مبادرة «النقيب» و«الرقيب» لحماية المبدعين من الترهيب! أمس الجمعة.. قاد نقيب الممثلين «أشرف عبدالغفور» ود. «سيد خطاب» رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية حملة تأييد للحكم الذى صدر ببراءة كل من «وحيد حامد» و«لينين الرملى» و«شريف عرفة» و«محمد فاضل» و«نادر جلال» من تهمة ازدراء الأديان وحفظ القضية، والترتيب لمساندة «عادل إمام» فى قضيته التى تم تأييد الحكم فيها بالسجن ثلاثة أشهر وغرامة 1000 جنيه والمطالبة ببراءته أسوة بحكم بقية المبدعين الذين كانوا جميعا فى قائمة واحدة بمن فيهم «عادل إمام» إلا أنه بعد أن طلب من محاميه «لبيب معوض» تولى شئون الدفاع فى القضية تم فصله عنهم وتحويلها إلى محكمة الهرم فى حين ظلوا هم فى محكمة العجوزة ليتولى الدفاع عنهم محامو نقابتى «الممثلين» و«السينمائيين». ∎∎ النقيب «أشرف عبدالغفور» أكد فى كلمته التى ألقاها بنادى الممثلين بالجيزة أن الفترة الأخيرة التى صعد فيها التيار الإسلامى إلى سدة الحكم حدث فيها استعداء على الفن بشكل عام، رغم أنه على مدار العقود الماضية لم يسجن مبدع أو صاحب رأى، «عبدالغفور» قال: التيارات الإسلامية استغلت وجود فصيلين ضد ومع «عادل إمام» الذى قد يختلف البعض معه سياسيا، لكن فنيًا من المستحيل أن نضحى به كفنان له تاريخه وهو دورنا النقابى المرتبط بمناصرة الفنانين فى قضاياهم، «أشرف عبدالغفور» الذى كان موجوداً فى محكمة العجوزة بشارع السودان يوم الخميس الماضى أكد أن وقوفه- كنقيب يمثل كل فنانى مصر- مع المبدعين هو صرخة فى وجه الذين يحاولون أن يعيدونا إلى العصور الظلامية التى رغم ظلامها لم يحدث فيها مثلما يحدث الآن للدرجة التى جعلت واحدا مثل «مولير» ينتصر لأفكاره فى القرن السابع عشر عندما صور دراميًا رجل الدين المزيف الذى يتاجر بالدين من أجل مصالح شخصية وهى أنماط موجودة فى المجتمع وبكثرة، وهذا ليس معناه أننا نسىء لأى دين وإنما نسىء لمن يتاجر فقط - بالدين- أى دين، بينما قال الرقيب «سيد خطاب»: فن أداء الممثل يعتمد على تقديم شخصية غيرك، وإلا ماذا سيفعلون مع من يقوم بدور أبو لهب ويتكلم بلسان أبو لهب الكافر وأفعاله؟! هل يتم رجمه؟! ويضيف «خطاب»: الفن يحمل قيم الحب والخير والجمال وهى القيم التى غرسها فى البشر حتى قبل ظهور الديانات السماوية التى جاءت نفسها لتنادى بها وتؤكد نفس المعنى من أجل تنظيم علاقات البشر كجزء من تكوينه الاجتماعى، وهو ما يؤكده النقيب «أشرف عبدالغفور» ويقول: الفن انعكاس لحالة المجتمع، ولكن ليس معنى ذلك أن تتم محاسبة أصحابه على أنهم مجرمون وتلصق بهم التهم، خاصة أن الفنان هو كاشف لكل سلبيات المجتمع من أجل معالجتها وتحويلها إلى قيم إيجابية، وهناك أعمال كثيرة كشف فيها «عادل إمام» عيوب النظام- رغم أن البعض يحسبه على النظام- فعلى سبيل المثال «طيور الظلام» و«النوم فى العسل» و«الإرهابى» و«الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المنسى» وسخر من نواب المخدرات وسوء التعليم والفقر والفساد المجتمعى، ويوافقه الرقيب «سيد خطاب» الرأى ويقول: ما حدث يعتبر ردة فكرية لكن ثقتنا فى القضاء كانت كبيرة وقد تأكد لنا ذلك، خاصة أن القضاء يتحمل مسئولية من أصعب المسئوليات وهى صيانة مشروع الدولة المدنية التى بدون حماية القضاء لها سنصعد إلى الهاوية، رغم تحفظى على وجود بعض المتناقضات فى أحكام القضاء ففى الوقت الذى حكم فيه بتأييد حكم السجن والغرامة ضد «عادل إمام» من محكمة الهرم حصل فيه وعن نفس القضية الباقون على البراءة من محكمة العجوزة؟! وتم حفظ القضية ويضيف «خطاب» إذا كنا فى حاجة إلى تعديل سلم القيم فليعدلها المجتمع وعلى المبدع فورا أن يستجيب للتعديل، لكن هذا التعديل من المفترض ألا يكون بالمحاكم والإرهاب، بل كان يجب أن يكون بالتفاهم والحوار، وعن دوره الرقابى فى حماية المبدعين من عمليات التهديد والإرهاب أكد «خطاب» أنه تلقى دعوة من لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة لسن قانون جديد للرقابة لحماية المبدع بشكل أشمل من القانون العقيم الموجود حاليا وبالفعل تم كتابة مسودة سيتم عرضها على اللجنة وفى حالة الموافقة عليها سيتم صياغتها وتقديمها إلى مجلس الشعب لاعتماد وإقرار القانون فور الاتفاق عليه من جميع الأطراف ومن بنود هذا القانون، عدم ضرورة منح ترخيص على النص كشرط لبدء التصوير والاكتفاء بالترخيص النهائى على العرض فقط. كذلك عدم تجريم المبدع إذا قام بعملية التصوير لأنه غير دستورى لأنك لا تستطيع تجريم المواطن العادى الذى يقوم بالتصوير والذى لم يعد حكراً على صناع السينما أو التليفزيون، بل أصبح الآن متاحا لأى أحد لديه كاميرا أو حتى جهاز موبايل أن يصور ما يشاء ويقوم بعملية المونتاج على جهاز الكومبيوتر الخاص به ثم عرضه عبر المواقع الإلكترونية ليكون متاحا للجميع، إذن مسألة الرقابة هنا لم يعد لها داعٍ التى أقيمت أساسا على البعد البوليسى وإنما يجب فقط الالتزام بمواثيق الشرف وتحكيم الضمير الشخصى بعدم الاقتراب من الأديان وازدرائها أو خدش الحياء العام وهى الأعراف الدولية لأى مجتمع يريد الحفاظ على نظامه المجتمعى وليست لدينا فقط، كذلك تغير مسمى الرقابة وتم تحويلها إلى مؤسسة للحفاظ على الملكية الفكرية وتحصيل حقوق الأداء العلنى للمبدعين التى من المفترض أن تدر أموالا بالمليارات تستفيد منها الدولة والمبدعون فى نفس الوقت. أشرف عبد الغفور سيد خطاب