خلال العددين الماضيين كشفنا معسكرات تدريب ميليشيات الإخوان الإرهابية فى كل من ليبيا والسودان على الحدود المصرية، ولكن تظل غزة هى المنطقة الأكثر سخونة نظرًا لوجود المرشد العام المؤقت محمود عزت هناك وحماس وكتائب القسام التى تعتبر الذراع المسلحة للجماعة الإرهابية، فقد أشيع منذ فترة أن محمود عزت قد قتل فى غزة إلا أننا تأكدنا أنه لايزال حيا هناك وقد أشيع ذلك خوفا من ملاحقته الأمنية من قبل السلطات المصرية، فقد كان فعليا يقيم فى فندق بيتش هوتيل فى قطاع غزة لإدارة العمليات العسكرية التى يخطط لها ضد الجيش والشرطة فى سيناء، فهو بارع فى صناعة «القنابل اليدوية»، وإدارة التنظيمات السرية، ويقول مصدر أمنى لنا إنه كان يدرب الأفراد على حمل السلاح بأحد مراكز محافظة الشرقية. عزت يتردد فى إقامته بين فندق بيتش بغزة، حيث نقل مقر مكتب الإرشاد إلى هناك وبين مخبأ تحت الأرض، وينسق ملف الهجمات الإرهابية ضد الجيش المصرى فى سيناء، بالتعاون مع تنظيم القاعدة وحركة حماس. عزت يقيم فى الدور الثانى بفندق «بيتش هوتيل» ويستأجر 6 غرف ويسكن بجانبه عدد من عناصر الإخوان منهم 3 مصريين و4 من عناصر حماس.
وأشار المصدر الأمنى إلى أن المرشد المؤقت يتخذ الغرف الست موقعا لإدارة العمليات العسكرية ضد الجيش فى سيناء، وأن الأجهزة المصرية لديها معلومات دقيقة أيضًا بأن مسئولا كبيرا فى كتائب القسام التابعة لحركة «حماس» طلب من صاحب الفندق عمران حجاج عدم قدومه إلى الفندق بعد الثالثة عصرا لأسباب أمنية تتعلق بعقد اجتماعات سرية، وأضاف أن المعلومات أكدت أيضا وجود 3 سيارات من نوع لاند كروزر بيضاء اللون، وهى من السيارات الأربعين التى قدمها أمير دويلة قطر السابق حمد المعزول من موزة لإسماعيل هنية تقف على باب الفندق كل صباح لتنقل محمود عزت والوفد المرافق له، من الفندق إلى معسكر التدريب الأول والرئيسى فى منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث يشرف على تدريب عدد من عناصر كتائب القسام هناك لتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر تحت إشراف قادة حركة حماس.
وأضاف المصدر الأمنى أن 6 من قيادات الإخوان هربوا إلى غزة بعد الإطاحة بالمعزول محمد مرسى، كى يقودوا حملة لإحداث اضطرابات ضد الجيش المصرى.
وكانت المفاجأة أن مرشد الإخوان الجديد «محمود عزت» يشرف مع أسامة ياسين على معسكرات لتدريب كتائب القسام فى «خان يونس» منذ أن كان مرسى فى السلطة وكانت تركياوقطر تدعمان بالمال والسلاح لتكوين ميليشيات إرهابية تطلق عليها «الجيش الحر» وتشكيل ما يسمى ب«لواء رفح» لاستهداف الجيش، وهناك معسكرين فى «خان يونس»، بقطاع غزة، وكانا يتوليان الإشراف عليهما لتدريب شباب من كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى لحركة حماس، وشباب التنظيم الخاص، فى جماعة الإخوان بمصر، الذين تم تهريبهم إلى غزة، من خلال الأنفاق بعد عزل مرسى مباشرة.
وأشار المصدر إلى أن المعسكرين التدريبيين فى مدينة «خان يونس»، يقعان فى مناطق تسمى «بئر 11»، و«بئر 12»، بقوة تصل إلى نحو 1500 فرد مسلح من كتائب القسام وشباب الجماعة، إلى جانب استخدام بعض الأسلحة الثقيلة، المضادة للدبابات والعربات المدرعة، بدعم من الجانب التركى والقطرى، الذى يقوم الآن بتهريب معدات وأسلحة عبر البحر المتوسط لغزة من خلال قبرص.
وعلى جانب آخر يقول المصدر الأمنى أن المهندس الزراعى عمرو فراج، مدير شبكة رصد الإخوانية، والذى كان يشغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة الإعلامية التابعة للشاطر، فضلا عن مسئوليته عن صفحة حزب الحرية والعدالة، فى فيس بوك، والتى كانت مهمتها الأولى تشويه صورة معارضى الجماعة، سواء فى معسكر الدعوة السلفية، أو فى صفوف الليبراليين، تحاصره الاتهامات بصفته أحد عرّابى التدريبات القتالية لشباب الإخوان فى غزة طيلة حكم المعزول محمد مرسى، صوره فى القطاع ممسكا بالسلاح مع عناصر القسام ملء السمع والبصر فى مواقع التواصل الاجتماعى.
المعلومات الواردة من مصادر وثيقة الصلة برصد ومديرها الهارب، تشير إلى أن فراج كان يتردد على قطاع غزة، قبل الإطاحة بمرسى، بمعدل مرة كل ثلاثة أسابيع، تحت غطاء الاطلاع على سير العمل فى فرع رصد الذى تم تأسيسه فى القطاع، بينما شبهات إشرافه على تنظيم معسكرات تدريب لشباب الإخوان هناك، كل هدفها تفريخ كوادر مؤهلة على نهج كتائب القسام، لحراسة قيادات التنظيم ومقراته، وربما أيضا تأمين المعزول نفسه وقت الحاجة، بدت قوية للغاية. وقال المصدر الأمنى أنه قد تم التوقيع على اتفاقية بين كل من وزير الرياضة والشباب فى حكومة حماس ووزير التعليم المصرى أثناء فترة حكم المعزول تقضى بإرسال 2000 طالب مصرى إلى غزة للتدريب فى المعسكرات التى ستقيمها حماس فى الإجازة الصيفية خلال حكم المعزول. وبعد أن تكشفت الأهداف الحقيقية بأن التدريب فى هذه المعسكرات سيكون عسكريا لهؤلاء الطلبة الذين ينتمون لجماعة الإخوان أبلغت المؤسسات الأمنية فى الدولة المصرية الرئاسة المصرية بخطورة هذه الخطوة على الأمن القومى.
وفى ظل دعوات كاذبة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، بأن نساء الجماعة يتعرضن لأعمال عنف خلال مظاهراتهن الإرهابية، كشفت الأجهزة الأمنية عن معسكر لتدريب بعض نساء الإخوان فى قطاع غزة، وذلك عبر قيادات فى حركة حماس، التدريب على حمل السلاح للنساء وقالت المصادر إن المعسكر الذى تم اكتشافه ضم بنات لقيادات إخوانية، كن عضوات بمكتب شورى الإخوان، ويتدربن من التاسعة صباحا وحتى غروب الشمس.
وخطة التحرك لاقتحام الحدود المصرية مجددا لا تستهدف إطلاق سراح مساجين ولا إشاعة فوضى كما حدث فى 28 يناير 2011لكن لأهداف أبعد من ذلك، فهذه المرة تستهدف السيطرة الفعلية على بعض المناطق الحدودية ورفع أعلام خاصة بتلك الجماعات لإدخال الذعر فى نفوس المصريين وإحباط الروح المعنوية للقوات وتصوير الأمر على أن هناك حربا حقيقية على الأرض كما هو الحال فى سوريا، بالإضافة لتصوير الأمر أيضا أنهم أصبحوا يسيطرون فعليا على بعض المناطق مما يوحى بأن خطة التقسيم قد نجحت، الملامح الرئيسية للخطة تمت بلورتها فى تركيا وبحضور قيادات من الدولة التركية إلى جانب مندوب عن السى آى إيه، ومفوض عن أمير قطر فيما يخص الجوانب المالية وتم الانتهاء من الملامح الرئيسية للأوامر التى تم الإعداد لها فعليا وحاليا تتواجد أعداد مسلحة على ثلاثة محاور فى مواجهة الحدود المصرية:
المحور الأول: والذى يلقى الاهتمام الأكبر حاليا هو المحور الجنوبى من اتجاه السودان، وقد تكفل أمير دويلة قطر فى زيارته الأخيرة للسودان بضمان جميع سبل دعم الدولة هناك للميليشيات الموجودة والتى تحصل على دعم مالى كبير، إضافة إلى دعم لوجيستى وخبرة عسكرية من خلال مستشارين من قوة أفريكوم الأمريكية قبل بداية دخول الحدود المصرية.
والمحور الثانى غزة وهو أقل المحاور أهمية وكانت هناك مناقشات لاستبعاد العمل على هذا المحور بسبب حالة جاهزية القوات فى سيناء وخبرة المعركة التى اكتسبتها، لكن فى النهاية قرر المجتمعون أن يعمل ذلك المحور ولو لإشغال القوات من ناحية، ومن ناحية أخرى جريا وراء ترويج إعلامى بأن مصر تتعرض لهجوم من عدة محاور من قوات ما يحاولون الترويج له بأنه الجيش الحر ضمن محاولة سيطرة هذا الجيش على الحكم، لكن فى النهاية لا يعول القائمون على الأمر كثيرا على هذا المحور.
أما المحور الثالث فهو الحدود الغربية وهى تشهد حالة من حالات المدد اللوجيستى الهائل، حيث تم رصد عدد من الطائرات المدنية القطرية التى تقوم بنقل أعداد إلى داخل ليبيا يتم نقلهم بريا بعد الهبوط فى اتجاه الحدود المصرية مباشرة، بينما يتم دفع تعزيزات السلاح خلفهم ومع وجود مدربين من جنسيات مختلفة.
أيضا تم رصد ثلاث عربات بث خاصة بقناة الجزيرة تتمركز ضمن أماكن تجمع تلك الميليشيات وأظهرت صور الأقمار الصناعية الروسية أن هناك عمليات إمداد تتم بصورة كبيرة على مدار الأيام الماضية لتلك القوات، بينما تؤكد المعلومات وجود خبراء أمريكان مرافقين لتلك الميليشيا.
وتقوم الخطة فى أبسط صورها على عملية هجوم متزامن من الاتجاهات الثلاثة مع تنشيط عناصر فى الداخل تستهدف إشغال القوات مع محاولة الحصول بأى شكل على أى محافظة حدودية لإعلانها عاصمة للإرهابيين، فى شكل يقلد تماما ما اعتادت الولاياتالمتحدة تنفيذه فى أمريكا اللاتينية، وستتم إشاعة أنباء فى نفس التوقيت عن نجاح عمليات تهريب قيادات إخوانية من ضمنهم المعزول، لإظهار الأمر كما لو كانت هناك حركة انشقاقية تحاول إعادته للحكم.