ريشة فريد ناجي في ليلة ما قبل رأس السنة الساعة كام تحديدا مش فاكرة لأن ساعة الحيطة بايظة فجأة.. ضرب جرس الباب، فتحت.. لقيت يوسف بك وهبي وقفت مذهولة، أمسك بيدي وقبلها برقة قائلاً «ياهوووه أموت في شفايفك النونو» ولم يكن حلماً فأنا ألمسه وأراه وأنا متأكدة 100% أنه موجود فرحت جداً لأن عميد المسرح في بيتي، واستأذنت لأغير ملابسي لأنني قررت حضوره معي في حفلة رأس السنة التنكرية فهي أجمل مفاجأة، وفجأة سمعت صرخة تدوي في أرجاء البيت «ياللهول ياللعار»، فجريت أشوف ما الذي أصابه فوجدته مذهولاً ويشير بإصبعه علي فيلم «اللمبي» وقال: مش قادر أصدق؟! قلبي هيوقف، حد يلحقني بأنبوبة أوكسجين أو حتي أنبوبة لحام، إيه الفيلم ده أنا حاسس إني في سيرك إزاي تسموا دي كوميديا، دي كوميديا رخيصة أوي، نظرت إليه باستحياء قائلة: للأسف الكلام ده بيضحك ناس كتير، سكت قليلاً ثم قال ده: إسفاف واستخفاف بالجمهور وجن جنونه من الأفلام التي رآها في التليفزيون وعندما رأيت علامات الحزن علي وجهه قلت: ياريتني خبيت التليفزيون بدل ما دمه يتعكر، ونزلت معاه إلي الحفلة وهو يعاملني بمنتهي الذوق والرقة التي انعدمت من غالبية رجالة اليومين دول، وفجأة سمع حوار بين الشباب وأحدهم يقول «ياعم شرف البنت ولاعة» فبحلق في وجهي بدهشة، وقال يانهار أسود ياولاد.. ده شرف البنت علي زمني كان عود كبريت بقي ولاعة دلوقتي؟! ومما زاد وغطي أنه لاحظ انتشار شباب «السيكي ميكي» بنطلونات مسقطة تحت الوسط والشعر واقف متكهرب والدلع في كلام الشباب سمة واضحة.. قال لي: الله الله إيه اللي جري ده أنا كنت فاكر أن مافيش غير «لوسي» واحد اللي كان مطلع عيني في «إشاعة حب» دول كلهم بقوا «لوسي»، زمن إيه اللي انتوا فيه ده.. إيييه.. وما الدنيا إلا مسرح كبير. دخلنا الحفلة التنكرية وإفيهات الأفلام المبتذلة بدأت تتعالي ما بين «عليها جسم يودي القسم» و«النهارده الخميس يوم عيد ميلاد إبليس».. فاستوقفهم قائلاً بتضحكوا علي إيه بالذمة دي إفيهات أمال فين إفيهات عبدالفتاح القصري واستيفان روستي انتوا بتضحكوا علي نفسكوا مش علي الإفيهات أبداً إحنا كنا شعب الإفيه الراقي والفن كان فن ذوق ونكتة دلوقتي فنكوا بقي «نكبة» وبدل ما تضحكوا فكروا تنقلوه إزاي للطوارئ يمكن تصلحوا اللي انتوا والزمن خربتوه، السينما باظت وانتوا قعدتوا علي تلها وفجأة الساعة 12 يوم رأس السنة اختفي يوسف بك وهبي طبعاً ماأقدرش يستحمل البهدلة دي كلها. وزمانه بيضرب نفسه ميت بلغة إنه جه الزمن الأغبر ده.