تاهت ولقيناها.. ونحن لسنا فى حاجة لإعدام مرسى وعلينا فقط بإطالة المحاكمات.. والرجل أصدر قرارا بالانتحار.. وعلينا أن نساعده على التنفيذ وحتى نتخلص منه نهائيا.. وحتى لا نثير شبهة منظمات المجتمع المدنى وجمعيات حقوق الإنسان العالمية. ومن محاسن الصدف أنه لن ينتحر وحده.. والانتحار جماعى، وسوف تنتحر معه قيادات إخوانية عالية الصوت.. وقد اتخذت قرارا واعيا بالانتحار والتخلص من الدنيا الفانية.! انتحار مرسى ليس بشرب صبغة يود.. أو جرعة دواء زائدة.. وإنما انتحاره بالطعام والفجعة الغذائية الزائدة.. والتقارير الواردة من السجون طازة.. تشير إلى أن مرسى يأكل البط والكباب والجمبرى المشوى بما يساوى 16 ألف جنيه شهريا.. يأكلهم على حساب صاحب المحل.. والفلوس تحول إلى حسابه فى السجن شهريا بواسطة المحامى الذى لا تعرف كيف تحصل على المبلغ.. ومن الواضح أنه من الحسابات السرية للجماعة الإخوانية التى تدرك وتعرف بالصوت والصورة شراهة مرسى للطعام.. وقد ازداد وزنه كثيرا ولا يتوقف أبدا عن وجبات الطعام التى يشتريها على حساب الجماعة من كانتين السجن. أما محمد البلتاجى وصفوت حجازى.. فلا يأكلان سوى اللحم الضانى فوق صوانى الفتة بالخل والثوم.. هما يأكلان بمعدل عشرة كيلو أسبوعيا!!.. أو حوالى كيلو ونصف يوميا.. بما يعنى أنهما سوف يغادران الدنيا الفانية بشهية مفتوحة.. ليعوضا سنوات الفقر والحرمان.. والمثير أنهما يأكلان على حساب الجماعة التى تودع لهما عن طريق المحامى عشرة آلاف جنيه لكل منهما فى حساب كانتين السجن الذى يكسب ذهبا وشهية الرجلين مفتوحة وعال العال.! وفى جميع سجون الدنيا.. فى الشرق والغرب.. السجن تأديب وتهذيب وإصلاح.. إلا عندنا.. السجن للرحرحة والاستمتاع بأطايب الطعام.. والحجة أنه مسجون احتياطيا على ذمة القضية.. يعنى الحبس ليس نهائيا.. وهى حجة خائبة لأن السجن ليس فندقا سياحيا من نظام السبعة نجوم.. وجميع المحبوسين فى جميع سجون الدنيا يخضعون لقواعد قاسية.. يأكلون من طعام السجن الذى يعامل نزلاءه سواسية كأسنان المشط.. لا فضل لسجين احتياطى على سجين أصلى إلا بالالتزام بقواعد الآداب والانضباط داخل السجن.! سجوننا حاجة ثانية.. وبعض الزنازين تفرش بالموكيت وبها تكييف وثلاجات وطاولة لزوم «العادة والمحبوسة».. وكوتشينة لزوم «الكومى والثلاث ورقات».. ولا تنس أن الثلاجات بها ما لذ وطاب من عصائر وحاجة ساقعة لزوم راحة البيه المسجون داخل السجن. وهل نسيت السجن السياحى للملياردير هشام طلعت مصطفى.. وقد سجن فى جناح فندقى معتبر وقد ألحق بالزنزانة غرفة للسكرتير الخصوصى.. يزوره يوميا بحجة إدارة أعماله المتشعبة من خلال الإنترنت والتليفون ولا يكتفون.. بل يستضيفون بعض العملاء والزبائن داخل زنزانته الفخمة.. وقد استعان كانتين السجن بطباخ مخصوص من فندق هشام طلعت مصطفى على النيل.. لزوم تجهيز الولائم والعزومات لضيوفه المساجين.. ولا بأس من حضور البيه الضابط ليكون فى خدمة استقبال البهوات من المساجين! وأقطع ذراعى أن مرسى المعزول يعامل بنفس الأسلوب.. ولا مانع أبدا من أن تمتد الخدمة للشاطر وبديع والولد بواس الأيادى صفوت حجازى عملا بمبدأ المعاملة بالمثل.!
ولا بأس والله.. وقد اختار مرسى ورجاله الانتحار أكلا.. هم لا قضية لهم ولا مبدأ يدافعون عنه.. هم يدركون أنهم فى محطة النهاية.. ولا مانع من قضاء أيامهم الأخيرة حول موائد الطعام العامرة.. وهو تقليد قديم ومتعارف عليه أن يسأل المحكوم عليه بالإعدام عن طلباته الأخيرة قبل الرحيل والمغادرة وقد اختار مرسى وزملاؤه قضاء ما تبقى لهم من أيام بصحبة الكباب والكفتة والجمبرى والفتة بالخل والثوم.∎