مع اقتراب سقوط نظام بشار الأسد، واختراق مدافع المعارضة لجدران قصوره الرئاسية لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية قبل عامين، شهدت القرى اللبنانية المتناثرة على شريط الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان أول هجوم للجيش السورى الحر الأسبوع الماضى، عندما نفذ أفراده عملية «القصير» التى استهدفت بعض المواقع الأمنية التابعة لحزب الله اللبنانى فى تلك القرى، فأوقع عددا من القتلى أغلبهم كوادر تابعة للحزب، مما يعد استباقا لمعركة تصفية الحسابات المرتقبة بين ثوار سوريا وحزب الله، بعد حسم مصير نظام بشار الأسد!
أغلب السوريين يشعرون بالأسى تجاه إيران وحزب الله بسبب مشاركة عناصر الحزب والحرس الثورى الإيرانى بصورة مباشرة فى عمليات القتل الجماعى للشعب السورى ودعمهما اللامحدود لنظام بشار الأسد الذى يمارس القتل اليومى ضد شعبه الأعزل.. هذا الدعم «الأعمى» ضاعف من حالة التعاطف والغليان الشعبى فى كثير من الدول العربية ضد وحشية الأسد ونظامه.. فتدافع عشرات الشباب من مصر ومختلف الدول العربية للانضمام لصفوف الجيش السورى الحر رغبة فى الجهاد من أجل حماية الأطفال والنساء والأبرياء من آلة القتل العشوائى التى لم تتوقف عن حصد أرواحهم على مدى عامين كاملين. لا يمكن الفصل بين حادث استهداف مواقع حزب الله فى القرى الحدودية الأخير وعملية اغتيال «خوش نويس» أحد أبرز قادة الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا خلال عودته قبل أيام من سوريا إلى لبنان التى يتخذها مقرا لعملياته التى أوفدته طهران من أجلها لتقديم جميع أشكال الدعم والمشورة والسلاح أيضا إلى بشار الأسد للبقاء فى السلطة، ومساعدته على وأد وإنهاء الثورة بكل الوسائل. اللافت أن الحادثين لم يثنيا طهران ولا حزب الله عن مواصلة مهمتهما فى الوقوف إلى جانب الجلاد «بشار» ضد الضحية الشعب السورى وتعهد كل منهما على الاستمرار فى مساعدته حتى يقضى على من أسموهما ب«الإرهابيين» المدعومين من دول خليجية وعواصم غربية! حسب معلومات قيادى بالمعارضة السورية بالقاهرة، فإن لجوء الجيش السورى الحر إلى الهجوم على القرى الشيعية اللبنانية الملاصقة للحدود مع سوريا، جاء نتيجة تحريات أثبتت بملا يدع مجالا للشك أن هذه القرى انطلقت منها صواريخ وقذائف استهدفت المواطنين فى عشرات القرى السورية المنتفضة ضد نظام بشار، كما تبين للمقاومة السورية أن تلك القرى تتولى تجهيز فرق موت إيرانية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبنانى.. هذه الفرق تتسلل إلى عمق المدن والقرى السورية وتقوم بتصفية الثوار وجنود الجيش السورى الحر، إلى جانب استدراج بعضهم واختطاف البعض الآخر وتسليمه للموت على أيدى زبانية بشار الأسد. يفسر القيادى المعارض عملية اغتيال قائد الحرس الثورى الإيرانى بأنها «بروفة» يمكن تكرارها لجميع القادة والمرتزقة الإيرانيين المنتشرين على الأراضى السورية، حيث يمتلك الجيش السورى الحر قوائم كاملة ترصد تحركاتهم والمواقع التى يتمركزون بها، تمهيدا لتصفيتهم فى حال تمسكوا بالاستمرار فى دعم بشار ونظامه، والإيقاع بالثوار والمعارضين، ويؤكد أن عملية «القصير» الناجحة التى استهدفت مواقع حزب الله فى القرى الحدودية سوف تستمر إلى أن يتراجع الحزب عن مواقفه ويوقف دعمه للنظام السورى، نافيا أن يكون الهجوم مجرد رغبة فى فتح جبهة للقتال مع لبنان، لأن السوريين يدركون مدى تعاطف أغلب الشعب اللبنانى مع قضيتهم العادلة فى التخلص من نظام بشار الفاسد، بصرف النظر عن موقف حزب الله الموالى لإيران والداعم الرئيسى لبقاء النظام السورى فى السلطة حتى لو كان الثمن جماجم السوريين.