«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن فى زمن خدمة «الأكثر احتياجًا» وعلى الأغنياء أن يتكفلوا بأنفسهم!

رَفض المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر ركوب السيارة المصفحة المخصصة لشاغل هذا المنصب لن تكون الصدمة الأولى للمحيطين به.. فالمفاجآت التى يخبئها محلب لم تظهر بعد. فالتمرد على القيود والروتين سمة أصيلة فى شخصيته.. ومنها عدم الامتثال لتعليمات ضابط الحراسة بغلق نافذة السيارة والاكتفاء بالتكييف ويعلل رفضه قائلا «عايز أشم هوا ربنا».. وبالتأكيد سيضع مسئولو المراسم والبروتوكول بالمجلس أصابع أيديهم وأقدامهم فى الشق من تحركاته السريعة والمفاجئة بل والمباغتة التى تصيب البعض منهم بالشلل وربما بالعمى المؤقت، فلا يرون من هذا الجبل إلا قمته فقط.

فلا مجال لمن يفتح له باب سيارته.. فهو يفعل ذلك بنفسه ولا مكان لمن يخنقه بأوامر «افعل.. ولا تفعل».. تعود أن يدخل الوزارة على قدميه.. ولا أظنه قادرا على أن يغير عادته.

معضلة محلب القادمة ستكون بلا شك «الريتم» السريع فى الأداء.. أو بمعنى آخر فارق السرعات بينه وبين زملائه من الوزراء أو العاملين بالمجلس.

فمن مرءوسيه من سقط بأزمة قلبية من فرط الضغط عليه بالمتابعة والملاحقة حتى ساعات الصباح الأولى ولهذا لم يكن غريبا الوصف الذى أطلقته على أسلوب عمله «كرباج محلب».. الذى يحمله معه أينما ذهب فى متابعة ميدانية مفاجئة.. أو استجابة لشكوى من مواطن اتصل به على هاتفه المحمول يشكو انفجار مياه الصرف الصحى أو عدم وجود مياه نظيفة.. فهو لا يتأفف رغم قسوته على المقصر فى الأداء من مرءوسيه من أن يؤكد لصاحب الشكوى مقولته «أنا خدامكم».. ولا يعيبه أن يظهر ما يشعر به حقا.. فهو صاحب المقولة الشهيرة «لا أريد أن ينام أى عامل مكسور الخاطر».. ولهذا يصنف على سلم أولوياته الملفات السياسية والاقتصادية.. وتأتى العدالة الاجتماعية سابقة لغيرها من الملفات.. فمن أجل تحقيقها مرت مصر بثورتين.. ومازال المتحقق منها قليلا.. «أنا جاى عشانكم» هكذا كان يقابل إبراهيم محلب كل صاحب شكوى أو مظلمة فى زياراته المتكررة لقرى مصر وربوعها.. «أنا الوزير والله» قالها لطالبة فى الشارع لم تقتنع أن وزيرا جاء إليها بلا بدلة أو كرافتة.. فهل يفعلها زملاؤه من الوزراء؟!.

لم يتأخر لحظة عن الوقوف بجانب المواطنين فى أى أزمة أو كارثة.. فلم يترك أهل الصف بعد انهيار جسر الترعة إلا بالاتفاق مع أربعة وزراء على حل جذرى للمشكلة.. كان أول من وصل موقع انفجار مبنى مديرية أمن القاهرة وانهيار كوبرى الشيخ رمضان.. معلنا «مصر لن تركع ولن تنكسر».. فهى بلد على حد قوله «يعيش فينا ونعيش فيه».. شعبها له خصوصية لن يحل مشاكلها إلا «دواء تركيب» يعتمد على طبيب ماهر وصيدلى بارع.. فالتجارب الدولية هندية كانت أو ماليزية.. صينية أو برازيلية رغم نجاحها إلا أنها لا تصلح لمصر.. ويبدو أن هذا هو الدرس الأول الذى سيلقنه لزملائه الوزراء ممن قد يرون فى «الحلول المعلبة» دواء لكل داء نعانى منه.

الاقتراب من شخصية المهندس إبراهيم محلب أمر ليس بالسهولة التى قد يتصورها البعض.. فرغم بساطته الشديدة إلا أنه تجسيد حى لمقولة «السهل الممتنع».

ولأننى ممن تابعوا رحلته العملية طوال الثلاثين عاما الماضية استطعت خلالها أن اقتنص منه انفرادات صحفية وتصريحات نارية.. وأيضا اقتراب ومساحة ثقة تسمح لى بالكتابة بحرية شديدة حتى وإن كانت نقدا لاذعا.. فى الحق.. ولهذا اختص المهندس إبراهيم محلب «روزاليوسف» بهذا الحوار المسجل الأول والوحيد بين الصحافة المصرية.. وربما لن يكون الأخير.

التوكل على الله ثم العمل ثم إيمانى بأن كل مصرى به طاقة لو استطاعنا استخدامها إجابيا سنحقق المعجزات.

فالشخصية المصرية لديها إيمان بالله وذكاء بالفطرة وقلبها أبيض ورحيم.. لو وضعت على طريق ذى رؤية مع التواصل مع الناس والالتفاف حول هذه الرؤية نستطيع كيميائيًا..أن نتخطى من جبال التحديات مالا يمكن تصوره.

تعاملت مع جنسيات عديدة.. لم أحقق آمالى إلا عن طريق مصريين شرفاء.. وبالتالى هذا هو ما أراهن عليه.. ودائمًا أتواصل مع الناس خاصة التنفيذيين منهم.. فأحصل على أفضل أداء.

التحديات هواية..فإن لم أجدها ابحث عنها.

زمان عندما كنت مدير مشروع.. كنت أدخل الأماكن التى يبعد عنها الآخرون ولا يدخلونها.. مخازن.. دورات مياه العمال هل هى نظيفة أم لا.. ميز العمال.. كنت أشعر أن كل عنصر به تحد.. لأن دخول هذه الأماكن وإعادة الانضباط لها هو أشبه بالبناء على تربة نظيفة.
حينما أطمئن أن العامل يعيش فى مكان نظيف آدمى.. مع إنسانية التعامل معه.. أقدر أن أطلب منه أداء.. تخيلى فى بعض المواقع الأخرى كانوا ينقلون العمال كأنهم أعداد.

فى الإسكان: التحدى كبير جدًا ولا توجد دولة إمكانياتها محدودة مثل مصر تقوم بحل هذه المعضلة بمفردها.. علينا أن نضع خارطة طريق وسياسة معلنة للجميع.

هذا العام الأموال متواجدة.. والتحدى هل نستطيع أن نلبى احتياجات المواطنين من مشروعات الإسكان فى وقت قياسى وبالجودة المطلوبة؟.

لا أنكر أن هناك صعوبات هائلة.. فكل دواليب العمل الحكومية أصابها نوع من الخلل للأسف الشديد.
هل الدولة الآن تستطيع أن تحل مشكلة الإسكان بمحور واحد أنا بأقول لا..فلدينا الأسر التى تبحث عن سكن ولا يجدوا وبالإضافة إلى الزيجات الجديدة هناك التراكمات من سنوات ثم العشوائيات وكلها تحتاج عملاً جادًا.

قطعًا هناك أولوية للعشوائيات الخطرة.. حتى لا نفاجأ بكارثة مثل «الدويقة» أو تلك التى أقيمت تحت سفح جبل أو كابلات كهرباء ضغط عال، لابد أن نعمل على حل هذه المشكلة.. ولذلك نبنى فى المرحلة الأولى من الإسكان الاجتماعى 52 ألف وحدة سكنية.. مشكلتى الكبرى فى هذا المشروع سرعة التنفيذ وإدخال المرافق كاملة.. فهناك للأسف الشديد آلاف الشقق والوحدات السكنية تم بناؤها بدون مرافق.

أما المرحلة الثانية منه فتشمل بها 92 ألف شقة بالمحافظات.. تم توفير التمويل اللازم لها .. وبدأ بالفعل التنفيذ فى 18 محافظة.

المتابعة أمر بالغ الأهمية خاصة فى هذه المرحلة.. مع الاعتراف بأهمية نشر ثقافة العمل.. هناك روح جديدة فى دولاب العمل الحكومى على كافة المستويات.

منظومة الإسكان تشمل دفع التعاونيات.. ودفع ما بها من الفساد بالتعاونيات وما أدراك بما فيها من فساد.

دائمًا ما أسير بخطة.. سأوفر لهم أراضى.. ولكن فى بيئة نظيفة أراض للجمعيات طبقًا لشروط واضحة ومحددة.. أولها أن يكون لديه المقدرة على البناء.. ولن يتكسب من ورائها.

أما الأراضى التى كانت تحصل عليها هذه الجمعيات بالشواطئ والسواحل فهو أمر لن يتكرر مرة أخرى.

من أول القرارات التى اتخذتها عندما توليت وزارة الإسكان ألا أصرف مليمًا على مارينا، هذا زمن ولى، الآن نحن فى زمن خدمة الأكثر احتياجًا.. وحينما أقول للناس أننى خادم لهم أنا داخليًا أشعر فعلاً بذلك «أنا خدام للناس» ولا يصيبنى أى نوع من الضجر أن أستمع لأحد.. بابى مفتوح للجميع، من هنا أقول أن هذا ليس وقت الأغنياء فهم يستطيعون أن يتكفلوا بأنفسهم.. وعليهم أن يتكفلوا أيضًا بالبسطاء من أبناء مصر.

أجلس مع كل الناس على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم وأيضًا أستطيع فرز الغث من السمين.
أما فيما يتعلق برجال الأعمال ودورهم فى المرحلة المقبلة
علينا أن نعرف لمن تذهب الأراضى؟ وماذا يفعل بها؟

غصبًا عنهم سيبحثون عن دور اجتماعى للقيام به.. فمن ليس له دور اجتماعى فى مصر «سيداس بالأقدام»، لو لم تعد هذه الروح من الفرد للمؤسسة لن نتقدم.
الوضع الذى رأيناه بأعيننا سببه الخلل الاجتماعى الكبير فى مصر وهو ما أدى إلى حدوث ثورتين.

هناك فرق شاسع- على سبيل المثال- بين وحدة علاجية فى الريف ومستشفى 5 نجوم.. انظرى للفرق بين الفنادق الفاخرة والعشوائيات.. والكومباوندز والمدن الجديدة والناس التى تعيش فى بيوت من «كرتون مش صفيح» فى بورسعيد رأيت ذلك بعينى.. الفرق شاسع ومرعب.
هناك من يأكل ب200- 300 جنيه وآخر يقف فى طابور حتى يحصل على رغيف العيش.. الفرق بين مدارس اللغات فى مصر والمدارس الدولية.. ومدارس الحكومة.

هذه هى جبال التحديات التى نريد من الطبقات الغنية ورجال الأعمال أن يقوموا بواجبهم تجاهها.

يعطى هؤلاء ويمنحوا دون مِنّة للمحتاجين.. وبالتأكيد إذا كان هناك قائد مؤمن بتحريك هذه الجبال من التحديات.. سيحدث التغيير الإيجابى الذى نرجوه.. ومصر تنتظرالقائد القادر على تحقيق ذلك.. هذا القائد القادم لن يجد أمامه إلا محاور صعبة فى جميع الاتجاهات سياسية واقتصادية وأثقلها الاجتماعية.

∎ كيف تعمل وكأنك باق فى الوزارة رغم أنك تعلم أنها حكومة مؤقتة؟

رد قاطعًا: لأنها أمانة.. وأزيدك من الشعر بيتا حينما قبلوا استقالتى من المقاولون العرب.. عرفت هذا الخبر من سكرتير فى وزارة الإسكان.. اتصل بى تليفونيًا وأبلغنى أن السيد الوزير قبل استقالتك.. فشكرته.. وكان لدى اجتماع بالإسكندرية يومها الساعة 7 مساء.. وخاص بنظافة الإسكندرية.

ويقسم محلب: والله العظيم توجهت للإسكندرية.. وحضرت الاجتماع الذى استمر حتى بعد منتصف الليل.. حتى أؤدى الأمانة التى أحملها.. رغم أننى خارج المنظومة بالكامل.. هذه هى شخصيتى فأنا لا ألتفت لمنصب.. هذا بالرغم من إذاعة الخبر بقبول الاستقالة فى نشرة الأخبار وكان ذلك مثار علامة استفهام من الجميع.. كيف تعمل وقد استغنوا عن خدماتك.
∎ ماذا تعلمت ممن سبقوك لهذا المنصب؟

- استفدت كثيرا عملت مع أغلب وزراء الإسكان.. البعد الاجتماعى بلا شك كان ملموسًا جدا من المهندس حسب الله الكفراوى.. أن تكون مهندسًا ناجحًا ولك بصمات فى الهندسة لا يكفى.. فتعلمت من قيادات شركة المقاولون العرب البعد الإنسانى فى التعامل وخاصة المهندس حسين عثمان فمصر كبيرة جدا جدا ويجب أن يكون شعارك «إللى يشتغل معاك يخاف عليك ما يخافش منك» تعلمت منه روح التحدى والإرادة فى مشروع الصالحية الجديدة.. وحينما يكلفنى بعمل.. وأجد فيه صعوبات أشكو منها كان يرد قائلا «يعنى فشلت» ولهذا علمنى أنه لا مجال للكلام.. هناك هدف ورؤية لابد من تحقيقها.

تعلمت على مدار حياتى من كل من عملت معهم خاصة التواصل الإنسانى داخليا وخارجيا.. ورغم وجود بعض السلبيات خلال هذه التعاملات كنت دائما أحاول أن أتجنب ما ألمنى منها.
فعلى سبيل المثال «عمرى ما أفتكر» أننى أهنت أحدًا أو جرحت شعور أحد.. وبطبيعتى لا أعرف الكراهية تجاه أحد.. حتى ولو أذانى.. ممكن أزعل.. أتصدم أما الرغبة فى الانتقام أو الكراهية فهذا لا أعرفه.. خاصة أننى رأيت بعينى غدر ناس كثيرين جدا بى وعانيت من ذلك لأننى دائما كنت أقف إلى جوارهم وأبحث عن أعذار تبرر هذا السلوك، بالعكس كانوا «يصعبوا عليا».. كنت أقول لنفسى أكيد يا إبراهيم من غيروا مواقفهم كان بسبب العوز والحوجة والاحتياج.. أكيد شخصية متعبة أو يعانى ضغط.. معلش شفت بعنيا ناس كانوا قريبين منى جدا.. وأول ما تركت المكان طعنونى..ويستطرد والله العظيم أتعامل معهم الآن بكل ود ونسيت كل حاجة.

∎ رغم أنها حكومة مؤقتة هناك تسارع فى تنفيذ مشروعات قومية كبرى دون انتظار للحكومة الجديدة مثل مشروع قناة السويس؟

- أشكرك على هذا السؤال.. لأنه يثير لغطا كبيرا فى المجتمع.. فقد ذهبت لرئيس الوزراء.. وطلبت منه أن ينقل هذا المشروع ليكون تحت مظلة هيئة قناة السويس تتغير الحكومة.. ولكن هيئة قناة السويس مستمرة بتاريخها ودورها القومى والوطنى وحب المجتمع لها.

نحن كحكومة نساند المشروع من خلال لجنة وزارية أنا أرأسها.. للتنسيق.. وقبل ذلك فى الحكومة السابقة المشروع كان بالكامل يتبع وزارة الإسكان.. ولم يفعلوا شيئًا البتة مجرد «لوك لوك لوك» أنا - والكلام لمحلب - لم أتحدث عنه كثيرا.. ولكن أنجزنا خطوات إيجابية تمثل قفزة فى مسار المشروع حيث تم اختيار 14 مكتبًا من بين 30 مكتبًا ضمن معايير محددة من أهمها سابقة الأعمال.

أما الجرى والإسراع فى اتخاذ إجراءات لأنه الأمل لمصر.. إتمام دراساته وستتولاه هيئة قناة السويس.. هذا ليس مشروع الحكومة بل مشروع الدولة الذى يعمل تحت مظلة هيئة قناة السويس..داخل اللجنة الوزارية التى أرأسها يرجع إليها المجلس التنفيذى للمشروع برئاسة الفريق مميش للعلم والاطلاع والمناقشة ورفع الموضوع لمجلس الوزراء للاعتماد.. ودورى التنسيق بين الوزارات وهيئة قناة السويس.

ويستطرد المهندس إبراهيم محلب مبررا الغضبة الشعبية التى لاحقت هذا المشروع قبل إعادته مرة أخرى لمساره الطبيعى..قائلا هناك 100 ألف مصرى دفنوا فى هذا المشروع أثناء حفر قناة السويس.. دخلنا حرب أيام الرئيس عبدالناصر بسببها.. ثم 1967 أغلقت القناة وأعيد فتحها بعد العبور ..1976 قناة السويس مرتبطة بالكرامة المصرية.. فلا يمكن لهذا الشعب أن يقبل أن الأهل والعشيرة يحصلون على قطعة يسمونها إقليم قناة السويس ورئيس الجمهورية هو المتصرف الأوحد فى هذا الإقليم.

الآن سيطبق عليها نظام المناطق الحرة.. ولا عودة للقانون الخاص بالأهل والعشيرة.. «أنسى».

نحن نرحب بالعالم كله للدخول فى هذا المشروع.. أملنا أن تكون مصر من خلاله واحة للاستقرار والأمان.. قناة السويس أمن قومى وكرامة وطنية.

∎ متى تقول «مش لاعب»؟

- لو وجدت أن هناك ضغوطا لأغير مبادئى وسبق وعملتها عندما استقلت من المقاولون العرب لأنى وجدت أن المناخ العام لا يناسبنى.. ويضيف أنا أعمل وأنا سعيد جدا فى منظومة محترمة جدا.. وما يلاقيه د. حازم الببلاوى من هجوم.. هو هجوم ظالم فلدينا رئيس وزراء فاخر فى منتهى الذكاء والديمقراطية ويعطى لكل وزير حقه.. ولدينا مجلس وزراء يعمل ليل نهار هذا بأمانة.. ومن الظلم أن يكون هذا مقابل ما بذل من جهد.. فنحن كنا نعمل كفريق.

نراهن فى المرحلة القادمة على وطنية الإنسان المصرى لتعود عجلة الإنتاج للدوران بأقصى جهد ممكن.. وتعود معها مصر للمكانة اللائقة بها، ويضيف: إصلاح مصر لن يتم من خلال تجارب خارجية كالصينية أو السنغافورية أو الماليزية أو الهندية.. هذه التجارب لن تجدى مع المجتمع المصرى.. فله خصوصيته علينا أن نشعر بالناس ومشاكلها.. ونأخذ من كل تجربة الجزء الذى يناسبنا.. وهنا تأتى الحلول أشبه «بالدواء التركيب الذى يعتمد على براعة الطبيب الذى يشخص المرض ومهارة من يقوم بإعداد هذا الدواء ووصف الجرعة المناسبة له..مؤكدا أن سياسة إنكار المشاكل التى نعانى منها لا تعنى عدم وجودها ..فأخطار ما يواجهنا إنكار واقعنا بكل ما فيه من معضلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.