الطيران المدنى ليست مجرد وزارة عادية، فهى معنية ببوابات الدخول والخروج من البلاد، فضلاً عن كونها مصدرا رئيسيا للدخل القومى وتنشيط السياحة.. ولكنها تعرضت بعد الثورة لمشكلات كبيرة جعلت من مهمة «سمير إمبابى» - وزير الطيران المدنى - فى حكومة قنديل أكثر من شاقة، وينتظره عمل دؤوب لإصلاح وتعويض ما فات وامتصاص غضبة العاملين وقبل كل ذلك إحداث نهضة فى هذا المرفق الاستراتيجى. مدة خدمتى تزيد على 37 عاماً فى مجال الطيران المدنى، وأعرف كل القيادات والعاملين بداية من رؤساء الشركات مرورا بالطيارين والمهندسين وأفراد وملاحين وحتى العاملين فى المجالات الإدارية، وعلاقتى بهم طيبة جداً.. ومن هنا أضع سياستى التى تقوم بالأساس على المشورة واستطلاع الأراء ودراستها جيداً والبحث وراء الصالح العام قبل اتخاذ أى قرار، والاعتماد على أهل المعرفة والتخصص للنهوض بمرفق الطيران المدنى. * لكنك توليت المنصب فى ظروف حرجة تتصاعد فيها الاحتجاجات والاعتصامات فكيف ستتعامل معها وما سياستك فى وزارة الطيران المدنى؟ - عملت مع الكثيرين علي مدي 37 عاما ونعرف بعضنا جيدا، فسياستي مع زملائي وأبنائي تعتمد علي التواصل مع الجميع لكن لابد من تطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع.. هنا يجب بحث مطالب العاملين عبر القنوات الشرعية وأن يتم العمل على سرعة حلها ولكن فى حدود الإمكانيات المتاحة من خلال التدرج فى عرض المشكلات على المسئولين بالشركات.. أما فى حالة تعثر حل المشكلة فيتم العرض على رئيس مجلس إدارة الشركة ثم وزير الطيران. هناك بعض المطالب التى هى نتاج طبيعى لحرية التعبير بعد ثورة 25 يناير ولا يحسن النظر لها بعين الاعتبار ولكن الشىء المهم هو إيجاد التوازن بين مصلحة العاملين من جهة وبين مصلحة شركاتهم من جهة أخرى - فلا يعقل أن يتوقف العمل وهو المصدر الوحيد للدخل وفى نفس الوقت يطالب البعض بزيادة حالية، فمن الطبيعى أن نعمل جميعا من أجل استعادة حركة السفر والسياحة وتعويض الخسائر حتى ينعكس ذلك بالخير على الجميع. * وماذا عن المشروعات التى بدأتها وزارة الطيران المدنى هل سيتم إيقافها نظرا للظروف الاقتصادية الراهنة؟ - سوف أعطى الأولوية فى الفترة القادمة للمشروعات التى بدأ العمل بها بالفعل فسيتم الاستمرار فى خطة تطوير وتوسيع المطارات واستكمال المشروعات التى بدأت لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية، فمن المشروعات الجارى تنفيذها مبنى الركاب رقم «2» ومطار شرم الشيخ ومطار الغردقة ومطار النزهة وفندق مطار القاهرة الدولى وهذا الفندق سيخدم شريحة كبيرة من السياح والركاب وأطقم الطائرات وبالنسبة لمصر للطيران سيتم تشغيل الخطوط التى تم تعليقها بسبب الظروف التى مرت بها مصر مثل خط تورنتو وواشنطن وكيجالى وسيتم فى الفترة القادمة التوسع فى الخطوط الأفريقية، فنحن مازلنا بعيدين عن أفريقيا ولم نغطها بخطوط كما يجب ولذلك لابد من تعزيز تواجدنا هناك. * وماذا عن تشغيل خط الطيران مع إيران هل سيتم تشغيل هذا الخط بعد زيارة الرئيس مرسى إليها؟ - تشغيل هذا الخط هو قرار سياسى ونحن ليس لدينا مشكلة من الناحية الفنية - وأعتقد أن هذا الخط عندما يتم تشغيله سيكون ناجحا وذلك لأن مصر مهمة للإيرانيين وذلك لأن لها مقاصد سياحية دينية تهم الإيرانيين. * ماذا عن خسائر مصر للطيران وانخفاض التشغيل بعد الثورة والظروف المضطربة التى مرت بها مصر؟ - الوضع تحسن كثيراً الآن، فقد حققت مصر للطيران أعلى معدلات التشغيل خلال شهر رمضان المبارك وإجازة عيد الفطر ونجحت فى سفر وعودة المعتمرين بأعلى نسبة انتظام دون تخلف حقائب، كما حققت أعلى كثافة فى التشغيل الداخلى وشهدت أعلى كثافة فى الرحلات الدولية والداخلية وأوضح إمبابى أن التنسيق مع وزارة السياحة مستمر فتم تشغيل رحلات جديدة بين القاهرة وطابا اعتباراً من 19 أغسطس بنظام المشاركة فى التكاليف بالتعاون مع وزارة السياحة كما تم الاتفاق مع وزير السياحة هشام زعزوع لدعم الطيران العارض وتنشيط السياحة إلى الأقصر وأسوان. * ماذا عن موسم الحج هذا العام هل أسطول مصر للطيران سيكفى نقل جميع الحجاج أم سيتم الاستعانة بالطائرات بالإيجار كما كان يحدث من قبل؟ - مستعد لموسم حج ناجح وبكل إمكانياتنا وسيتم نقل جميع الحجاج بأسطول مصر للطيران الذى يصل إلى 80 طائرة دون الحاجة لاستئجار أى طائرات وقد أكدنا التزام مصر للطيران بعدم زيادة أسعار تذاكر الحج هذا العام على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود التى تزايدت بنسبة 30٪ وهى من العناصر الرئيسية فى تحديد أسعار التذاكر. * ما الموقف تجاه المضيفات اللاتى طلبن ارتداء الحجاب وبعض الطيارين أو أفراد من طاقم الطائرة الذين طلبوا إطلاق لحيتهم؟ - هؤلاء تعاقدوا مع شركة مصر للطيران بأن الوظيفة لها متطلبات ومواصفات معينة فتوجد قوانين تحكم الوظيفة ولا يمكن لأحد أن يفعل ما يتراءى له فلابد من الالتزام بمواصفات الوظيفة ومن لا يريد تنفيذ قانون الوظيفة يجب عليه تركها فوراً.. ونحن أعددنا إدارة لشركة الخطوط تابعة لمصر للطيران على هؤلاء ممن لا تعجبهم متطلبات الوظيفة أن يلتحقوا بهذه الإدارة.