وجه الشعب القبطى فى مصر بعض الملاحظات حول تصريحات البابا تواضروس، والتى أشاد فيها ببراءة حسنى مبارك، وذكر أن الأقباط نعموا فى عهده بالأمان بينما لا تمحو الذاكرة نحو 167 حادثًا طائفيًا حدثت فى عهده ضد الأقباط، أبشعها ما وقع بالكشح وصنبو وأبو قرقاص، فى الوقت الذى لم يستبعد فيه البابا عودة الإخوان للحياة السياسية تحت شروط، كما تهاون فى حقوق شهداء ماسبيرو والتى أشارت أصابع الاتهام إلى مرتكبيها من قبل، وهذا ما دفع بعض الأقباط بتوجيه رسالتين مليئة باللوم الذى يحمل معنى «بائع الدم». تشير الرسالة الأولى التى كتبتها الحقوقية فيفيان مجدى وهى خطيبة شهيد ماسبيرو «مايكل أسعد» قائلة: رأيت حوارًا للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حوارًا به كل مبادئ الشفافية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التى نادينا بها منذ سنوات، وهو ما أهلّ البابا لهذا المنصب، ومع ذلك سأخلع عنى ثوب القارئة الفصيحة، فقد اندفعت دموعى وأنا أتنقل بين سطوره، فلاحظت أن هناك أسئلة ليست من شأن البابا وحده ومع ذلك أجاب عنها وربما كان ذلك من باب الفضفضة، وأنا إنسانة «خاطئة» أدرك عيوبى وأعمل على تصحيحها كما دعانى الإنجيل، وربما تكون الحسنة الوحيدة فى حياتى وأعطتنى إيمانًا بنفسى وأن الله يحبنى هو أن سمح لى أن أحمل جسد شهيد بيدى ليموت وأقله إلى المستشفى القبطى لنقله إلى ضريح كنيسة الملاك ميخائيل بالسادس من أكتوبر، آليت على نفسى أمام الله أن أنشر شهادتى عن مقتل الشهيد فى كل مكان، ومع هذه المأساة عندما سأله المحاور عن رأيه عن براءة مبارك، أجاب: مع أنه ليس سياسيًا ولا قاضيًا- فقال ما معناه يكفيه 4 سنوات بالسجن مع كبر سنه»، بينما هناك حقيقة هى أن هناك مسيحيين قبض عليهم وأودعوا السجون وهم أكبر سنًا ولم يتحرك البابا والذين أحسنوا تربية أبنائهم وعدد كبير منهم يحتاج كفالة لخروجهم من أجل أسرهم فقتل الآلاف من الأقباط فى أيام الثورة وعلى مدار 4 سنوات لم يجد صدى. ولكن الشىء الذى يثير كثيرًا من الجدل هى تلك الدماء التى لصقت بكفى لمدة أسبوعين لشهيد الوطن «مايكل أسعد» وغيره من الشهداء فهى ليست دماء خراف، فالبابا رد على سؤال عمن المسئول عن هذه المذبحة برغم إشارة المحاور له بأنه ربما المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوى كانت كلماته «لا تعرف من الفاعل» تثير الجدل إذ من المعروف أن قداسة البابا لم يكن فى مصر وقتها، وكانت المدرعات تدهس المتظاهرين الأطهار، فيما حدث هذا قبل تعيين قداسته فهل تبيع دماء شهدائنا.. ألا تسمع صراخ أم الشهيد فى هذه الواقعة، فأنت تدرك من القاتل وتحاول الحفاظ على وجه الكنيسة وعلاقتها بالدولة حتى على حساب دماء الشهداء. أما الرسالة الثانية التى جاءتنا وهى آية من الكتاب المقدس بدون توقيع وتقول (مبرر المذنب ومذنِّب البرىء كلاهما مكرهة أمام الرب)، وهى تتناول صمت البابا تجاه ما يحدث فى الكنيسة القبطية مؤخرا جعل الكثير من الصامتين، والذين لا يحبذون التدخل الإعلامى أن يخرجوا عن صمتهم صارخين من هول هذا التردى، خاصة فى المعركة الكلامية غير الوقورة المستمرة من أكثر من شهر بين الأنبا بيشوى والأب مكارى يونان، الأمر الذى جعل العالم اللاهوتى والمدرس بالإكليريكية الدكتور جوزيف سعد دكتوراة فى فلسفة الأديان وأستاذ اللاهوت الكرازى أن يكتب هذه الرسالة الصارخة للبابا تواضروس، وجاء فيها: أيها الأب البطريرك المكرم البابا تواضروس الثانى: مكتوب «لْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ» (عب 10 : 24) إن التحريض الذى يقوم به بعض الأساقفة ضد أبنائهم الكهنة للتخلص منهم بعمل روابط تدعى حماية الإيمان والدفاع عنه ومجموعة من شباب صغير السن يقومون بإهانة كهنة أبنائهم بحسب الجسد أكبر سناً من هؤلاء الشباب الذين يسبونهم و يشتمونهم على صفحات الفيس بوك والجرائد أمر لا يليق بكنيسة الله.. فعندما ابتدأ هؤلاء الآباء الكهنة خدمتهم المباركة المشهود لها لم يكن هؤلاء الشباب قد ولدوا، فعيب أن يحدث هذا فى عهدكم.. كيف تسمح يا قداسة البابا بالتحريض وإهانة رجال حملوا على عاتقهم مشعل التنوير والتجديد بالكنيسة!! كيف تسمح بأن ما يحدث خارج الكنيسة من تسجيلات وأعمال تشبه أعمال المخابرات أن يتسرب بهذه الصورة إلى الكنيسة!! كيف نُهين أشخاصا لهم دورهم البناء والمؤثر فى تاريخ الكنيسة، وأن تكون نهاية أيامهم وحياتهم وهم طاعنون فى السن أن يُهانوا ويذلوا بهذه الصورة، عيب أن يحدث هذا ويكون سبب عثرة للكنيسة كلها.. أيها الأب البطريرك أين أنت؟! أين أنت مما يحدث فى المقطم؟! أين أنت مما يحدث لأبونا مكارى يونان؟ هل أنت راض كل الرضا عن هذا؟ أم أنك لا تعلم بما يحدث وهنا تكون الطامة الكبرى؟ فإن وجد خطأ من هؤلاء الآباء اجلس معهم فهم أبناؤك.. وإن كانت أخطاء لاهوتية أو عقدية قم بتأديبهم بحسب الأبوة الروحية الكنسية، وليس بهذه المهاترات على الفيس بوك، إن كانوا أخطأوا فلتواجههم بأخطائهم بدل التشهير، وإن لم يكن فلماذا كل هذا؟ احذر فالانفجار قريب، غبطة البابا تقول كلمة الله «اصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَىْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِىِّ يُشْفَى» (عب 12 : 13) فلكى لا يعتسف الناس العرجاء مثلى المتعبون فى حياتهم الروحية والغلابة، اصنع مسالك مستقيمة بدل هذا الاعوجاج الذى يحدث، فهل نشهر بهم ليكون هذا مبرراً لشلحهم.. هل هذا طريق أولاد الله؟ أين أنت أيها البطريرك القاطن بالكاتدرائية بالعباسية.. أعلم أن هذا الكلام سيعرضنى للتشهير مثلهم، لكن ليكن فالدفاع عن الحق أفضل من الصمت على هذه المهاترات ومستعد للمواجهة فليس عندى ما أخسره ، وليس لدى ما أخاف منه أو عليه أتكلم وأناشدكم لأجل اسم السيد المسيح، لئلا ينطبق علينا قول الكتاب «لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ» ( رو 2 : 24) سامحونى على جرأتى فى الكلام معكم فأنا ابنكم د. جوزيف سعد. والمقصود بالمهاترات هنا المعركة التى نشبت بين الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى والقس مكارى يونان راعى الكنيسة المرقسية بالأزبكية، حيث هاجم الأنبا بيشوى الأب مكارى واتهمه باستخدام السحر الأسود والشيطان فى تضليل الناس وإيهامهم بإجراء المعجزات وإخراج الشياطين من الأجساد، ورد عليه الأب مكارى بأنه يحتاج إلى طبيب نفسى، وأنه يقوم بخدمة للرب فلماذا يهاجمه؟! وشهدت الخناقة بينهما فيديوهات يتهاجم فيها الطرفان بأسلوب لا يرقى أبدًا إلى شجار رجال دين. الأمر الذى جعل الأقباط يتساءلون عن سر صمت البابا الذى يتحدث كثيرًا فى السياسة، ويصمت أمام هذه القضية التى تحتاج أن يتكلم ويلزم الشخصيتين بالوقار الروحى بدلاً من استخدام ألفاظ تصل لمستوى «الردح».∎