فى فندق «رتاج رويال أوتيل» المملوك لرجل أعمال قطرى، الممول الرئيسى لقناة «رابعة» فى إسطنبول، تجمع نحو 50 من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى، وظهيره حزب البناء والتنمية وبوابته الخلفية «جبهة الضمير» يوم الجمعة الماضى لإعلان تدشين ما يسمى بالمجلس الثورى المصرى. الكيان الجديد، الذى أريد به أن يكون بديلا عما يسمى بتحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكرى، ولد ميتا منذ البداية، وجاء بمثابة الرقصة الأخيرة للخيانة على أرض تركيا بتمويل قطرى لنقل فلول الجماعة الإرهابية من أنحاء مختلفة، لاسيما من الدوحةولندن وبعض دول أوروبا التى يحتمى بها فلول الإخوان.
∎ خلافات حادة
وفى مؤتمر صحفى سبقه عدد من ورش العمل التى لم تشهد أى نقاش مثمر أو جاد، وإنما شهدت خلافات شديدة حول الفكرة والهدف وتوزيع المناصب والغنائم، تلا محمد كامل، العضو المؤسس لحركة «مصريون فى الخارج»، بياناً ذكر فيه أن «تأسيس هذا المجلس يمثل دعماً للحراك الميدانى السلمى، وأنه ليس بديلاً عن القيادة الميدانية، بل مؤيد ومساند لخطواتها»، وكالعادة أكد المجتمعون أنهم ليسوا من الإخوان المسلمين، وأن هذا الكيان ليس معبرا عن الجماعة الإرهابية.
قالوا ذلك مع أن من تصدروا المشهد جميعهم من الإخوان المسلمين ومن بينهم وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود، رجل الإيحاءات الجنسية الصريحة على الهواء وفى المؤتمرات الصحفية، والقيادى جمال حشمت، ومحمد الفقى رئيس لجنة الشئون المالية بمجلس الشورى المنحل، والذى خرج فى أول ظهور صريح منذ هروبه إلى إسطنبول، ويبدو أنه وجد ضالته فى هذا الكيان بعد طول بحث، بلا جدوى عن عمل فى إسطنبول.
∎ لسنا إخوان
أما المنسق الأساسى للمؤتمر فهو أحمد يوسف طالب الدراسات العليا بجامعة أنقرة وتلميذ أحمد عبدالعاطى المستشار السابق للمعزول محمد مرسى، والذى كان هاربا من أحكام قضائية فى إسطنبول أيضا قبل عودته بعد أن قفز الإخوان على الثورة والسلطة فى مصر.
ومن أجل أن يحبك الإخوان الكذبة صدروا بعض النساء السافرات، من عضوات ما يسمى بجبهة الضمير فى مقدمة المشهد حتى يقولوا إننا مش إخوان لكننا ثورجية سلميون، رغم حضور القطب الإخوانى عمرو دراج الهارب بالخارج، ووليد شرابى المتحدث باسم ما يسمى بقضاة من أجل مصر، والذى يكشف عن هويته الإخوانية صباح مساء عبر قناتى الجزيرة القطرية والتركية الناطقة بالعربية، إلى جانب قطب العربى الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة فى عهد مجلس شورى أحمد فهمى.
∎ متحدثون وراقصات
وقد عين المجلس المزعوم، والذى شهد خلافات حادة بين الإخوة الأعداء حول شكل المجلس وهويته وقضية التمسك بعودة المعزول مرسى، عددا من المتحدثين الإعلاميين منهم خالد الشريف، ياسر فتحى، هيثم أبو خليل، وأحمد حسن الشرقاوى، الصحفى الذى تم فصله مؤخرا من وكالة أنباء الشرق الأوسط، والذى كان متزوجا من راقصة درجة ثالثة بشارع الهرم قبل أن يطلقها ويتزوج من ناشطة دائمة الظهور على قناة الجزيرة التى لجأ إليها هو أيضا عن طريق الزوجة السبوبة المنتمية لما يسمى بجبهة الضمير.
الشرقاوى، الذى كان زملاؤه فى وكالة أنباء الشرق الأوسط يلقبونه ب«الشر قوى» دخل الوكالة متدربا وفصل منها فى عهد رئيس تحريرها مصطفى نجيب بعد ثبوت واقعة تزويره فى أوراق رسمية، ثم أعاده أحد نواب رئيس التحرير فى ذلك الوقت، وتمكن من خداع رئيس التحرير الأسبق محفوظ الأنصارى ليرسله إلى لندن مراسلا للوكالة، إلى أن أعاده رئيس التحرير الأسبق عبدالله حسن بسبب فشله فى عمله وتحويل مكتب الوكالة إلى بيزنس خاص.
∎ من أجل التمويل
عقد المجلس وورش العمل السابقة عليه، وانفض كغيره من الاجتماعات السابقة التى عقدتها المجموعة نفسها، مع بعض الفروق فى الحضور والغياب، فى إسطنبول دون التوصل إلى شىء، لكن الجميع أكل وشرب فى الفندق الفخم، وقبض أيضا، يعنى بلهجة الشارع المصرى «اتعشت».
ومن أجل تحليل أموال التمويل، أصدر المجتمعون بيانا عرف المجلس بأنه «كيانٌ للقوى والأفرادِ المصريين فى الخارجِ، على اختلافِ اتجاهاتهم السياسيةِ وانتماءاتهم الفكرية، المتمسكينَ بمبادئِ ثورةِ 25 يناير/ كانون الثانى، والعاملينَ على تحقيقِ أهدافها، والمناهضينَ لكلِّ صورِ الفسادِ والاستبدادِ والانقلابِ العسكرىِّ، وما ترتبَ عليهِ، والرافضينَ لتدخلِ المؤسسةِ العسكريةِ فى السياسة، والمؤمنينَ بالشرعيةِ الدستوريةِ، والمتطلعينَ إلى تأسيسِ دولةٍ مدنيةٍ، تعبيراً عن إرادةِ الشعبِ وحريتهِ فى اختيارِ من يحكمه».
وأوضح البيان أن «المجلس سيكرس جهوده فى التحرك الدولى على كل المستويات، خاصة السياسية، والقانونية، والحقوقية، والإعلامية، لحشد الدعم اللازم للثوار فى الشارع، لمقاومة الحكم العسكرى وأساليبه القمعية، والعمل على تفكيك دولة الفساد والاستبداد».
∎ أهداف تحريضية
ومن الأهداف التحريضية، التى تضمنها البيان التأسيسى، والتى تعكس يقين التنظيم الدولى للإخوان المسلمين بمدى الضعف الذى وصل إليه التنظيم الإرهابى فى مصر، الدعوة إلى اصطفاف جميعِ القوى الثوريةِ والشبابيةِ المناهضةِ للانقلابِ ونظامِ الحكمِ العسكرىِّ، وتجاوزُ خلافاتِ الماضى، وبناءُ رؤيةٍ مشتركةٍ للمستقبل، إضافة إلى حشد الدعمِ الدولىِّ لثورةِ يناير، وحقِّ الشعبِ المصرىِّ فى إقامةِ دولةٍ مدنيةٍ دستورية، بحسب البيان.
وفى إشارة صريحة إلى تمويل أعمال العنف والتخريب فى مصر تضمنت الأهداف أيضاً: «تقديم الدعمِ الكاملِ للمقاومة الشعبية، وجميع قوى الثورةِ فى الداخلِ لإسقاطِ الانقلاب والحكمِ العسكرىِّ، وتحقيقِ التحرُّرِ والاستقلالِ الكاملِ للإرادةِ الشعبية، وتحقيقُ أهدافِ ثورةِ يناير، من خلالِ مشروعٍ سياسىٍّ انتقالىٍّ متكامل» بنص البيان.
ويهدف المجلس كذلك، حسب البيان، إلى رسم مسارات تفكيكِ مؤسساتِ الفسادِ، وأركانِ الدولةِ العميقةِ، وإعادةِ بناءِ مؤسساتِ الدولةِ على أسسٍ من الشفافيةِ، وسيادةِ القانون، وبناء دولةِ المواطنةِ، والعدلِ، والحريةِ، والكرامةِ الإنسانية.
وأوضح البيان أن المجلس له مهمات مختلفة من خلال «مكتب سياسى» يقوم على الشئون السياسية، وإدارة الاتصالات والعلاقات الدولية للمجلس، مع جميع الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدنى.
ويضم التحالف الجديد، بحسب البيان، مكتباً قانونياً وحقوقياً، يتولى توثيق وحصر الجرائم والانتهاكات فى ظل الانقلاب العسكرى، والتواصل مع الجهات القانونية والحقوقية لملاحقة من قاموا بهذه الانتهاكات أمام المحاكم الدولية والإقليمية.
∎ الكذب المفضوح
واستمرارا للكذب المفضوح، قال طارق الزمر- رئيس حزب البناء والتنمية المشارك فى الاجتماعات التى استمرت يومين فى إسطنبول- إن المجلس هو كيان جامع لكل أطياف المصريين، وليس بديلا لما يسمى بتحالف دعم الشرعية، الذى فشل فى تحقيق أى نجاح داخل مصر.
وعلى الرغم من الفشل الذى حققه تنظيم الإخوان الإرهابى فى مسعاه لإقناع الخارج بأن مصر شهدت انقلابا عسكريا وليس ثورة فى 30 يونيو ,2013 لا يزال يصر على الحديث عن التحرك فى الخارج من خلال هذا المجلس الذى ولد ميتا.