«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أيقونة» الذكرى الرابعة

«شيماء الصباغ».. لم تعد مجرد فتاة اغتالتها أيدى الغدر لمجرد حملها باقة ورود أرادت أن تضعها على النصب التذكارى لشهداء 25 يناير لتأبينهم فى الذكرى الرابعة للثورة، بل هى اسم كل ما تردد يكشف مدى الخزى والعار الذى أصبحنا فيه، يكشف مدى الوحشية التى أصبحت تطال حتى من يمسك الورود فى وسط العاصمة، ولم تعد تفرق بين من يلقى «المولوتوف» ويحرق، وبين من يهتف، وكل ذلك يتم تحت شعار «مكافحة الإرهاب»، لن يفلح نظام يحاول أن يساوم الشعب المصرى من جديد بين الحرية والأمن، والعصا والجزرة، لن يفلح أبدا.
الشهيدة «شيماء الصباغ» هى الأم والبنت الإسكندرانية لجدعة النشيطة اليسارية الطامحة فى الحق والدفاع عن الفقراء والعمال، هى الوردة التى لم تكتمل بعد وقطفت لتدفن فى مقابر القمع الأمنى الذى أرادته الشرطة المصرية للمواطنين، نزلت لتودع شهداء فأصبحت شهيدة، تاركة ابنها «بلال»، وتاركة معه مجتمعاً بأكمله لن يستطيع يوما النظر فى عين ابنها والإجابة عن سؤال واحد «لماذا قتلت أمى»؟؟!! لأن الرد وقتها سيكون صعبا لأنها كانت تحمل ورداً!!
قالت ماجدة سليمان- صحفية بالأهرام الاقتصادى- إنها صديقة الشهيدة شيماء الصباغ منذ أكثر من 15 عاما، عندما كانت طالبة فى المعهد العالى للسياحة والفنادق، ومن يومها شيماء هى البنت الجدعة النشيطة الثورية، المحبة للعلم والتغيير فى كل وقت، فهى لم تكتف بدراسة الفندقة بل انتهت من دراستها لدبلومة النقد الفنى من أكاديمية الفنون لتستكمل الماجيستير فى التراث الشعبى، فهى شاعرة أيضا.
وأضافت: إن علاقة الشهيدة بدأت بالسياسة من قبل ثورة 25 يناير حيث كانت مهتمة دائما بمساندة العمال المفصولين من جراء سياسات الخصخصة بالشركات والمصانع بالإسكندرية، وكانت تدعمهم وتساندهم فى الوقفات والاعتصامات الاحتجاجية، وهو ما جعل المناضل وائل توفيق يقنعها بالانضمام لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى لتكون من القيادات الشابة المؤسسة للحزب، لأنه كان يريد استغلال نشاطها وطاقتها فى عمل حزبى منظم.
وأشارت إلى أن حزب التحالف اختارها لتكون مسئول أمانة العمل الجماهيرى بالإسكندرية وليست تلك الأمانات التقليدية التى تعطى للنساء فى الأحزاب كالمرأة، ولأنها فتاة ذكية وشخصية قيادية وتمثل كادرا جماهيريا فعالاً.
وأكدت أن شيماء نموذج للبنت اليسارية المحترمة وليست تلك الصورة التى يتم تشويه اليسار بها وبناته بأنهن مثل علياء المهدى يفهمن الحرية وكأنها انحلال، فالشهيدة كانت تعانى من جزع فى يدها اليمنى جراء ضربها لمتحرش حاول التطاول اللفظى ومعاكستها وهى فى الإسكندرية، فردت عليه بالضرب فهى بنت بمائة راجل، وهذه شهادتى أمام الله، فهى بنت إسكندرية الجدعة الشقية.
وأوضحت سليمان أن العمل السياسى لم يكن وحده جمع صداقتها بالصباغ بل العلاقات الإنسانية والأسرية، حيث كانت تترك شيماء ابنها الصغير بلال «خمس سنوات» برفقتها ورعايتها أثناء سفرها القاهرة سواء للدراسة والتحضير للماجيستير بأكاديمية الفنون أو اجتماعاتها مع الحزب، معربة أن قبل يوم قتلها، اتصلت بها وحاولت إقناعها بالسفر إلى القاهرة للمشاركة فى المسيرة السلمية، إلا أنها رفضت.
حاولت إقناع شيماء مرات عديدة بعدم السفر والعدول على فكرة النزول فى مسيرة حتى ولو سلمية فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلد، وأن النزول خطر وغير مضمون العواقب، خاصة مع محاولات الإخوان ورغبتهم فى اقتناص أى فرصة للتجمعات والمظاهرات، إلا أن شيماء أقنعتنى أنها مسيرة رمزية سوف يشارك بها قيادات وشباب الحزب فقط وسوف تكون من مقر الحزب بوسط البلد إلى ميدان التحرير لتأبين الشهداء ووضع أكاليل الورود، إلا أننى لم أقتنع، ورفضت السفر معها، ومن ثم أصرت على ترك ابنها بلال معى، وهى ليست المرة الوحيدة، وأحضرت الطفل فى 11 مساء من يوم 23 يناير، وأحضرت غيارات للطفل وتركته، وبلال دائما ما يكون سعيداً بالحضور للعب مع ابنتى الصغيرة علياء.
وقالت صديقة الشهيدة وهى تبكى، «حاولت إقناعها بعدم السفر ولكن إرادة الله، حاولت إقناعها كثيرا بالانتباه لفنها ودراستها ورسالة الماجيستير، إلا أنها ردت بجملة لن أنساها وهى «اللى يبعد عن الكيان التنظيمى الحزبى بيصدى»، فليصبر الله والدتها المكلومة التى لازالت تعانى الحزن بعد وفاة الأب منذ شهور، ولم يعد لها سوى الأخت الصغرى لشيماء وهى شاهندة فقط، فهما بنتان فقط وليس لديهما إخوة ذكور كما ادعت بعض الفضائيات.
وأضافت أن الابن مازال يوجد بمنزلها ترعاه حفاظا منها على حالته النفسية، فلا يمكن الانتقال للعيش الآن مع جدته، نظرا للحزن والهلع الشديدين اللذين يعيشان فيه بعد مقتل الصباغ، مناشدة الزوج وأسرة شيماء بترك «بلال» لتتولى تربيته إلى أن يكبر، فهى تعتبره ابنها وكانت شيماء تعلم ذلك جيدا، معربة أن شيماء أصبحت «أيقونة لثورة جديدة»، ولكن فى ظل أجواء محبطة مليئة باليأس عادت بها الداخلية لممارسات أفظع من قبل ثورة يناير وفى ظل عدم تعاطف الشارع مع الثوار، وهو ما أوجع الكثيرين بعد مقتلها من الهجوم عليها وعلى نزولها واتهامها بالخيانة والعمالة، وعودة مقولة «إيه اللى وداها هناك.. إيه اللى نزلها هناك.. إيه أهمية أكاليل الورد ؟؟!!!.
أما سوسن نجيب- صديقة الزميلة فى أمانة العمل الجماهيرى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى- فتقول: إن شيماء صديقة المدرسة الإعدادى حيث كنا معا فى مدرسة الزهراء الإعدادية بنات بمحرم بك، ومن يومها وشيماء كانت قائداً بفريق الكشافة تقوم بتحية العلم كل صباح، أحبها الطالبات فى ذلك الوقت، لنشاطها وحماسها وشقاوتها كانت «فرقع لوز المدرسة»، إلى أن جمعت الظروف بينهما لينضما معا بحزب التحالف بعد ثورة يناير.
أضافت: أن الشهيدة كانت مؤمنة بالقضايا العمالية ولا تنسى يوم تضامنها مع اعتصام شركة «الفايبر» بمنطقة النهضة بالإسكندرية خلال الأسابيع الماضية فى ذروة الموجة الثلجية العاصفة التى ضربت الإسكندرية، حيث كان لديها إصرار شديد للنزول والذهاب للعمال والتضامن معهم، فى وقت كان الرجال مختبئين فى المنازل من شدة البرد، وبالفعل ذهبت وكانت معرضة للقبض عليها من المخابرات الحربية فى ذلك اليوم الذى قررت فض الاعتصام، إلا أنها قالت «فليقبضوا علىّ مثل العمال، إحنا أصحاب قضية واحدة ومش هنتخلى عنهم».
وأعربت عن صدمتها من رد فعل الداخلية على مسيرة سلمية لا يزيد عدد أفردها على 20 شخصًا، تحمل الورود وليس الأسلحة، تهتف بالحق والعيش والحرية، ويطلق عليها الرصاص وتقتل شيماء، وتساءلت ما إذا كان نظام ما بعد 30 يونيو جاء ليقضى على شباب ثورة يناير وليس الإخوان فقط، يقضى على كل من يطالب بالتغيير والحرية والديمقراطية، مشيرة إلى أنها لا تتوقع محاكمة الضابط المسئول عن قتل شيماء، فسيتم الإفراج عنه مثل مبارك وعشرات الضباط المتهمين فى قتل المتظاهرين منذ 25 يناير، مؤكدة أن حزب التحالف هو اشتراكى ضد الدولة البوليسية القمعية والدولة الدينية الفاشية.
ووجهت نجيب لوماً وعتاباً على كل من تطاول على الشهيدة واتهم من نزلوا المسيرة بأنهم لا يشعرون بأن البلد تحارب الإرهاب، وأنهم ممولون ومدفوعون للنزول لتخريب البلد، قائلة «شيماء مواطنة من ملايين المواطنين التى دفعت ثمن جرأتها ووقوفها ضد الظلم وفضحها للفساد، فهى كانت تعمل بالقرية الذكية حتى اندلاع الثورة، ونظرا لفضحها للفساد ونشرها للفيديوهات والحقائق، تم فصلها من العمل ومن وقتها وتعيش ظروفاً مادية قاسية وبدون عمل، إلا أنها مع ذلك لم تيأس ولم تتخل عن العمال أو الفئات المهمشة طوال حياتها.
يقاطعها صلاح الديب- منسق حزب التحالف بالإسكندرية- أن الشهيدة كانت من أنشط القيادات العاملة فى مجال الدفاع عن حقوق العمال بالإسكندرية، باعتراف كل الأحزاب والقوى الثورية، فهى كانت لا تكل ولا تمل النزول والمتابعة للاحتجاجات والاعتصامات، وكانت جنديًا مجهولا دائما تعمل فى صمت دون شو إعلامى أو بروباجندا دعائية، فعندما كنا نطلب منها التسجيل مع الإعلام ترفض وتقول «الناس هما الأحق بالحديث والظهور أنا معملتش حاجة».
أضاف الديب: أنها كانت حريصة على العمل الحزبى الميدانى والالتحام بالجماهير وليس العمل الحزبى المكتبى، فهى كانت تجلس مع الأهالى فى المناطق الشعبية المحرومة بالإسكندرية وخاصة السيدات لتستمع إلى شكواهن فى قرب وود، وكان آخرها زيارتها لمنطقة «دنا» بمحطة الرمل وهى منطقة عشوائية محرومة.
وكان أحد المواقف الإنسانية لشيماء هو أنها كانت تقسم لقمتها فى الأشهر الأخيرة مع عائلة فقيرة تقطن هذه المنطقة وتعيش فى ضنك مدقع، تعاطفت معهم وتبنتهم، مشيرا إلى أن زيارة أمانة الحزب للمنطقة كانت كل ثلاثاء، وكان يمثل يوم فرح وخير على هذه الأسرة التى أولتها شيماء رعاية خاصة لظروف السيدة المعيلة بها، مضيفا أنه تلقى اتصالاً أول ثلاثاء بعد مقتلها، من السيدة التى ترعاها لتسأل عن تغيب وتأخر شيماء وما أن عرفت بخبر وفاتها انهارت فى البكاء والصراخ.
ووجه الديب كلامه لكل المشككين والمهاجمين للفتاة الرقيقة الثورية، التى لم تحمل فى المسيرة سوى الورد ليكون سببا فى مقتلها، قائلا «إنها قبل سفرها للقاهرة كانت تنصح كل شباب الحزب بعدم التهور والاندفاع فى المسيرة وعدم الخروج عن النظام بهتافات معادية أو استفزازية للجماهير أو الجيش، فكانت تقنعهم بأن رسالة المسيرة فقط تأبين شهداء يناير والمطالبة بالقصاص لهم، مشيرًا إلى أنها صاحبة اختيار يوم 24 يناير بدلا من ,25 لأنها كانت ترفض استغلال الاخوان للمسيرة وأن يحسب الإخوان على حزب التحالف.
حيث قالت شيماء «إحنا اللى أسقطنا الإخوان فى 30 يونيو، ومش معقول نعطيهم الفرصة لينقضوا على ذكرى يناير ويستغلوا مسيرتنا»، وضح الديب أن هذا يدل على وعيها السياسى ونقائها الثورى ورغبتها فى تحويل المسيرة إلى لافتة منظمة وخالية من تواجد الإخوان المسلمين.
وطالب الديب من يريد إعادة حق شيماء ويقوم بتكريمها فعليه أن يستمر فى دعم نضال العمال وإعادة حقوق الفقراء.
ويقول حسن يوسف - صديق شيماء - إنه يعرف شيماء منذ ثورة يناير وأيام الاعتصام، مؤكدا أنها كانت خير مسئول لأمانة العمل الجماهيرى بحزب التحالف، فهى تمتلك قدرة على التاثير فى الآخرين والإنصات بشدة لحقوقهم ودعم مطالبهم، مشيرًا إلى أنه لن ينسى نزولها إلى حى الزبالين للقاء مع النساء والأطفال العاملين فى مجال جمع القمامة وتوعيتهم بحقوقهم ورصد المشكلات التى تواجههم وتأكيدها أهمية توفير الرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الأسر.
ووجه يوسف اللوم لكل المهاجمين لشيماء والذين اتهموها بالأخونة، معربا أن شيماء كانت تدعم حركة تمرد وكانت تشجع الأهالى بالإسكندرية للتوقيع عليها، ودعوة الجماهير للنزول فى 30 يونيو ، موضحا أن الشهيدة كانت ترى أن «الإخوان المسلمين» سرقوا ثورة يناير، وأضاعوا جميع المكاسب التى حققها الشعب المصرى من بعد الثورة، من حرية الرأى والتعبير والتعددية السياسية.
أضاف يوسف: أن شيماء كانت ترى أن الشارع هو الحل، وأن الشعب لابد أن يتعلم ويتم تنمية وعيه السياسى ليعرف جيدًا حقوقه، مشيرًا إلى أن يوم براءة مبارك كانت تبكى وتتذكر الثوار الذين ماتوا وضاعت دماؤهم، وكانت تسخر وسط الحزن قائلة «ناقص مرسى يطلع براءة عشان تكمل المسرحية».
وأكد أن شيماء هى «أيقونة» لثورة جديدة ولكن الضغط الأمنى والشعبى لن يسمح بأى فرصة للاحتجاج والتعبير على الرأى، فالجميع رصد ردود فعل المواطنين التى هاجمت الحزب وشيماء ولم تدن من قتلها، ورأى أن الخطأ مزودج من الحزب والداخلية فى نفس الوقت، ولكن لا يمكن أن يكون النزول بمسيرة سلمية الرد عليه بالقتل بالرصاص.
أشار إلى أن آخر نقاش دار مع الشهيدة قالت له: «هنتجمع تانى بس لما حد فينا يقع» فى إشارة لها على أن الثورة مستمرة وأن الصمت الآن مجرد مرحلة، مضيفا فى حزن «ولكن شيماء لم تكن تعرف أنها هى التى وقعت هذه المرة»!
قال حسام نصر - أول شخص حاول إنقاذها بعد سقوطها على الأرض - لم نكن نتوقع أن يكون رد الداخلية بهذا العنف والوحشية على مسيرة لم يتجاوز عددها 20 فردًا ويوجد بها أكثر من 12 عضواً من قيادات الحزب وسنهم فوق 60 عاما، أى أنهم سلميون 100٪، ولانعلم كيف تتعامل الداخلية مع حزب رسمى كان يجلس القائم بأعماله الدكتور مدحت الزاهد مع رئيس الجمهورية منذ أسبوعين فى اجتماع الأحزاب، فحزب التحالف كان مدعما ل30 يونيو وخارطة الطريق، فهل يكون الرد على حزب سياسى يمارس حقه الدستورى فى النزول السلمى بالشارع بضرب الرصاص.
وأضاف فى حزن وهم أنه يتذكر الآن كلام شيماء فى القطار وهم قادمون إلى القاهرة وهى تقول بضحك «نحن الآن عددنا 4 أفراد، وسوف ينزل معنا من القاهرة 4 آخرين ونصبح 8 أشخاص فى المسيرة، بمجرد جوز مخبرين يلموا المسيرة فى دقايق».
وقال لم تكن تعلم شيماء أن المخبرين مش هيلموا المسيرة، ولكن الرصاص اللى هيقتلها، معربًا عن حزنه من التعامل الأمنى الذى لم يقدر حرمة الموت وهو يحملها بعد سقوطها على الأرض بعدما وجه ضابط التأمين بميدان طلعت حرب الخرطوش عليهم، بل قام أمناء الشرطة بملاحقتهم والقبض عليه وأجبروه على تركها من يده.
وأضاف أن الشهيدة لم تهتف «يسقط حكم العسكر» كما ادعى المهاجمون، بل كانت حريصة على التنبيه على شباب الحزب بعدم التهور، وأن يكون الهتاف واحداً فقط «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، وكانت تدرك جيدًا معنى أن الثورة ليست تخريباً أو تهوراً وكانت تقنع الشباب بذلك.
وتذكر أن آخر مرة رأى فيها ابنها بلال قبل السفر، وهو يحتضن أمه وكان يتوسل لها بألا تسافر، فهى كانت تمثل كل حاجة له.∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.