النحت، الرسم، العمارة، الموسيقى، الرقص، الشعر، السينما، هى الفنون السبعة التى تؤثر فى المجتمع وترتقى بذوق الإنسان، وتضمن له السلامة النفسية من خلال تحقيق التوازن بين حاجاته المادية والمعنوية.
«لقد فقعنا فى الوخ»!
جملة قالها عادل إمام فى أحد أفلامه بدلاً من «لقد وقعنا فى الفخ»، وهى تعبر عن حالنا فى وقوعنا فى فخ تصديق فتاوى المتشددين فى تحريم الفنون، والنتيجة انعدام الذوق فى حياة الناس. والموقف التالى يلخص الحالة: اعتاد رجل أن يشترى الجريدة يومياً ويصبح على البائع الذى لا يرد التحية، وفى يوم علق أحد الزبائن: إنت بتصبح عليه يومياً ومفيش مرة رد عليك، فرد الرجل: وتفتكر إيه السبب؟، فقال: واحد قليل الذوق، فرد الرجل: وعاوزنى أتعلم منه قلة الذوق ولا أعلمه الذوق؟، فعلينا «أن نفعل نحن التغيير الذى نريد حدوثه فيمن حولنا» كما قال غاندى.
«ياللى بدعتوا الفنون»!
مجتمعنا أول من أبدع الفنون وأصبح لا يحترمها، ولذلك انتشر الفكر المتشدد واختفى الجمال وزادت العشوائية، فالفنون أصبح لا قيمة لها، فالتعليم والثقافة والإعلام لا يؤكدون على قيمتها. فالتلاميذ لا يعرفون قيمة الأعمال الفنية أو التقدير الجمالى لها، والبرامج الإعلامية والثقافية لا تتعرض للفنون التشكيلية والموسيقى والأوبرا والباليه، مع أن الفن يدعم فى النفس الارتقاء فى المعاملات، وإلى تجاوز الواقع والتطلع إلى مستقبل أفضل، وإلى التسامح والانفتاح على الآخرين بفهمهم والتعاطف معهم وتقبل اختلافهم.
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد.
يا حلاوة الفنون الجميلة!
فى عام 2008 تم الاحتفال بمرور 100 سنة على إنشاء كلية الفنون الجميلة، وفى نفس السنة تقدم للدراسة بقسم النحت طالب واحد بسبب فتاوى تحريم التماثيل، مع أن إنشاء الكلية جاء بعد فتوى للإمام محمد عبده بخصوص الفن وأحكامه الشرعية منها: «إن التماثيل حرام إذا كان الناس يعبدونها». وتحريم الفن أثر على المدارس، فحصص التربية الفنية والموسيقى موجودة نظرياً، وفعلياً يأتى مدرس أى مادة أخرى ليستبدل حصة الإبداع الفنى بمادته العلمية. مع أن منظمة اليونسكو اعتمدت برنامجا لتعليم المناهج من خلال تنمية الحس الإبداعى، فالفن مهم فى رفع مستوى وعى وثقافة المجتمع، والمجتمعات تتقدم بفنها وإبداعها.
الفن.. ثورة!
تفجر الثورة الطاقة الإبداعية للشعب، حدث ذلك فى ثورة 1919 التى ساعدت على التحول الثقافى، فقد ظهرت الأغانى الوطنية لسيد درويش والتى تعتبر حتى الآن أغانى لكل ثورة مصرية. وساعدت محمود مختار على إعادة إحياء فن النحت بتمثال نهضة مصر، وتطورت بعدها الحياة الأدبية وظهر الأدب الساخر والنقد السياسى بشكل جديد. وكذلك أعادت ثورة 25 يناير ظاهرة الغناء الجماعى، وأسست فن «الجرافيتى» على الجدران حيث قدم الشباب تسجيلاً لوقائع الثورة وشهدائها، فهل ستساعد الثورة على تطور الفن؟ أو سيساعد الفن على استمرار الثورة بالقضاء على الإحباط العام؟.
تعقيب
التأمل فى الطبيعة يجعلنا نشعر بالجمال الموجود فى نفوسنا وفطرتنا، فيساعدنا فى تهذيب إحساسنا لنرتقى وندرك جمال الوجود وجمال خالق الوجود، قال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) «النحل 6»، وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «إن الله جميل يحب الجمال».