المحلل العسكلرى فى الاسرائيلى " ايال" على شاشة التليفزيون المصرى و تحديدا فى قناة النيل للاخبار استياء شديدا و جدلا و اسعا فى ظل الظروف المخنقة التى تملر بها البلاد وتحديدا فيما يتعلق باحداث رفح و اشتشهاد 16 ضابطا و جنديا على ايدى الارهابيين ظهور المحلل الإسرائيلى فى قناة إخبارية مصرية قد يكون أمرا عاديا فى ظل النظام القديم وهو ما حدث مرارا وتكرارا وعلى نفس القناة أيام «عبداللطيف المناوى» و«هالة حشيش» قبل الثورة، أما بعد الثورة وفى ظروف مأساوية إسرائيل طرف فيها، فالأمر مختلف ومرفوض تماما، وهو ما جعل «إبراهيم الصياد» رئيس قطاع الأخبار يتصل فور ظهور المحلل الإسرائيلى بفريق الإعداد الخاص بفقرته لمعرفة الأسباب، بعدها اتصل ب «صلاح عبدالمقصود» وزير الإعلام لإبلاغه بتحويل المسئولين عن ظهور الإسرائيلى إلى التحقيق وهو ما قابله «عبدالمقصود» بارتياح شديد.
«الصياد» أكد لنا أن ظهور المحللين الإسرائيليين فى القنوات الإخبارية أمر عادى وهم يظهرون بكثافة فى قنوات «الجزيرة» وال «MBC» والعربية، كما أن قناة النيل للأخبار أيام كانت «هالة حشيش» رئيسا لها و«عبداللطيف المناوى» رئيسا لقطاع الأخبار كانت تستضيفهم بكثرة،
إلا أننى- والكلام على لسان «الصياد»- منذ أن توليت رئاسة القطاع عقب الثورة مباشرة رفضت استضافة أى محلل إسرائيلى وأعطيت تعليمات صريحة بذلك، إلا أننى فوجئت بظهوره للتعليق على حادث اعتداء الإرهابيين على ضباطنا وجنودنا فى رفح مما دفعنى للاتصال الفورى برئيس القناة «سامح رجائى» والاستفسار منه ومن فريق الإعداد عما حدث وتحويلهم للتحقيق. المشكلة أن المعدة - وهو الخطأ الأكبر الذى وقعت فيه - لم ترجع إلى رؤسائها لاستشارتهم باستضافة المحلل الإسرائيلى واعتمدت على ما كان يحدث فى الماضى مستعينة بالأجندة التى لديها وبها قائمة المحللين الإسرائيليين الذين تمت استضافتهم من قبل واتصلت به فى بث مباشر على الهواء مباشرة بعد أن أبلغت المسئولة عن التنسيق الفضائى بأن الموضوع الذى سيتم تناوله عن رفح لابد فيه من استضافة محلل إسرائيلى على اعتبار أن «إسرائيل» أحد الأطراف الثلاثة للحادث مع «مصر» و«فلسطين» استكمالا للرأى والرأى الآخر وللرد على الاتهامات الموجهة لإسرائيل. المعدة عندما واجهها رئيس القطاع بالسؤال: لماذا لم تلجئ إلى رؤسائك؟ قالت إن السبب هو ضيق الوقت وهو طبعا عذر أقبح من ذنب!! «الصياد» قال: من الناحية المهنية ليس هناك خطأ، وإنما الخطأ فى عدم رجوعها إلى رؤسائها لأن ذلك يتعلق بالناحية السياسية والإعلامية. وهو ما يستدعى معها التحقيق، خاصة أنى - والكلام على لسان «الصياد» - كرئيس للقطاع أرفض رفضا باتا ظهور أى إسرائيلى على شاشة التليفزيون المصرى سواء كان محللا أو سياسيا أو شخصية عامة، لأن ذلك معناه تطبيع غير مباشر، خاصة إذا كان لدينا خبراء مصريون فى التحليل السياسى والمتعلق بالشأن الإسرائيلى على درجة كبيرة من الوعى والثقافة والمهنية والمعلوماتية.
الواقعة الثانية التى أحالها «الصياد» إلى الشئون القانونية للتحقيق واقعة المذيعين «نادر دياب» و«خيرى حسن»، حيث ظهر الأول فى مسجد «آل رشدان» ليعلن على الهواء مباشرة وجود د.«محمد مرسى» فى صلاة الغائب على أرواح شهداء رفح وهو يقول: أرى الرئيس «محمد مرسى» وقد ظهرت على وجهه ملامح الحزن والأسى والتأثر، وهو ما فعله أيضا الثانى عند المنصة أثناء الجنازة وقال نفس الشىء: أرى الحزن قد كسا وجه الرئيس «مرسى» وهو يتقدم المشيعين فى جنازة شهداء رفح الأبطال وأرى التأثر واضحا بشكل كبير على وجهه. «مرسى» فى الأصل لم يذهب لا لمسجد «آل رشدان» ولا للجنازة عند المنصة بسبب احتجازه داخل مستشفى القبة العسكرى أثناء زيارته للمصابين ومنع خروجه لوجود مظاهرات أمام المستشفى. الواقعة بطرفيها تعد كارثة بكل المقاييس لأنه من المفترض أن من يقوم بهذه المهمة اثنان من قدامى المهنة لهما من الخبرة الواسعة فى هذا المجال وكان يجب أن يستعينا بجهاز «مونيتور» لمعرفة من حضر الجنازة ومن لم يحضر، حتى لو كان هناك بيان من الرئاسة قد صدر، فالبيان فى كثير من الأحيان لا يكون أصدق من رؤى العين، فالظروف - كما حدث - من الممكن أن تمنع أيا من كان من الحضور فى آخر لحظة.
«الصياد» رغم يقينه بأن ما حدث ليس بالجسامة ولا الكارثية لأن معظم القنوات فعلت نفس الفعل لدرجة أنهم - وقطاع الأخبار معهم - وضعوا على شريط الأخبار أسفل الصورة خبر مشاركة «مرسى» فى الجنازة استنادا إلى بيان الرئاسة، إلا أنه أحال الواقعة للتحقيق من باب إثبات وجود خطأ مهنى شريك فيه مخرج البث المباشر الذى كان من المفترض أن ينبه المذيعين بعدم وجود «مرسى» من خلال متابعته لأجهزة «المونيتور» التى أمامه بعربة الإذاعة الخارجية، والمذيعين «نادر» و«خيرى» - الذي اقترب من سن المعاش - لأنهما لم يطلبا وجود جهاز «مونيتور» أمامهما فى موقع الحدث. «الصياد» فى سياق حديثه أعلن رفضه للأحكام المسبقة التى يتم صدورها ضد قطاع الأخبار والهجمات الشرسة التى يتم شنها عليه واتهامه بالتأخير فى نقل الأحداث فى حينها وهو ما يخالف الواقع حيث يقول أنهم يتعاملون مع الحدث فور وقوعه.