قامت الدنيا ولم تقعد على قرار رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بسحب فيلم حلاوة روح من دور السينما، وكالعادة تحول الإعلام إلى ساحة قتال بين مؤيد ومعارض لفيلم السبكى تحت دعوى حرية الإبداع، النخبة التى أراها السبب الرئيسى لكارثة مصر الأخلاقية، تلك النخبة التى تجلس لتتابع برامج التوك شو وتطل علينا منها ليل نهار وتركب السيارات الفارهة وتسكن فى المناطق السكنية المميزة، ولكنى أتحدث عن الطبقة الوسطى التى كانت صمام الأمن والأمان للمجتمع المصرى فى أخلاقياته والتى تأثرت بالانفلات الأخلاقى سواء الصادر عن الطبقات الشعبية الفقيرة أو عن الطبقات البرجوازية الغنية، حيث أصبحت تعانى من ظاهرة الشتائم والسباب القذرة التى امتدت لتصبح جزءاً من قاموس الحديث اليومى فى المجتمع كنوع من التودد وعمق الصداقة أو كسر حاجز العلاقة الرسمية بين شخصين، مما يدفعنا للتساؤل عن عوامل انحطاط الأخلاق؟ تعلمنا أن كل ما نراه ونسمعه يؤثر فى عقلنا اللاواعى، ومع مرور الوقت يصبح جزءاً من قناعاتنا وبالتالى يؤثر فى سلوكنا، ولهذا كانت حروب الثقافات والعقول والأفكار. ولا عجب أن نرى كل يوم العشرات من حالات الاغتصاب وانتشار لمصطلحات وكلمات هابطة نتعلمها من محيطنا، وخاصة ما تبثه مسلسلات وأفلام المقاولات وهو السلاح الناعم الخفى لتدمير البنية الأخلاقية لمصر، وما السبكى وهيفاء وهبى إلا مجرد أدوات تدفع بجيل المراهقين والشباب إلى مستنقع الشهوات والجنس وعالم المخدرات والترامادول لتغيب عقول الجيل الجديد . والبعض يبرر ما يحدث على الساحة الفنية بأنه عرض وتجسيد لواقع موجود بالفعل على أرض المجتمع .. نعم أعترف بأن الانفلات الأخلاقى موجود ولكن هل نضيف عليه ونزيد الطين بلة أم المفروض أن نجتثه من جذوره؟ الغريب فى الأمر أن البعض يتشدق بأن قرار رئيس الوزراء مخالف للمادة 67 من الدستور التى تنص على أن «حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة» وأن مجلس الوزراء أقوى من الدستور! يا سادة.. ما هو مفهوم الإبداع الفنى؟ وهل ما نراه من عرى وإسفاف وفسق وفجور يعد من قبيل الإبداع؟ للأسف نحن أمام مفهوم للإبداع خاص بالنخبة التى تحاول أن تدمر شباب مصر الجديد وتضليل الشعب المصرى.. فهل نضحى بالشعب من أجل النخبة؟