دورة حوض النيل كانت مجرد فكرة صحفية انطلقت من برنامج «صباح الخير يا مصر».. وعندما تبناها الاتحاد المصرى لكرة القدم بغرض المزيد من التقارب بين دول حوض النيل العشر تحولت إلى واقع نعيشه الآن من خلال البطولة الودية المقامة بالقاهرة، بمشاركة سبع دول فقط بعد اعتذار أثيوبيا ورواندا وإريتريا بسبب عدم ملاءمة موعد إقامة البطولة مع ارتباطاتهم سواء على المستوى المحلى أو القارى.. بطولة حوض النيل (الرياضية السياسية) أوشكت على الانتهاء والأسئلة المهمة التى تطرح نفسها الآن: هل حققت البطولة أهدافها؟ .. هل شعرت شعوب الدول المشاركة بالبطولة واهتمت بها؟.. ما مدى رضائهم عن البطولة؟ أسئلة طرحت وإجابات رصدت فى هذا التحقيق الصحفى من مقار إقامة البعثات الأفريقية المشاركة. «كريسنتيوس ماجون» عضو مجلس إدارة الاتحاد التنزانى ورئيس بعثة منتخب تنزانيا قال إن زيارته لمصر ليست الأولى فقد سبق أن قدم إليها رئيسا لبعثة فريق سيمبا فى عامى 2002 لملاقاة الإسماعيلى، و2003 لملاقاة الزمالك والتى فاز فيها سيمبا، وأضاف أنه سعيد بوجوده مرة أخرى فى دورة دول حوض النيل التى وصفها بأنها تمثل احتكاكا قويا ومفيدا للمنتخب التنزانى فى إطار استعداداته لتصفيات كأس الأمم القادمة وطالب باستمرار إقامة الدورة بشكل منتظم فى المستقبل. وعن اهتمام الشعب التنزانى بالبطولة قال رئيس البعثة إن الاهتمام بها جيد حيث إن التليفزيون التنزانى يقوم بإذاعة مباريات المنتخب فقط، كما أن هناك صحفيا وحيدا مصاحبا للبعثة لتغطية أحداث البطولة لبعض الصحف الشهيرة هناك مثل (DAILY NEWS-SUNDAY NEWS( وأكد مستر كريسنتيوس أنه يتطلع للتعاون مع الاتحاد المصرى لكرة القدم خاصة على مستوى الشباب والناشئين من خلال توأمة بين الاتحادين المصرى والتنزانى ويتمنى أن يتمكن من إنجاز ذلك خلال البطولة. المدير الفنى للمنتخب البوروندى «بولاييما أوفينى» قال إن البطولة جيدة جدا ومفيدة لمنتخب بلاده لأنها تمثل احتكاكا قويا مع منتخبات عريقة بحجم مصر وهو أفضل استعداد لبطولة أفريقيا 2012 وأضاف أنه يطمح إلى المزيد من التعاون المشترك مع مصر منوها بأنه طلب بالفعل من المجلس القومى للرياضة المصرى مساعدة بلاده سواء ماديا أو من خلال استضافة البعثات الرياضية البوروندية بمصر ونقل الخبرات المصرية إليهم. وبرغم إشادته بالتنظيم إلا أنه انتقد غياب الاجتماع الفنى المفترض إقامته قبل كل مباراة كما جرت العادة واعتبره تصرفا غريبا من اللجنة المنظمة. وعن التغطية الإعلامية البوروندية أكد المدير الفنى أن بعثتهم تضم صحفيين وكاميرا مان لتغطية أحداث البطولة مشيرا إلى أن الشعب البوروندى يشاهد مباريات المنتخب التى يذيعها التليفزيون هناك. بينما قال «كويم لاى» نائب رئيس الاتحاد الكونغولى ورئيس البعثة وعضو لجنة شئون اللاعبين بالاتحاد الأفريقى إن التليفزيون الكونغولى لا يذيع مباريات البطولة بسبب ارتفاع التكلفة المادية، وعندما أخبرناه بأن هناك قراراً من وزير الإعلام المصرى بمنح الدول المشاركة فى البطولة حق إذاعة مبارياتها مجانا أكد أنه لايعلم شيئا عن هذا القرار وطلب مهلة للتحقق من ذلك، مشيرا إلى وجود صحفيين فقط مرافقين للبعثة. حسين صالح رئيس بعثة منتخب كينيا وعن مفاوضات الأندية المصرية مع لاعبى الكونغو قال إنه دائما ما تهتم الأندية المصرية بلاعبينا ولكن فى هذه البطولة لم نتلق أية عروض للتعاقد، وأكد سعادته بالتنظيم والتحكيم فى البطولة وخاصة الحفل الذى أقامه اتحاد الكرة المصرى فى إحدى البواخر النيلية، وإن كان هناك سلبية واحدة من وجهة نظره هى تأخر صرف الأموال المخصصة لبعثات المنتخب. الصحفى الكونغولى «جابى ماسومبوكو» المرافق للبعثة كان مستاء جدا من اللجنة المنظمة نظرا لوجود بعض السلبيات التى تعوقه عن أداء عمله أولها اللغة بسبب عدم وجود مترجم مصاحب لهم كصحفيين وهو ما يمنعه من التواصل مع الشعب المصرى حيث إنه لايتحدث إلا الفرنسية، أيضا عدم توفير وسيلة مواصلات لنقل الصحفيين إلى التدريبات بعكس المباريات التى يستقل فيها حافلة المنتخب. فريد كاتيمبى مدير المنتخب الأوغندى ونائب رئيس البعثة أكد أن هناك اهتماما إعلاميا كبيرا بالبطولة وأن هناك صحفيا من جريدة (مونيتا) وإعلاميا من الإذاعة الأوغندية يغطيان أحداث البطولة وأن الشعب الأوغندى يشاهد مباريات المنتخب التى يذيعها التليفزيون الأوغندى وكانوا سعيدين جدا بالأداء فى لقاء منتخب مصر بطل أفريقيا والذى خسره المنتخب الأوغندى فى الوقت بدل الضائع بهدف لجدو خاصة فى ظل مشاركة منتخب بلاده فى البطولة بدون المحترفين.. اسر مهالدو الصحفى التنزانى الوحيد المرافق للبعثة وأشاد كاتيمبى بالتنظيم المصرى، وعن السلبيات قال ضاحكا: السلبية الوحيدة هى برودة الطقس. وتمنى (فريد) أن تسير أفريقيا على نهج مصر فى تنظيم بطولات تجمع دول حوض النيل بشكل دورى. وأكد أن رئيس الاتحاد الأوغندى ورئيس البعثة أبرم توأمة مع الاتحاد المصرى لكرة القدم يتم من خلالها تبادل الزيارات والخبرات وإجراء بعض المباريات الودية بين المنتخبين. حسين صوالح رئيس بعثة منتخب كينيا ومدير المنتخبات الكينية قال: هناك تعاون مثمر مع الاتحاد المصرى لكرة القدم على مستوى الشباب تحت 20 سنة، وأنتظر المزيد من التعاون على مستوى بقية المنتخبات وسأتحدث مع صديقى هانى أبوريدة نائب رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم من أجل الاتفاق على بنود هذا التعاون، وأضاف: التليفزيون الكينى والإذاعة الكينية لاينقلان أحداث المباريات. أحمد الطريفى الصديق - نائب رئيس الاتحاد السودانى ورئيس بعثة المنتخب السودانى أشاد بالبطولة لأنها التجمع الأول لدول حوض النيل، بعكس منافسات شرق ووسط أفريقيا، وهى مهمة جدا لتعميق العلاقات بين الشعوب.. وعن التنظيم انتقد الطريفى عدم توافر ملاعب للتدريب فى الأوقات التى يحددها الجهاز الفنى إضافة إلى سوء أرضية بعض الملاعب المخصصة للتدريب التى تخلو تماما من العشب وهو ما يضر باللاعبين ويجعلهم أكثر عرضة للإصابات، أيضا عدم السماح للمنتخبات بأداء التدريب النهائى على ملعب المباراة وفقا للنظام المعمول به فى كل الدول. وعن التغطية الإعلامية السودانية لأحداث البطولة قال الطريفى: إن البعثة الإعلامية السودانية هى الأكبر بين البعثات المشاركة، حيث تضم أكثر من 27 إعلاميا يمثلون رؤساء الأقسام الرياضية ورؤساء تحرير الصحف الرياضية المتخصصة (مثل صحف الصدى والمشاهد) إضافة إلى4 إعلاميين من قناة (جون) الفضائية التى تنفرد بنقل مباريات البطولة نظرا لانشغال التليفزيون السودانى الرسمى بتغطية الاستفتاء على انفصال الجنوب عن السودان. رئيس البعثة أكد أن الشعب السودانى يتابع بشغف أحداث البطولة رغم الحدث السياسى الحاسم الذى يواجهونه، وأن ردود أفعال رجل الشارع السعيدة والغاضبة تصلهم بالقاهرة من خلال سيل المكالمات. المدير الفنى للمنتخب البوروندى وطالب الطريفى السياسيين فى دول حوض النيل بإتاحة فرص أكبر للرياضيين للتقريب بين الشعوب وحل المشكلات لأن الرياضة تزيل كل الحواجز. المرافقون المصريون لبعثات المنتخبات المشاركة فى البطولة والذين يعملون بشكل تطوعى دون مقابل بذلوا جهدا خارقا لتوفير كل سبل الراحة لأعضاء تلك البعثات من يوم وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلادهم، وتنوعت الأدوار التى يقومون بها بداية من الاستقبال وتسهيل مهمة المنتخبات ومرورا بمساعدة كل منتخب لتنفيذ البرنامج الموضوع له ونهاية بالترجمة. من جانبهم تنوعت آراؤهم ما بين مواقف طريفة وطلبات غريبة وانطباعات شاهدوها ولمسوها من أعضاء منتخبات حوض النيل حيث قال رامى حسين مرافق الكونغو أن أطرف ما طلبه لاعبو المنتخب هو الذهاب للعتبة للتسوق نظرا لغلاء المولات التجارية بمصر الجديدة المحيطة بالفندق المقيمة فيه البعثة، وأن باقى المنتخبات أصبحت تحذو حذوهم! أما عصام أبوزينة مرافق أوغندا فقد اضطر إلى أن يقوم بدور المترجم للمدير الفنى الأسكتلندى للمنتخب فى المؤتمر الصحفى بعد نهاية كل مباراة. معتز الدهشورى دينامو اتحاد الكرة المرافق لمنتخب كينيا لم يقتصر دوره على متابعة كينيا المسئول عنها بل امتد إلى مساعدة الصحفيين والإعلاميين فى لقاء أعضاء بعثة منتخب تنزانيا المتواجد فى نفس الفندق.
