بعد أن كانت المرأة هى «صاحبة العصمة» فى ماسبيرو بتولى «عصا» قيادة المناصب الحساسة ورئاسة القطاعات والقنوات المختلفة- فى عهد النظام السابق- يبدو الآن المشهد مختلفا ومهيأ لتطبيق أن «الرجال قوامون على النساء» وبما لا يخالف شرع الله، وبالتالى استرداد الرجال عرش القيادة الغائبة فى ظل سيطرة المبادئ الإخوانية، وغياب سيطرة «الهانم» سوزان على التليفزيون والإعلام.
البعض فسر التغيير بخبث وأنه توجهات إخوانية، بينما يرى الآخرون أن «دوام الحال من المحال»، فمنصب رئيس قطاع التليفزيون مثلا كان حكرا على النساء خلال ال 30 عاما الماضية، فضلا عن القنوات المتخصصة وقطاع الإنتاج ورؤساء القنوات الأولى والثانية والثالثة.
والمعلوم أن «سوزان مبارك» كانت هى التى تختار قيادات ماسبيرو، بل تتدخل فى ملابس المذيعات!.. لكن الأمر قد تغير تماما بعد الثورة، وأصبح الرجال هم من يتولون المناصب القيادية فى ماسبيرو.
الإعلامية «سوزان حسن» كانت أبرز نماذج السيطرة والاحتكار النسائى، وكان تركها التليفزيون بسبب مشكلات العاملين بالقطاع، خاصة بعد إجراءات التطوير التى دعت لها، والتى كانت تهدف إلى أن تأتى بشاشة مختلفة لها هوية، وتلبى احتياجات المشاهد، ليجلس أمام الشاشة أطول وقت ممكن، خاصة بعد انخفاض نسبة المشاهدة، بسبب كثرة القنوات الفضائية التى أدت لمنافسة قوية، سحبت بالتبعية من رصيد التليفزيون المصرى.
قبل «سوزان» برزت أسماء إعلامية أخرى شهيرة ومهمة لها بصمات على الشاشة فى مقدمتهن «زينب سويدان»، «سهير الإتربى»، و«نهال كمال» التى عملت كنائب لرئيس التليفزيون، ثم رئيسا للتليفزيون، والأخيرة كانت شهرتها كمقدمة برامج ل«تاكسى السهرة»، «اخترنا لك»، «لسه فاكر»، «ألحان لكل زمان»، «وطعم البيوت» سببا فى تقدمها فى المناصب، أما «نادية حليم» فكانت آخر قيادة نسائية فى منصب رئيس التليفزيون قبل ثورة يناير، بعدما تولى «عصام الأمير» منصب رئيس التليفزيون، ثم استقال ليتولاه المخرج «شكرى أبوعميرة».
منصب رئيس قطاع القنوات المتخصصة تولاه «على عبدالرحمن» بعد «هالة حشيش» التى أقيلت من منصبها هى ومجموعة أخرى من قيادات الاتحاد، وهو الخبر الذى أكده «د.سامى الشريف» - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقتها - حيث تضمن قرار الإبعاد كلاً من رئيس قطاع الهندسة
الإذاعية، بالإضافة إلى رئيس القناة الفضائية. هذا القطاع الذى قصت شريط الرئاسة فيه الإعلامية «سناء منصور» لفترة طويلة.
فى المقابل فإن رئاسة «عادل ثابت» لقطاع الإنتاج بعد «راوية البياض»، جاء لتصحيح الأوضاع فى القطاع الذى أسسه «ممدوح الليثى»، وتولاه بعده أكثر من قيادة «رجالى».. أما «راوية» فقد تم إقصاؤها على خلفية اتهامها بإهدار المال العام.
أما الوضع فى القنوات الأرضية فلم يختلف كثيرا، حيث جاء «مجدى لاشين» رئيسا للقناة الأولى ليقضى على الاحتكار النسائى بعد إقصاء «شافكى المنيرى»، رغم وجود مطالبات باستمرارها.. سبق شافكى فى رئاسة الأولى قيادات نسائية بالجملة، لعل أبرزهن سوزان حسن وفاطمة فؤاد.. فى حين جاء «ممدوح يوسف» رئيسا للقناة الثانية خلفا ل«عزة مصطفى».
القنوات المتخصصة أيضا كانت لا تخلو من قيادات نسائية لعل أبرزهن سلمى الشماع فى قناة المنوعات، «سهير شلبى»، و«نهلة عبدالعزيز» فى قناة الدراما.
أما فى الإذاعة، فالوضع لم يكن مختلفا أيضا، فبعد أن تولت «إيناس جوهر» رئاسة الإذاعة المصرية، بعد سنوات استحواذ الرجال على هذا المنصب، تم تعيين «انتصار شلبى» مكانها، لكن فجأة تم إقالة «شلبى» دون أسباب، ويتولى مكانها «إسماعيل الششتاوى» الآن.
المشهد الحالى الآن فى ماسبيرو لا ينبئ باستمرار قيادة نسائية أو حتى ظهور جديد لها فى ظل احتكار القيادات الإخوانية للمشهد السياسى والإعلامى، ولهذا فلا عزاء للنساء فى ماسبيرو حتى إشعار آخر.