يأتى الاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام متزامنا مع ميلاد خير خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وتتزين شوارع مصر وميادينها بأشجار الكريسماس وبابا نويل وتمتلئ الأسواق والمحلات بحلاوة المولد وعروسة المولد، تتلاقى فرحة أعياد الميلاد مع فرحة المولد النبوى، نشاهد كثيرا من المسلمين يشترون عرائس بابا نويل لأطفالهم ويحرصون على شراء الشجرة المزينة بالأنوار، وفى الوقت نفسه نجد مسيحيين يشترون حلاوة المولد مشاركة منهم لإخوانهم المسلمين فرحتهم، وهناك تجار مسلمون يبيعون فى محلاتهم شجر الكريسماس وبابا نويل، بينما يبيع تجار مسيحيون حلاوة المولد. هذه المظاهر الاحتفالية التى نشهدها فى شوارع مصر نتيجة تزامن العيدين شىء طبيعى يتميز به المصريون ورسالة لترابط وتماسك وتآخى المسلمين والمسيحيين فى مصر. إن أغلب أعياد المسلمين والمسيحيين ومناسباتهم الدينية يحتفل بها الجميع فى مشهد للتآخى والترابط كثيرا ما يثير دعاة التشدد والراغبين فى زعزعة استقرار مصر ووحدتها واحتفال الجميع بالعيدين هذا العام فى مكان واحد ووقت واحد وعلى قلب رجل واحد، دون تمييز أو فرقة لأكبر رد على هؤلاء وعلى المتاجرين بالفتاوى المضللة. وأتمنى أن يعطى اجتماع هاتين المناسبتين للمصريين قوة ودفعة للمستقبل لتحقيق أمنياتهم وأحلامهم التى لم تتحقق فى العام الماضى. وأتمنى أن يكون العام الجديد عام خير وبركة تنعم فيه مصر بالأمن والأمان وتحقق آمال وطموحات الشعب المصرى خلال العام الجديد.∎