فى 29 يناير الماضى.. وعند قيام مجموعة إرهابية بتفجير قسم شرطة الطالبية بالهرم، فوجئ الجميع ببيان من تنظيم بيت المقدس الإرهابى يؤكد فيه عدم مسئوليته عن هذا التفجير، وأنه لم يقم بالتخطيط أو التنفيذ له.. وتبين وقتها أن هناك جماعات إرهابية أخرى تتنافس على إراقة دماء المصريين من بينها التنظيم الإرهابى المتطرف الذى أطلق على نفسه «أجناد مصر» الذى تبنى العديد من العلميات الإرهابية فى الأيام الأخيرة فى عدد من المواقع وأصبح المنافس الأول لتنظيم «بيت المقدس». وبعد مرور ما يقرب من ستة أشهر على بيان بيت المقدس تبين أن هناك تنظيمات إرهابية أخرى غير بيت المقدس تتنافس على سفك دماء المصريين سواء رجال الشرطة والجيش أو المواطنون الأبرياء خاصة أن هذا التنظيم الجديد استحل كل شىء حتى دماء الأطفال والسيدات وغيرهم من كبار السن والمرضى وحتى المعاقين، والدليل على ذلك عملياتهم الأخيرة التى حاولوا فيها تفجير أربع محطات مترو فى يوم واحد، ومعروف أن المواطنين والأبرياء هم من يستقلون محطات المترو وليس رجال الشرطة أو الجيش وحدهم.
المعلومات المؤكدة والتى حصلت عليها «روزاليوسف»، أكدت أن تنظيم أجناد مصر تم تكوينه بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة من مجموعات شبابية تنتمى إلى جماعة الإخوان «الإرهابية»، فضلاً عن طلائع السلفية الجهادية.. وتم ربطه فى الآونة الأخيرة بتنظيم القاعدة ليكون الجناح الثانى له داخل مصر بعد بيت المقدس ويتلقى هذا التنظيم تمويلات خارجية وإشرافا من قيادات الإخوان المسلمين سواء الهاربون فى الخارج أو إخوان الداخل وحتى بعض قيادات الإخوان فى السجون من أمثال خيرت الشاطر، وهذه المجموعات بدأت تتكون من خلال المظاهرات التى كانت تحدث يوميا فى عدة مناطق بعد أن قامت بالانفصال عن بعضها البعض بدأت كل منطقة أو محافظة فى تشكيل تنظيم لها فى هذه المنطقة مثل تنظيمات مولوتوف وتنظيم «هنولع فيكم» وغيرها من التنظيمات التى كانت تخرج فى المظاهرات وتقوم بإلقاء المولوتوف على سيارات الشرطة أو على جنود الأمن المركزى أو على سيارات وكلاء النيابة والقضاة أو ضباط الجيش، وبدأت كل منطقة فى تكوين مثل هذه المجموعات التى تخرج فى المظاهرات فى كل مكان مثل حلوان والهرم والمعادى والمرج والمطرية وعين شمس وعزبة النخل والطالبية وترسا فى الهرم أيضا، ومدينة نصر وأسيوط والمنيا وبنى سويف والشرقية والمحلة والدقهلية والإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ.
وبعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر من فض اعتصام رابعة وجد هؤلاء أن مظاهراتهم بهذا الشكل لا تجدى فى شىء فبدأوا عن طريق الإنترنت فى الاتصال ببعضهم البعض وتكوين ما يسمى بتنظيم أجناد مصر لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة بدأت فى الهرم من مجموعة مولوتوف بإحراق قسم شرطة الطالبية ثم انتقلت إلى عدة أماكن أخرى، منها حادث تفجير جامعة القاهرة الذى راح ضحيته العميد طارق الدجوى حتى انتهت بعمليات تفجير المترو وقصر الاتحادية.
وهذا التنظيم يتشكل بشكل عنقودى من مجموعات شبابية عدد كبير منهم من طلاب جامعة الأزهر ممن كانوا يقودون المظاهرات ليل نهار داخل وخارج جامعة الأزهر.
وقد أكدت المعلومات التى حصلت «روزاليوسف» عليها أن أجناد مصر بعد الجيل الرابع لتنظيم القاعدة وهى مجموعات صغيرة تقوم على التمويل الذاتى المحدود والاستعانة بالمواد التى تدخل فى صناعة المتفجرات والتى يمكن الحصول عليها من الأسواق دون أن يلفت ذلك انتباه أحد، وأن هذه المجموعات لا تتردد على المساجد بكثرة ولا يطلقون لحاهم وبينهم خط اتصال مباشر مع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين حتى إن هذا التنظيم أصبح الآن الذراع اليمنى لهذه الجماعة. وأكدت المعلومات أيضا أن هذا التنظيم ظهر لأول مرة فى شهر نوفمبر الماضى بعد أن أصدر بيانا نشر على شبكة شموخ الإسلام تبنت من خلاله بعض العمليات الإرهابية وهو المحول الكهربائى التابع للمخابرات الحربية بالزيتون، ثم فى 24 يناير عندما أعلنت عن قيامها بعمل إرهابى ضد قسم شرطة الطالبية بالهرم، الأمر الذى شكك فى صحة البيان، وكان البعض يؤكد أن جماعة بيت المقدس تحاول تشتيت ذهن أجهزة الأمن المصرية بوجود تنظيم آخر غير تنظيم بيت المقدس.
لكن مع الأيام تبين وجود هذا التنظيم والذى أعلن بعد ذلك عن تنفيذ عملية الهجوم على محطة مترو البحوث من الخارج ومقتل وإصابة شرطيين وأن هذا التنظيم من الشباب صغير السن المنتمى لجماعة الإخوان المسملين والسلفية الجهادية، وقد تم تدريب عدد من قياداتهم فى قطاع غزة تحت إشراف حركة حماس، وقد تم إعدادهم لقيادة ما يسمى الجيش المصرى الحر الذى كان يحاول قبل ذلك الرئيس المعزول محمد مرسى تأسيسه على غرار الجيش السورى الحر، وأضافت المعلومات إن هذه المجموعات تتكون من أكثر من 60 مجموعة منها ما يقرب من 40 مجموعة داخل القاهرة الكبرى خاصة مناطق الهرم والزيتون والمرج وحلوان والمعادى ومدينة نصر ومحافظات الشرقية وبنى سويف التى تعد الأخطر هى الأخرى لكونها قريبة من القاهرة، وأفراد هذا التنظيم من محافظة بنى سويف كان لهم دور بارز فى عمليات الاغتيال التى تمت لعدد من ضباط وأفراد الشرطة فى عدد من الكمائن على الطرق السريعة.
أما المجموعة التى تنتمى لمحافظة الشرقية فقد استطاعت تنفيذ عمليات اغتيال مستمرة لعدد من أفراد الشرطة والجيش أثناء ذهابهم إلى أعمالهم أو العودة إلى المنزل عن طريق استخدام الدراجة البخارية واستطاعوا فى عدة أشهر تنفيذ أكثر من 20 عملية ضد أفراد الأمن فى محافظة الشرقية والمحافظات المجاورة.
وقد أكد مصدر أمنى ل «روزاليوسف» أن أجهزة الأمن وضعت يدها على الخيوط العريضة لهذا التنظيم المتطرف تمهيدا لإلقاء القبض على أعضائه بعد أن استطاعت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية التوصل إلى جميع الخيوط، وقد تم القبض على بعض أفراد من هذا التنظيم، وحول قيام هذا التنظيم بالوصول إلى قصر الاتحادية قال المصدر إن التنظيم الإرهابى استغل أول أيام رمضان وقام بتنفيذ هذه العمليات التى تعود عليه هو فقط بإثبات الوجود بعد أن قامت أجهزة الأمن بتحقيق نجاحات كبيرة استطاعت أن تقضى على نسبة أكثر من 70٪ من العمليات الإرهابية فى مصر فى الشهور الماضية وأمامنا طريق نسير فيه للقضاء على البقية الباقية.
يقول اللواء أركان حرب محمد على بلال: إن العمليات الإرهابية الأخيرة عمليات نوعية تأتى فى إطار استراتيجية التنظيمات الإرهابية لنشر الفوضى والرعب فى ربوع مصر من خلال عمليات متفرقة فى أماكن مختلفة لإفساد فرحة المصريين بثورتهم العظيمة فى 30 يونيو التى أنهت حكم الاستبداد من قبل تنظيم إرهابى وأن ما حدث فى الأيام الأخيرة يعد جزءا من استراتيجية هذه التنظيمات التى اتبعتها أخيرا سواء فى محطات المترو أو أمام قصر الاتحادية أو فى سنترال 6 أكتوبر أو عملية قتل 4 جنود أمن مركزى فى سيناء حتى ينشروا رسالة بأنهم سوف يعودون مرة أخرى.
ويضيف: إن هذه العمليات من الممكن أن تزيد فى الفترة القادمة من خلال مجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة خفيفة مع استخدام عبوات بدائية الصنع يستطيع أى شخص تصنيعها بسهولة.
ويؤكد أن ما يحدث يعد مدروسا جيدا من قبل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التى استطاعت فى الفترة الأخيرة تكوين هذه المجموعات بشكل عنقودى فى عدد من الأحياء المختلفة حتى تستطيع من خلال عملياتها أن تقول إنها موجودة بكثرة، وهذا غير صحيح لأن هذه المجموعات عدد أفرادها قليل جدا، لكنهم يحصلون على تمويل من الخارج لتمويل عملياتهم بشراء الأسلحة والمتفجرات. وأوضح اللواء بلال أن أجهزة الأمن مطالبة بتغيير استراتيجيتها وأساليبها فى مواجهة مثل هذه التنظيمات لتكون أكثر استباقية عن طريق كشف وتعقب هذه التنظيمات قبل بدء تنفيذ عملياتها القذرة وإحباط هذه العمليات وتلك المخططات قبل وقوعها.