أرسلت مجموعة من القراصنة الإلكترونيين التى تطلق على نفسها «حراس السلام»، أول تهديد لها إلى شركة «سونى بيكتشرز» فى رسالة أرسلتها يوم الثلاثاء الماضى فى حوالى الساعة 03:9 صباحا، المجموعة أصدرت تحذيرا فيما يبدو أنه متعلق بتسريب الملفات الخاصة بالرئيس التنفيذى لشركة سونى بيكتشرز مايكل لينتون. الرسالة قالت: إننا سوف نظهر بوضوح «كهدايا فى عيد الميلاد» لك، وفى الوقت الذى سيعرض فيه فيلم «المقابلة» كيف سيكون المصير المرير لأولئك الذين يسعون وراء المتعة بالإرهاب. أيضا ذكر القراصنة الناس بأحداث هجمات الحادى عشر من سبتمبر2001 وحثوا الشعب الأمريكى إلى الحفاظ على أنفسهم بعيدا عن الأماكن التى سيعرض بها الفيلم فى ذلك الوقت. وأضاف البيان: «إن العالم سوف يكون فى حالة كاملة من الخوف ومهما يأتى فى الأيام القادمة سيكون بسبب جشع سونى بيكتشرز إنترتينمنت، التى سترى كيف أن العالم سوف ينسحب ويتراجع عنها». سونى لم ترد على الفور على طلب التعليق الذى قدمته مجلة روزاليوسف، كذلك أيضا مكتب التحقيقات الفيدرالى وإدارة شرطة لوس أنجلوس لم يكن لديهم تعليق فورى. عملية قراصنة الإنترنت بدأت الإفراج عن البيانات الحساسة لشركة «سونى بيكتشرز» بعد أن اخترقوا بنجاح جميع الأجهزة الأمنية فى الاستوديو فى 24 نوفمبر الماضى، وقاموا بإصدار مجموعة كبيرة من البيانات بما فى ذلك آلاف الصفحات من رسائل البريد الإلكترونى السرية بين رؤساء الاستوديو، ورواتب كبار المديرين التنفيذيين وأرقام الضمان الاجتماعى لأربعة وسبعين ألفا من الموظفين الحاليين والسابقين بالإضافة لمشاهير مثل سلفستر ستالون والمخرج جاد أباتاو. وتشمل الإصدارات أيضا الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى من الرئيس التنفيذى المشارك فى الاستوديو، «إيمى باسكال». وقد تضمنت بعض التبادلات مع المنتج «سكوت رودين» حول ما إذا كان الرئيس أوباما يفضل الأفلام السوداء مثل «بتلر» و«12 عاما من العبودية». وقد اعتذرت باسكال ورودين لملاحظاتهما العنصرية حول الرئيس أوباما. المسئولون الفيدراليون يأخذون التهديدات على محمل الجد، ويرون أن هناك احتمالا كبيرا ان كوريا الشمالية قد تكون وراء الهجوم وأنه تم الاختراق ردا على فيلم «المقابلة» من إخراج سيث روجن وإيفان جولدبيرج الذى يدور حول محاولة لقتل الديكتاتور الكورى الشمالى، كيم جونج اون. يذكر أنه فى شهر يونية الماضى، طلبت كوريا الشمالية من الحكومة الأمريكية منع عرض الفيلم أو مواجهة «ردا مضادا وحاسما وبلا رحمة» وعبّرت عن استيائها ونددت بالفيلم أكثر من مرة فى السابق فى مناسبات متعددة، كما أنها كتبت رسالة شكوى بخصوصه للرئيس أوباما. وفى بيان أرسل بالبريد الإلكترونى لصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء الماضى لمتحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالية قالت: إن مكتب التحقيقات الفيدرالى على بينة من التهديدات الأخيرة ونواصل العمل بالتعاون مع شركائنا للتحقيق فى الهجوم على شركة «سونى بيكتشرز». العرض الأول للفيلم الذى حضره النجوم فى مسرح فندق «إيس» فى داون تاون مدينة لوس أنجلوس الأسبوع الماضى، كان على مستوى منخفض للغاية، ورفض النجوم التحدث لوسائل الإعلام، ولوحظ وجود أمنى قوى وكثيف، وسط إجراءات أمنية مشددة على الحضور ووسائل الإعلام، وقالت أجهزة الأمن الفيدرالية للصحفيين: إنه لن تكون هناك فرصة للمقابلات على السجادة الحمراء. وفى مقابلة أجريت مع مخرجى الفيلم «سيث روجن» و«إيفان جولدبيرج» قبل أسبوع من القرصنة، قال النجم والمخرج «سيث روجن»: إن أية تداعيات خطيرة ومحتملة من وراء احتجاج وتهديدات كوريا الشمالية على عرض الفيلم، تبدو بعيدة المنال. وقالت جولدبرج «عندما يقولون، سوف نعلن الحرب على هذا الفيلم، كل ذلك، ليس له أى معنى بالنسبة لنا، المهم لنا أن العالم، وشعب كوريا الشمالية سوف يحرصون على رؤية الفيلم». وأضاف «سيث روجن» مازحا: «كل ما فى الأمر أنه مجرد شو بيزنس». ومن المتوقع عرض الفيلم فى دور السينما يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر الجارى ، وحول تأمينات العروض قال «تيد موندوف» الرئيس التنفيذى لشركة لاندمارك المسارح، التى تمتلك شركة سينمات «صن شاين»: سنمضى قدما كما هو مخططنا، فأولا وقبل كل شىء، نحن لن نعلق حول الخطط الأمنية، وسنكون مستعدين بشكل قوى وصحيح لأية حوادث، حتى إذا غيرت سونى رأيها بخصوص العروض، فنحن حتى الآن لم نسمع شيئا محددا من أجهزة الأمن الداخلى أو الفيدرالية» حول إمكانية تأمين العروض، ولا أعرف أن أحدا فى منظمتى لديه علم بذلك. قال منتجو أفلام بوند إنهم علموا منذ بضعة أيام بأن نسخة أولية من سيناريو فيلم بوند الجديد «سبكتر» كانت من بين مواد سرقها ونشرها قراصنة اخترقوا شبكة الحاسوب الخاصة بشركة «سونى بيكتشرز» فى إطار الهجوم الإلكترونى المدمر على شبكة شركة الإنتاج السينمائى. وأضافت شركة إيون للإنتاج التى تنتج سلسلة أفلام جيمس بوند فى بيان «تخشى إيون برودكشنز أن تسعى الأطراف التى حصلت على السيناريو المسروق إلى نشره أو محتواه. محذرة من أن السيناريو يخضع لحماية قوانين حقوق الملكية الفكرية فى المملكة المتحدة». ومن المقرر طرح فيلم «سبكتر» الذى بدأ تصويره هذا الشهر، والذى يؤدى فيه الممثل دانيال كريج دور «العميل 007» فى6 نوفمبر.2015 وتدر سلسلة أفلام بوند ربحا وفيرا على شركة «سونى بيكتشرز». حيث حصد فيلم «سكايفول» آخر أفلام السلسلة 1,1 مليار دولار فى مختلف أنحاء العالم، أى أكثر من إيرادات أى فيلم آخر لبوند. ونفى متحدث باسم سونى أن يكون الهجوم الإلكترونى قد دفع الشركة إلى وقف إنتاج أفلام جديدة، بما فى ذلك فيلم «سبكتر». وقال روبرت لوسون للصحفيين: «إن الإنتاج مستمر رغم تعرضنا لأسوأ هجوم إلكترونى تتعرض له شركة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية». فى نفس الوقت قامت كوريا الشمالية بالإطراء على الهجمة الإلكترونية التى تعرّضت لها سونى فى الرابع والعشرين من نوفمبر واصفة إياها بأنّها «صنيعا مستحقا» من الداعمين والمتعاطفين مع النداء الشمالى للعالم لكفاح عادل ضد الإمبريالية الأمريكية، لكنها لم تعلن مسئوليتها عنه. وقال البيان الذى أطلقته منظمة الأمن الوطنى الشمالى فى كوريا الشمالية «لسنا ندرى أين موقع سونى بيكتشرز فى أمريكا ولا لأى صنيع خاطئ أصبحت هدفا للهجمات، لكن ما نعرفه بوضوح هو أنها الشركة التى كانت ستنتج عملا يحرض على فعل إرهابى وتؤذى كرامة القيادة العليا فى كوريا الشمالية». وأضاف البيان: إن الأعداء المتمثلين بكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدةالأمريكية ربطوا الهجمة الإلكترونية بكوريا الشمالية بدون دليل. «الولاياتالمتحدة يجب أن تعرف أن هناك عددا كبيرا من الداعمين والمتعاطفين مع كوريا الشمالية حول العالم كما هو الحال مع «أبطال العدل» الذين هاجموا سونى بيكتشرز. الأفعال الصحيحة ستصبح أقوى وتدمر الأفعال الشريرة». الخبراء وجدوا تشابها كبيرا بين الكود المستخدم فى اختراق سونى والذى استخدمته كوريا الشمالية العام الماضى فى اختراق بعض الشركات الكورية الجنوبية، لكنهم لايزالون منقسمين تجاه ارتباطها الفعلى بالهجمة. يذكر أن مجموعة محققين استعانت بهم سونى وصفوا الهجمة ب«جريمة مخطط لها بشكل جيد، نفّذتها جماعة منظمة، لم يكن لسونى أو أى شركة أخرى الفرصة للاستعداد التام لها». الهجمة أدت إلى قرصنة خمسة أفلام جديدة من إنتاج سونى، «فيورى» لبراد بيت، «آنى» لكاميرون دياز وجيمى فوكس، «السيد تيرنر» لتيموثى سبيل، «لايزال أليس» بطولة جوليان مور، بالإضافة ل«كتابة الحب بين ذراعيها». أيضا أدت لتسريب أجور ممثلى فيلم «المقابلة» الفيلم الكوميدى المنتظر افتتاحه فى 25 ديسمبر الجارى بطولة سيث روجن وجيمس فرانكو وليزى كابلان، ويدور حول محاولة اغتيال رئيس كوريا الشمالية.∎