لا تدخر تركيا جهدا فى خدمة الجماعة الإرهابية ومعاداة الدولة المصرية وضد أمنها القومى، وطوال الأسبوع الماضى كان القمر الصناعى التركى «جوك تورك 1» المخصص للتجسس والاستطلاع، موجودا فى سماء مصر، يتجسس على التحركات العسكرية المصرية ويلتقط صورا من جميع أنحاء الجمهورية ويرسلها إلى تركيا التى يرسلها بدورها إلى قطر التى تبلغها للجماعة الإرهابية. وفقا لمجلة ديفينس الإلكترونية اليونانية التى تهتم بالشئون العسكرية فإن نظام القمر الصناعى جوك تورك -1 وتكلفته 270 مليون يورو يستهدف جمع معلومات استخباراتية وصور عالية الدقة لجغرافية ممتَدة من أوروبا إلى القوقاز والشرق الأوسط، لتعزيز موقف تركيا فى مجال مكافحة نشاط منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية، والسيطرة على الغابات، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية وبيانات الخرائط الجغرافية لتلبية احتياجات كثيرة في المجالات المدنية، إلا أن تركيا استخدمته منذ العام الماضى، وعزل مرسى فى التجسس على مصر فى كل بقعة بها خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وتقوم بالتقاط صور عالية الدقة من خلاله وإبلاغها إلى الجماعة الإرهابية من خلال قطر. والقمر الأكثر تطورا «جوك تورك 1» هدفه جمع معلومات استخباراتية، وردا على إطلاق إسرائيل لقمر «أوفيك 10» ووفقا لصحيفة «ستار» التركية فقد تم تصنيعه محليا بمساعدة شركة إيطالية؛ وقد تم إطلاق القمر نهاية عام 2014 ، بعدها تم اختبار قدراته التجسسية خلال 2015 خاصة قدرته على التقاط الصور بدقة عالية، وبعدها تم تسليم القمر إلى قيادة القوات الجوية التركية. ويتميز القمر بقدرته على تصوير أية بقعة أرضية تريدها وبدقة عالية؛ ويتم استخدام القمر لغرض الاتصالات الدولية كونه مزودًا بإنترنت فضائى. وستتمكن تركيا من خلال هذا القمر من تعقب الأشخاص الذين يشكلون تهديدا لأمنها القومى فى جميع دول المنطقة، وستقوى قدراتها الاستخباراتية فى تلك الدول من خلال التجسس عليها؛ وكانت إسرائيل قد هددت تركيا بأنها سترد على أية محاولات تجسس على أراضيها. تقول صحيفة تركيا بوست أنه فى نوفمبر الماضى أكملت تركيا بناء مركز دمج واختبار الأقمار الصناعية، وهو الأول من نوعه فى البلاد، بتنفيذ شركة «توساش» التركية للصناعات الجوية والفضائية؛ وقامت مستشارية الصناعات الدفاعية وشركة «توركسات» المساهمة بتسديد التكلفة الاستثمارية للمركز. والمركز تمت إقامته على أرض مساحتها ثلاثة آلاف و800 متر مربع، وتجرى فيه الوقت ذاته، عمليات تركيب ودمج واختبار أكثر من قمر صناعى تبلغ كتلته حتى خمسة أطنان. وقد أجرى المركز فى أول نشاط له؛ الاختبارات المتقدمة للقمر الصناعى التركى «جوك تورك -1»، أعقبها إرسال القمر إلى ساحة الإطلاق، كما ينوى المسئولون عن المركز توفير الخدمات لمشاريع الفضاء الدولية أيضا. وتجري اختبارات الأقمار الصناعية فى المركز فى غرفة معزولة عن المحيط الخارجى؛ من أجل تحديد التفاعلات الكهرومغناطيسية التى يمكن أن تحدث، والتحقق من عمل المعدات الموجودة على القمر الصناعى بانسجام مع بعضها البعض. وتصبح الأقمار الصناعية جاهزة لإرسالها إلى مركز الإطلاق؛ فقط بعد أن تجتاز الاختبارات البيئية والوظيفية، التي تخضع لها فى المركز. ومنذ عام 2011 حين أعلنت تركيا عن بداية تصنيع قمر التجسس ظهرت بوَادر أزمة جديدة بين تركيا وإسرائيل على خلفية رفض إسرائيل بيع قطع غيار للشركة المصنِعة للقمر الصناعى التركى، إلا بعد الحصول على ضمان بعدم جمعه معلومات من إسرائيل. وكانت تركيا قد اتَفقت مع شركة «تليسبازيو» الإيطالية على تصنيع القمر بعد فوزها فى المناقصة الخاصة بتصنيعه، والتى كانت قد شاركت فيها شركة «آى. إيه. آى» الإسرائيلية فى عام 9002، وخسرتها بسبب اشتراطها عدم قيام القمر التركى بأية أعمال استكشافية فوق إسرائيل. والشركة الإيطالية التى بدأت تصنيع القمر فى عام 2011 وجدت نفسها مضطرة لأن تطرق باب إسرائيل للحصول على بعض قطع الكاميرات الحساسة ''إلكتروبوتيك'' التى تستخدم لجمع المعلومات، والتى تعَدّ إسرائيل أفضل من يقوم بتصنيعها فى العالم. وأشارَت إلى أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على بيع هذه القطع الإستراتيجية بشرطٍ واحدٍ، وهو ألا يقوم القمر التركى بالتحليق فوق إسرائيل، ودفع هذا الشرط الشركة الإيطالية إلى موقف صعب وحرج للغاية، بالإضافة إلى أنه سبب انزعاجًا كبيرا للجانب التركى. ولكن بسبب ذلك لم يتم الانتهاء من مشروع القمر التركى فى الموعد الذى كان مخططا له، وهو عام ,2013 وقد تم الانتهاء منه فى العام الماضى فقط 2014 بالرغم أن قمر جوك ترك 2 الذى تم تصنيعه محليا فى تركيا انطلق فى عام 2012 أى قبل جوك ترك 1 بعامين بسبب تلك المشكلة مع إسرائيل وهو يعتبر أول قمر تجسس تركى محلى الصنع وقد تم إطلاقه من محطة فضائية فى الصين. والقمر «جوك تورك 2» الذى أنتج فى تركيا ليكون أول قمر تجسس محلى الصنع، أطلق بنجاح من محطة جيوكوان الفضائية فى الصين؛ وقد تم وضع القمر فى المدار على ارتفاع 686 كيلومترًا عن الأرض. ومول مجلس الأبحاث العلمية والتقنية التركية (توبيتاك) وشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية القمر وهو من إنتاجهما المشترك، وتستخدم القوات المسلحة التركية الصور التى يلتقطها وكذلك المؤسسات الأخرى التى تحتاج إلى صور الأقمار الصناعية لأغراض الزراعة والنقل والتنمية الحضرية بالإضافة أيضا إلى التقاط الصور حول العالم والتجسس. ويبلغ وزن القمر الذى تم اختباره فى فرنسا 450 كيلوجراما، وجميع البرامج وأنظمة الكومبيوتر في القمر مصنعة بالكامل فى تركيا، كما أطلقت تركيا فى أغسطس ,2011 أول قمر صناعي محلى للاتصالات أطلقت عليه اسم «رصد» من قاعدة «ياستى» الروسية عند الحدود الكازاخستانية على متن الصاروخ الحامل «دنيبر». ويواصل القمر الصناعى التركى المحلى للرصد والاستطلاع «جوك تورك- 2» أعمال رصد الأرض. وقد التقط القمر «جوك تورك- 2» 4800 صورة خلال عامين وتم الاتصال بهذا القمر الذى كان قد أطلق إلى الفضاء فى الثامن عشر من ديسمبر ,2012 ودار حول الأرض 4 آلاف مرة من قبل قيادة الاستطلاع الفضائى التابعة لقيادة القوات الجوية التركية. والصور التى التقطها القمر شملت أرضا بمساحة 9 ملايين و 850 ألف كيلومترًا مربعًا. ويكمل القمر التركي «جوك تورك- 2» دورانه حول الأرض خلال 98 دقيقة، وهو بذلك قد دار حول الأرض ل10 آلاف مرة خلال عامين مماجعل الصور التى قام بالتقاطها كنزا من المعلومات الاستخباراتية لتركيا عن كل الدول التى مر عليها خلال العامين. وتستطيع بذلك تركيا التقاط صور واضحة لكل مايحدث فى مصر والدول التى تدخل أقمارها مداراتها ويتم استخدامها بشكل استخباراتى يخدم الجماعة الإرهابية وأعوانها من خلال قطر.∎