينية فى المملكة، حيث وجد كل من الباحث الدكتور نبيل خطاب والأستاذ رون جونستون باستخدام بيانات مسح أجراه مكتب إحصاءات القوى العاملة الوطنية شمل أكثر من نصف مليون شخص. أفاد أن لون البشرة يسبب اختلافا بسيطا فى الأرقام. وقال الدكتور نبيل خطاب، من جامعة بريستون: إن الوضع من المرجح أنه ينبع من وضع المسلمين بشكل عام فى أدنى طبقة داخل النظام العنصرى أو العرقى والثقافى فى البلاد بسبب تنامى الإسلاموفوبيا والعداء ضدهم. وأضاف «ينظر إلى المسلمين على أنهم خونة وباعتبارهم تهديدا بدلا من مجرد أقلية محرومة. وفى هذا المناخ، سوف يتجنب العديد من أرباب العمل توظيف المسلمين المؤهلين، خاصة إذا كان هناك آخرون من جماعاتهم أو غيرهم من جماعات أقل تهديدا ممن يمكنهم شغل هذه الوظائف». وأوضح الدكتور خطاب أن العقوبات لكونك مسلما ازدادت سوءا عند التقدم إلى الوظائف الإدارية أو المهنية الأعلى أجرا؛ وإذا استمر هذا الوضع، فمن الممكن أن تكون له آثار طويلة الأجل على التماسك العرقى، والمجتمع متعدد الثقافات فى المملكة. استبعاد الأفراد السود والمسلمين المؤهلين تأهيلا جيدا يمكن أن يقوض استعدادهم للاندماج فى المجتمع الأوسع. وبالنسبة للنساء، انخفضت نسبة الباكستانيات المسلمات ومن الجماعات «الإسلامية الأخرى» اللاتى يلتحقن بوظائف بنسبة 65٪ بينما انخفضت النسبة لدى المسلمات الهنود لتصل إلى 55٪، والبنجلاديشيات إلى 51 ٪ والمسلمات البيض إلى 43٪، بينما انخفضت نسبة الرجال والنساء البريطانيين الملحدين الملتحقين بوظائف على التوالى إلى 20 و 25٪ من المسيحيين. أما المسيحيون السود من أصول البحر الكاريبى كانت نسبتهم 54٪، والمجموعة العرقية الدينية الوحيدة التى كانت أوضاعها المهنية أفضل من المسيحيين البيض هم البريطانيون اليهود، حيث تزيد نسبة توظيف النساء والرجال إلى 29 و 15٪ على التوالى. ووجد الباحثون أن 23٪ و27 ٪ فقط من مواطنى بنجلادش وباكستان المسلمين، على التوالى، حصلوا على وظيفة بأجر. وكانت نسبة اليهود البريطانيين البيض الأعلى ب64 ٪ فى وظائف بأجر، يليهم الهندوس الهنود والبيض المسيحيون الأيرلنديون بنسبة 53 و51٪ على التوالى. بينما بلغت نسبة المسيحيين البريطانيين البيض والبريطانيين البيض الملحدين والمسيحيين والسود الأفارقة جميعا فوق 40٪، وهو ما يجعلنا نتساءل اليوم: لماذا هذا التغيير؛ وهل تنوى بريطانيا الدخول فى حرب جديدة غير أفغانستانوالعراق وتريد الاستفادة بشكل أو بآخر من وجود مسلمين كثر فى جيشها؟∎