بعد يوم واحد من لقاء الرئيس محمد مرسى بعدد من فنانى وفنانات مصر هاجم الشيخ وجدى غنيم الفن والفنانات ووجه إليهم أفظع السباب والشتائم، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد وإنما أعرب الشيخ عن استيائه الشديد من لقاء الرئيس - الذى انتخبه لأنه مسلم - بمجموعة من «الفاسقين الفجار» على حد قوله.. إن مثل هذه التصريحات التى صدرت أخيرا سواء من غنيم أو غيره من شيوخ هذه الأيام هى مجرد بداية لانتشار الفكر التكفيرى فى مصر بالإضافة إلى أن ما تم توجيهه للفنانات ولرئيس الجمهورية نفسه على «سى دى» أمام العالم كله جريمة يعاقب عليها القانون.. ورغم أننى ضد الأعمال الفنية التى تعتمد وتركز على المشاهد الساخنة التى تثير الغرائز إلا أننى ضد أيضا النظر للفن من منظور ضيق بما يحدث بين رجل وامرأة. إن الفن فى معظم دول العالم المتقدم هو رسالة قوية للتعريف بثقافات الشعوب، كما أن حرية التعبير والإبداع ضرورة لنهضة المجتمعات أو تراجعها وكان يمكن لهؤلاء الشيوخ بدلا من انقضاضهم على الفن والفنانات بهذه الضراوة التى جعلت الفنانة المحترمة رجاء الجداوى تبكى على الهواء مباشرة بسبب ما تم توجيهه لهن من سباب وألفاظ المفروض أنها لا تصدر من رجال دين وظيفتهم هى إعلام وإفهام الناس بالحسنى وبهدوء وليس بالسب والقذف والخوض فى الأعراض، حيث أكد الإسلام على أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان البيان والإنذار فقط ويترك الناس لعقولهم.. يا شيوخنا المحترمين من أعطاكم صك الحديث باسم الدين وإطلاق التهم والشتائم والسباب لمن لا يروق لكم.. إن مصر فى حاجة لجميع أولادها سواء كانوا شيوخا أو فنانين أو أطباء أو مهندسين أو ضباط وجنود شرطة أو جيشاً، عمالا أو فلاحين وكفانا صراعات على قضايا غير مجدية والدخول فى معارك جانبية على مسائل هامشية لن نجنى من ورائها غير التخلف والعودة للعصور الوسطى وأخيرا حقك علىّ يا مدام رجاء أنت وكل الفنانات المصريات المحترمات.. وتحيا مصر.