حصلت «روز اليوسف» على مستندات تكشف كيف يسيطر فلول الحزب الوطنى المنحل على مكتب وزير الزراعة وتحت رعايته يدبرون المؤامرات لعودة حديقة الأسرة «سوزان مبارك سابقا» إليها من خلال عملية تأجير الحديقة من الباطن عن طريق رجل الأعمال منير غبور عضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة والتى ترأس مجلس إدارتها سوزان ثابت حرم الرئيس المخلوع.
التفاصيل تسردها الوثائق والمستندات، وتعود إلى إنشاء حديقة الأسرة «سوزان مبارك سابقا» عام 2006 وتتبع جمعية خدمات مصر الجديدة التى ترأس مجلس إدارتها سوزان مبارك ومالك الجمعية التى تضم فى مجلس الإدارة الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق والمحبوس حاليا على ذمة قضايا فساد سكرتيرا عاما ومنير غبور رجل الأعمال المعروف وهيفاء يكن سيدة أعمال وصديقة سوزان ثابت والمهندس محمد محفوظ رجل أعمال صديق علاء مبارك، بالإضافة إلى ديفيد سميث ودانيال إيلوارد - وسكوت كرينتدن - ممثلين عن شركة profun وشركة الإدارة وقد أرسلت هذه الجمعية بطلب تخصيص قطعة أرض لإنشاء حديقة الأسرة «سوزان مبارك سابقا» عليها إلى هيئة التعمير بوزارة الإسكان فى عهد الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق - وبالفعل وافقت الوزارة على تخصيص مساحة 69فدانا و12 قيراطا بمنطقة القاهرةالجديدة طريق القاهرةالسويس فى أحضان مدينة الرحاب ومدينتى وهى مقامة بطابع هندسى معمارى على أحدث التصميمات العالمية وتعتبر أكبر بارك فى الشرق الأوسط، وهذه الحديقة تضم العديد من المبانى والإنشاءات كانت قبل قيام الثورة عبارة عن مساهمات بلغت حجم استثماراتها مليارا و200 مليون جنيه مصرى بخلاف ثمن الأرض الذى يقدر بمليارات وهى عبارة عن مساهمات من بعض الوزارات من خلال أموال الصناديق الخاصة بها كما هو مبين فى المستندات. وزارة البترول فى عهد الوزير سامح فهمى، فقد ساهمت شركة جاسكو ب180 مليونا وإنبى 250 مليونا وبتروجيت 650مليون جنيه كما ساهمت وزارة الطيران المدنى فى عهد الفريق أحمد شفيق ووزارات البيئة والزراعة والاتصالات، بالإضافة إلى وزارة الإسكان والتعمير التى قامت بتخصيص قطعة الأرض للجمعية. ملحوظة: هنا قصة طريفة ربما تكون سرا يذاع لأول مرة حسب مصادر بالوزارة. أن السيدة سوزان مبارك قد طلبت من وزارة الإسكان تخصيص قطعة أرض من الدكتور إبراهيم سليمان الوزير فى ذلك الوقت فقام الوزير بتخصيص مساحة 6 أفدنة فقط للحديقة فلم تعجبها فطلبت من الوزير مساحة أكبر فقام بتخصيص 6 أفدنة أخرى لتصبح 12 فدانا فغضبت منه سوزان مبارك وقيل وقتها إنها كانت سببا فى إقالة محمد إبراهيم من الوزارة ثم جاء أحمد المغربى وخصص لها 69 فدانا و12 قيراطا.
الحديقة فى تصميمها تضم حديقة حيوان مصغرة ومركزاً للصوت والضوء وقرية ترفيهية ومدينة ملاهى وشهر عسل سحرى ونموذجا من مكتبة الإسكندرية ومركزا للحواس الخمس وغابات عالمية و3 مطاعم من أكبر وأفخم المطاعم على مستوى العالم وقطارا جوالا وقاعة مؤتمرات تتسع لما يقرب من مائتين وخمسين شخصا وكانت معدة لأفراد الأسرة الحاكمة وأصدقائهم. ملحوظة: سعر الوجبة فى المطاعم تبلغ أكثر من 400 دولار حسب ما كان معدا لها وكان معدا لها أيضا أن تفتتح الحديقة يوم 28/2/2011 يوم ميلاد سوزان مبارك بعد التنحى بأسبوعين، ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن - وتكشف المستندات أنه قد تبرع للحديقة بعض رجال الأعمال منهم نجيب ساويرس ومحمد فرج عامر بمبلغ ما يقرب 16 مليون جنيه مصرى وهذا المبلغ فى حوزة وزارة التضامن الاجتماعى حتى الآن والتى ترفض الإفراج عن هذا المبلغ بحجة أسباب إدارية وبيروقراطية - حتى بعد قرار المجلس العسكرى رقم 377 الصادر بتاريخ 30/3/2011:
- طلب فيه وزارة الزراعة باتخاذ التدابير الفورية لاستلام حديقة الأسرة بمنطقة القاهرةالجديدة أسوة بحدائق الأورمان والحيوان والأسماك على أن تتم الإدارة والتشغيل لها بأسلوب اقتصادى.
- تشكيل مجلس أمناء برئاسة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى وعضوية ممثلى الوزارات والجهات المعنية المشاركة «البترول والبيئة والاتصالات والطيران المدنى» لاستكمال تنفيذ المشروع وإعداده لإقناع المواطنين باعتباره مشروعا قوميا يخدم فى المقام الأول الأسرة المصرية.
إلى هنا وقد انتهى قرار المجلس العسكرى الذى طالب بضم حديقة الأسرة إلى وزارة الزراعة عقب قرار حل الحزب الوطنى وتنازل سوزان مبارك عن بعض أموالها. واستمرار الوضع على ما هو عليه فى عهد الوزير أيمن أبو حديدة، وقد أصدر قراراً بأن تتولى الإدارة المركزية للتشييد والبيئة إحدى الجهات المنوط بها إدارة الحدائق بوزارة الزراعة ذلك فى عهد د/عمرو رأفت حامد ربيع رئيس الإدارة المركزية للتشييد والبيئة والذى قام بإصدار قرار بأن يتولى المهندس عصام الدين حامد الذى كان يعمل مشرف التغذية بقصور الرئاسة لمدة 18 عاماً ومعروفا بقربه الشديد من الدكتور زكريا عزمى.. واللافت للنظر أيضا أن يعود هذا الرجل إلى الوزارة بتاريخ 1/4/2011 بعد حبس الدكتور زكريا عزمى بأيام قليلة لتولى إدارة مكتبة الأسرة «سوزان مبارك سابقا» بعد انتدابه لأكثر من 18 عاما مشرف تغذية لقصور الرئاسة، والغريب أيضا فى الأمر أن يصدر قرار تعيينه مشرفا على إدارة شئون حديقة الأسرة من الدكتور عمرو رأفت ربيع المعروف بقربه من الوزير أمين أباظة.
وفى عهد الدكتور صلاح يوسف الذى جاء مع حكومة عصام شرف الأولى أصدر قراراً رقم 1414 بتاريخ 21/8/2011 بتكليف الدكتور حسام حسن حماد رئيس الإدارة المركزية للتشجير والبيئة بالإشراف على الحديقة، وقد أبقى على السيد عصام الدين حامد مديراً للحديقة. ولكنه أصدر قراراً بتكليف السيد عبداللطيف مديرا تنفيذيا للحديقة، وذلك فى شهر سبتمبر 2011 حيث بدأ العمل الفعلى على تشغيل الحديقة ووضع خطة لتشغيل الحديقة وكان مقررا أن تفتتح فى تاريخ 11/2/2012 للجمهور بتشغيل جزئى وقد أعدت لها المناقصات الآتية :
1- تأجير 3 مطاعم سياحية. 2- تأجير القرية الترفيهية ومطاعم الوجبات السريعة والألعاب. 3- تأجير لوحات إعلانية إلكترونية كبيرة وصغيرة. 4- تأجير ساحة انتظار سيارات تسع أربعة آلاف سيارة.
وحسب دراسة الجدوى الأولية للمشروع كانت سوف تدر دخلا إلى الدولة حوالى 50 مليون جنيه إلى جانب توفير ما يقرب من 800 فرصة عمل، ولكن أصابع الفلول تدخلت سريعا لعرقلة المشروع، خاصة بعد تولى المهندس رضا إسماعيل وزير الزراعة الحالى والمعروف عنه أنه من رجال يوسف والى داخل الوزارة فقد عمل طوال حياته مشرفا زراعيا حتى بلغ سن المعاش وتولى بعدها مشرفا على التعاونيات والتى تفوح منها رائحة فساد تزكم الأنوف، خاصة فى عهده.
ولكن المثير للشك والريبة أنه فور تولى المهندس رضا إسماعيل الوزارة أصدر قرار رقم 2203 بتكليف الدكتور السيد على محمد خليفة إسناد باحث مساعد بمركز بحوث الصحراء بالإشراف على حديقة الأسرة بمنطقة القاهرةالجديدة «سوزان مبارك سابقا»، وما يدعو للشك هنا هو أن الدكتور السيد خليفة - أحد أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل وأمين تنظيم الحزب بدائرة المنيل، وكان الدكتور أيمن أبو حديد قد ألغى قرار انتدابه وتم تعيينه فى الوزارة من الفترة 22/10/2010 فى عهد الوزير أمين أباظة حتى تمت إقالته فى 22/2/2011 عهد الوزير أبو الحديد وفى عملية التطهير التى قام بها أبو الحديد فور تولى حكومة شرف من أعضاء الحزب الوطنى فى الوزارة ثم إعادة الوزير الحالى مشرفا على حديقة الأسرة..لماذا؟!