فى الوقت الذى لم يستبعد فيه البعض وقوف بعض رموز الجماعات الإسلامية والتيارات المتطرفة وراء الهجوم الأخير فى رفح، خاصة أن استشهاد الجنود المصريين على الحدود جاء عقب قرار الرئيس محمد مرسى بالإفراج عن 17 من الجهاديين وأعضاء الجماعة الإسلامية ومنهم من شارك فى جرائم الإرهاب وأعمال العنف المسلح الذى أقلق مصر واستهدف مواطنيها وأثر على اقتصادها فى العقد الأخير من القرن الماضى. اللواء الشيمى
خرجت أسرة الشهيد اللواء محمد عبداللطيف الشيمى - مساعد مدير أمن أسيوط الأسبق - أحد أبرز ضحايا تلك الجماعات الذى قتل فى عام 1993 بمدينة أبوتيج، لتعلن قيامها بالتقدم بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى تطالب فيها بإلغاء قرار العفو عن «عبدالحميد عثمان» الشهير ب«أبوعقرب» أحد أعضاء تنظيم الجماعة الإسلامية والمحكوم عليه بالسجن 50 عاما ولكن شمله قرار الرئيس بالعفو عنه مؤخرا!
التقينا أسرة الشهيد اللواء الشيمى وقد بدا الحزن الشديد على زوجته بسبب صدور قرار العفو عن المتهم حيث رفضت التحدث مكتفية بكلمات قليلة فحواها أن قرار العفو عن أبوعقرب أصابها بالإحباط واليأس الشديد، وأنه كان أشبه بصدور قرار بقتل اللواء الشيمى مرة أخرى مما جعلها وأسرتها يشعرون بالمرارة الشديدة.
وعرفت من أبنائها أن الأم منذ أن علمت بخبر العفو عن المتهم تعيش حالة من الصراع النفسى جراء المخاوف التى تساورها بسبب إصرار أبنائها على رفع دعوى قضائية لأن ذلك قد يجعلهم عرضة للقتل أو الإيذاء من قبل التيارات المتشددة لمطالبتهم بحق دماء والدهم الشهيد.
الأسرة بالكامل تشعر بإهانة الكرامة والظلم لعدم تنفيذ القصاص فى قاتل عائلها كما تشعر بالخوف وعدم الأمان واليأس الذى عانت منه أيضا عقب هروب المتهم أثناء أحداث ثورة 25 يناير.
شيرين محمد عبداللطيف الشيمى نجلة الشهيد اللواء الشيمى قالت لنا إن والدتها تخشى عليها وعلى أشقائها الذين قرروا أن يستكملوا مسيرة والدهم الشهيد بالدفاع عن الوطن سواء داخل جهاز الداخلية أو الجيش.
كأسرة بسيطة اضطرت ظروف العمل الأب أن ينتقل من عمله كمأمور لقسم فيصل بمحافظته السويس إلى محافظة أخرى بعد حصوله على ترقية وظيفية نتيجة كفاءته المهنية ليصبح مساعدا لمدير أمن أسيوط، ورغم مروره بأزمة صحية قبيل الترقية بأسابيع قليلة، إلا أنه قرر الامتثال لمهام وظيفته وأداء واجبه تجاه وطنه فى تلك المرحلة.
وكان الانتقال بالفعل إلى المحافظة الجديدةبأسيوط حيث كان نشاط الخلايا الإرهابية فى قمة عنفوانه وقتئذ فى صعيد مصر فى مطلع تسعينيات القرن الماضى. «شيرين» تروى قائلة:
اختير والدى لهذه المهمة الوطنية بعد أن أثبت كفاءة أمنية عالية، والآن وبعد مرور 19 عاما وأربعة أشهر على استشهاده ومازلنا نتذكر ذلك الحادث وكأنه حدث بالأمس عندما استشهد أبى وكان قاتله ذلك الرجل، حيث تلقى 15 طلقة أثناء استقلاله السيارة متجها بها إلى مقر عمله واستشهد معه حارسه وسائقه.
وأضافت: حادثة اغتيال والدى كانت الأولى لقيادة.. كان أبى أول ضحايا الإرهاب الذى عانت منه البلاد مع بداية التسعينيات، والآن نسى الجميع المشاهد التى هزت مشاعر العالم كله وتصدرت المشهد صور الضابط المصرى الذى قتل غدرا وهو فى طريقه إلى عمله وبعدها توالت العمليات الإرهابية ضد المصريين مستهدفة الجميع.
حيث اغتال أبوعقرب العميد شيرين رئيس قوات الأمن بأسيوط فى أبريل 1994 أى بعد عام من مقتل والدى.
«شيرين الشيمى» وجهت رسالة من خلالنا للرئيس «مرسى» قائلة: شعورى بعد سماعى قرار العفو عن أبوعقرب هو ذات الشعور بعدم الأمان عقب فقدان الأب، فقد أعاد الرئيس مرسى لى ولأشقائى مرارة اللحظة التى ذقناها بعد أن تلقينا خبر استشهاد والدنا.
شعرت بأن دم والدى أهدر رغم وعود الرئيس مرسى بأنه سيكون حريصا على استرداد حقوق أى شهيد ضاع حقه فى عهد مبارك.
وتساءلت :هل يعقل أن يهدر رئيس مصر دماء مصرية بهذه السهولة استشهدت بفعل أيادٍ إرهابية.. خذلتنا الداخلية من قبل عندما رفضت استثناء نقل أخى الرائد هشام لمحافظة قنا ولم تراع ظروف الأسرة، لم يقف أحد بجوارنا ولن يعوضنا أحد عن والدنا الذى استشهد بعد 8 أشهر من توليه مهام حفظ الأمن بأسيوط بداية من أغسطس 92 وحتى أبريل .1993
ولكن أشقائى لم يتخلوا عن ثوابت والدى وأصروا على خدمة مصر واستكمال مسيرته، أحد أشقائى النقيب أحمد الشيمى يخدم فى قطاع أمن الموانئ بالسويس والآخر المقدم مهندس عمرو يخدم فى مطار كبريت بالمحافظة.
أما الرائد هشام الشيمى رئيس المباحث بمديرية أمن السويس الابن الأوسط للشهيد- كما علمت من أسرته - فهو يستكمل الإجراءات القانونية اللازمة فى سبيل إقامة الدعوى القضائية لإلغاء قرار العفو عن أبوعقرب، لكنه فى ذات الوقت ينتظر انقضاء المدة التى يشترطها القانون وهى 60 يوما من صدور قرار العفو عن المتهم.
متمسكا بحقه فى دم والده باعتباره ولى الدم وأنه وأسرته فقط هم الذين يحق لهم أن يعفوا يتمسكوا بالقصاص من المتهم الذى لم يقتل فقط والدهم ولكنه مارس هو وجماعته الإرهاب وقتل الأبرياء من أبناء الشعب المصرى.
تركت الأسرة وأنا متأثرة بمشاعر الأم المختلطة بالشعور بالقلق على أبنائها والرغبة فى القصاص لزوجها شهيد الواجب.