رغم معاناتهما الشديدة فى حياتهما والمرارة التى كانا يشعران بها إلا أنهما يظلان صاحبى أشهر ضحكتين فى الوسط الفنى.. يوسف داود و«حسن فايق» كلاهما علامتان بارزتان ونجمان كبيران من نجوم الكوميديا رغم أنهما من أصحاب الأدوار الثانية إلا أن النجومية فى عرفهما لا تقاس بحجم البطولة وإنما تقاس بحجم التأثير على المتلقى. كلاهما يحمل قلب طفل صغير، بل قلب عصفور رغم ضخامة جسميهما. الوجه الباسم الباعث على البهجة، والسعادة هى السمة الأساسية فى ملامحهما، وضحكتاهما الشهيرتان تميزهما وسط ملايين الضحكات، فى زمن ندرت فيه الضحكات. صحيح أن «داود» لم يبدأ منولوجستا مثلما بدأ «فايق» ولم يبدأ فى سن السادسة عشرة كما بدأ «فايق» إلا أن هناك دلالات وعلامات مشتركة تؤكد التقارب الروحى فيما بينهما فمثلا الاثنان من مواليد الإسكندرية، «داود» من حى السيوفى و«فايق» من حى الإبراهيمية وإن كان هناك من يقول إن «فايق» من مواليد شربين - دقهلية، وأيضا كلاهما لازم بطلا من أبطال الكوميديا وقدما معا سلسلة ناجحة من الأعمال، ف«حسن فايق» لازم «إسماعيل يس» وكون معه ثنائيا كوميديا فى الكثير من الأعمال منها «إسماعيل يس فى حديقة الحيوان» و«ليلة الدخلة» و«إسماعيل يس فى مستشفى المجانين»، «إسماعيل يس فى دمشق»، «إسماعيل يس طرزان»، «و«البوليس السرى» وكذلك «يوسف داود» لازم عادل إمام وقدم معه سلسلة من الأعمال منها «النمر والأنثى»، «الإرهاب والكباب»، «أمير الظلام»، «حنفى الأبهة»، «عمارة يعقوبيان» «بوبوس» و«مرجان أحمد مرجان» ومسرحيات «الواد سيد الشغال» و«الزعيم» و«بودى جارد»، الغريب أنه مثلما قدم «حسن فايق» فيلم «حسن ومرقص وكوهين» تشاء الأقدار أن يقدم «يوسف داود» هو الآخر فيلما بنفس الاسم باستثناء «كوهين» هو «حسن ومرقص» مع «عادل إمام» المدهش أن «يوسف داود» رغم مسيحيته إلا أنك لا تشعر أبدا بذلك لما بداخله من روح التسامح المعهودة عليه، كذلك لم تشعر يوما بتعصبه الأعمى فالكل عنده إخوة بصرف النظر عن العقيدة، نفس الشىء كان يطبقه «حسن فايق» الذى لم يكن على أيامهم تفرقة مجتمعية اسمها «مسلم ومسيحى». دعواتنا بالشفاء إلى الرائع دائما «يوسف داود» وأن يخرج من محنته المرضية معافى فى بدنه، وأن يرحم «حسن فايق» الذى توفى بعد رحلة معاناة مع المرض وهو الذى أمتعنا وأسعدنا بضحكته الشهيرة التى مازالت تعيش بداخلنا وتبهجنا كلما تذكرناها أوتذكرناه. [-]